واشنطن تنسحب من مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة
وكالات | 20 يونيو | مأرب برس :
أعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أمس الثلاثاء، انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، متهمة هذه الهيئة الدولية بأنها “مستنقع للتحيزات السياسية”.
وفي كلام مثير للسخرية قالت هايلي “نحن نتخذ هذه الخطوة لأن التزامنا لا يسمح لنا بأن نظل أعضاء في منظمة منافقة وتخدم مصالحها الخاصة وتحوّل حقوق الإنسان إلى مادة للسخرية”.
وسارع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى إبداء أسفه للقرار الأمريكي، معتبرا أنه كان “من الأفضل بكثير” لو بقيت واشنطن عضوا في هذه الهيئة الأممية التي تتخذ من جنيف مقرا لها.
وقال غوتيريش في بيان إن “بنية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تلعب دورا هاما للغاية في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم”.
بدورها أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش عن أسفها للقرار الأمريكي، معتبرة أنه “سيضع البلد على هامش المبادرات الدولية المصيرية للدفاع عن حقوق الإنسان”.
وانتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الخطوة الاميركية، وأكد مديرها التنفيذي كينيث روث أن “انسحاب إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب هو انعكاس مؤسف لسياستها الأحادية البعد في ما يتعلق بحقوق الإنسان حيث الدفاع عن الانتهاكات الصهيوني في وجه أي انتقادات يشكل أولوية فوق كل شيء آخر”.
ولفتت المنظمة إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة “لعب دورا هاما في دول على غرار كوريا الشمالية وسوريا وبورما وجنوب السودان، لكن على ما يبدو كل ما يهم ترامب هو الدفاع عن اسرائيل”.
ودائما ما انتقدت الولايات المتحدة المجلس على إدراجه ممارسات كيان العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية على جدول أعمال جميع جلساته السنوية الثلاث ما يجعل الدولة العبرية الوحيدة التي يتم تخصيص بند ثابت لها على جدول الأعمال يعرف بالبند السابع.
وكانت هايلي حذرت مرارا من أن الولايات المتحدة ستنسحب من الهيئة التي تأسست عام 2006 لدعم حقوق الإنسان وتعزيزها حول العالم.
وأتى قرار واشنطن بالانسحاب من الهيئة الاممية في أعقاب الانتقادات الشديدة التي وجهتها الأمم المتحدة للإدارة الأمريكية بشأن سياستها المرتبطة بفصل أطفال المهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم عند الحدود مع المكسيك.
وقال المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين الاثنين إن “سعي أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بايذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول”.
ورفضت الولايات المتحدة الانضمام إلى المجلس لدى إنشائه عام 2006 في عهد الرئيس الاسبق جورج بوش الابن الذي كان جون بولتون مندوبه إلى الأمم المتحدة. وحاليا يشغل بولتون المشكك في الأمم المتحدة، منصب مستشار ترامب للأمن القومي.
ولم تنضم واشنطن إلى المجلس إلا بعد وصول باراك أوباما إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.
ومنذ تولي ترامب السلطة، انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وخفّضت مساهمتها في موازنة الأمم المتحدة، وانسحبت كذلك من اتفاق باريس للمناخ الذي تدعمه المنظمة الدولية.