«ميدل إيست آي»: توكيلات التعذيب القذر ما بين أمريكا والإمارات في جنوب اليمن
متابعات | 8 يونيو | مأرب برس :
أشار مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» إلى أن تعرية أساليب التعذيب التي نفذها أفراد المخابرات الأمريكية خلال فترة رئاسة جورج بوش الابن وصفت بأنها واحدة من «أكثر الحقب ظلمة» في تاريخ الولايات المتحدة، ولايعود ذلك إلى تقويض أي «سلطة أخلاقية» زعمت الولايات المتحدة أنها امتلكتها خلال العقد الأول من «الحرب على الإرهاب»، ولكن لدورها في ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي وتنشيط حركة الإرهاب العالمي والتي يعد من أسبابها إساءة معاملة المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب ومعسكر بوكا.
وقال المقال: يخطئ من يعتقد أن هذا الفصل الشائن في تاريخ الولايات المتحدة بدأ وانتهى مع انتهاء إدارة بوش، فبالنظر إلى أن الكونغرس، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، كان صوّت لمصلحة التحقيق، فيما إذا كان الأفراد العسكريون الأمريكيون أو حلفاؤهم متورطين في تعذيب المعتقلين في اليمن، يمكن التأكد من أنه لا يزال هناك الكثير لفضحه.
ووفقاً للمقال، فإن هذا الإجراء جاء رداً على تحقيق أجرته وكالة «أسوشيتد برس» والذي كشف اختفاء مئات الأشخاص ممن تم توقيفهم أثناء تعقب مسلحي تنظيم «القاعدة» الإرهابي داخل شبكة سرية من السجون في جنوب اليمن، تم إنشاؤها داخل قواعد عسكرية وموانئ بحرية ومنازل خاصة وحتى داخل ملهى ليلي من الإمارات.
وحسب سجناء سابقين، فإنه تم حشر المعتقلين في حاويات شحن ملوثة بالبراز وهم معصوبو الأعين على مدى أسابيع، وكانوا يُربطون على ما يشبه آلة الشواء حيث تم ربط الضحايا بقضيب معدني يدور فوق النار المشتعلة.
وتابع المقال: وفي الوقت الذي اعترف فيه مسؤولون عسكريون أمريكيون كبار بأن عناصر عسكرية أمريكية شاركت في عملية الاستجواب في هذه السجون السرية، فقد أنكروا المشاركة في تعذيب المعتقلين، وقد تم الآن توجيه «البنتاغون» من الكونغرس الأمريكي للتحقيق في مدى صحة هذا الإنكار، وللمفارقة، فإن هؤلاء المشرعين أنفسهم قاموا بترشيح جينا هاسبل كمديرة لـ«سي آي أيه» ومايك بومبيو كوزير للخارجية، رغم إشراف هاسبل على برنامج تعذيب وكالة المخابرات المركزية تحت إدارة بوش وتأييد بومبيو له ما يعكس نفاقاً لا حدود له.
وقال المقال: أصبح من الواضح بشكل متزايد أن استخدام الولايات المتحدة للتعذيب أعمق وأكثر انتشاراً وأكثر منهجية مما تم الاعتراف به علناً، كما يتضح من خلال الكشف عن الشهادات والوثائق المنشورة الصادرة عن مجموعة الدفاع عن الحقوق المدنية في بريطانيا «CAGE» التي تشير إلى أن المحققين الفيدراليين الأمريكيين بمن فيهم علي صوفان، ضابط سابق في «إف بي آي»، قاموا بتعذيب المعتقل القطري علي المري الذي أدين بأحداث 11 أيلول على الأراضي الأمريكية.
وأضاف المقال: على افتراض أن الولايات المتحدة «تقوم باستجواباتها وفقاً للقانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان»، فإن هناك أدلة تشير إلى أن واشنطن تواصل الاستعانة بمصادر خارجية لتنفيذ عملها القذر مثلما فعلت في السنوات اللاحقة لأحداث أيلول، فما فعلته الولايات المتحدة هو أنها فرضت هذا بشكل أساسي على الوكلاء، معظمهم من الإمارات الذين قاموا بدورهم بفرض هذا العبء على الجماعات المحلية ما يجعل فضح تواطؤ واشنطن أمر صعب للغاية.
وعلاوة على ذلك، أكد فريق خبراء الأمم المتحدة صحة النتائج التي توصل إليها تحقيق الوكالة الأمريكية متهماً الإمارات بتنفيذ عمليات التعذيب، بما في ذلك الصعق بالكهرباء والضرب وما هو أسوأ من ذلك.
سيكون الأمر الآن متروكاً لـ«البنتاغون» لتحديد مدى تورط الولايات المتحدة في استخدام التعذيب في اليمن، ولكن على أقل تقدير يمكننا التأكد من أن هذا الفصل لن يكون الأخير في تاريخ واشنطن البشع.