ليس هناك غبن في طريق الحق ولا خسارة
من هدي القرآن | 27 مايو | مأرب برس :
فالإنسان عليه أن يعي جيداً أن الله غني عنه وعن أعماله الصالحة وعن طاعته وأنه هو.. هو كإنسان المستفيد والمنتفع في أعماله الصالحة لطاعته في النتائج المترتبة عليها.. أما الله فهو الغني الذي لا يحتاج إلى أعمالنا ولا تضره معصيتنا أن الله سبحانه وتعالى في ما أمرنا به ودعانا إليه وهدانا إليه أمرنا بما فيه الخير لنا والصلاح لنا والفلاح لنا وما يلبي احتياجاتنا وما يدفع الشر والخطر العظيم عنا في الدنيا والآخرة أن الله سبحانه وتعالى رحيم بهذا الإنسان وكريم عظيم واسع الرحمة وواسع الخير وهو أكرم الأكرمين و بالتالي فهو يعطينا ويكافئنا على الأعمال الصالحة التي هي من الأساس مصلحة لنا وفائدة لنا ونفع لنا.
يعطينا عليها الجزاء العظيم ثم حقيقة أخرى أن كل ما يمكن أن يبتعد به الإنسان أو بسببه عن طاعة الله عن نهج الله عن الطريق التي رسمها الله كل ما يمكن أن يدفع بالإنسان إلى معصية الله لا يساوي شيئاً أبداً مهما كان من رغبات الإنسان وأهواءه وشهواته لكنه لا يمثل شيئاً ولا يساوي شيئا بجانب ما سيتحقق للإنسان أصلاً من الرغبات والخير وما يحقق له السعادة إذا كانت هي الرغبة إذا كانت هي الشهوة إذا كان الاندفاع والسعي وراء السعادة هو الذي يدفع بالإنسان إلى المعصية سواءً المعصية في تجاوز حد من حدود الله أو في التنصل عن مسؤولية من المسؤوليات والتفريط في طاعة من الطاعات .. إذا كانت هي الرغبات والأهواء والشهوات والسعي وراء السعادة واللهث وراء السعادة، فالذي ستصل إليه بالمعصية لا يساوي شيئاً أبداً في مقابل ما ستحصل عليه بالطاعة..
ما ستحصل عليه من خلال رضا الله سبحانه وتعالى والذي يمثل فعلاً رغبةً حقيقيةً، سعادة حقيقيةً، نعيماً عظيماً، يمثل فعلاً ما يلبي الرغبة الحقيقية لهذا الإنسان، ويسد الحاجة الحقيقية لهذا الإنسان. فليس هناك من غبن في طريق الحق ولا خسارة، على العكس، خسارة الإنسان الكبرى والفادحة والرهيبة والهائلة والفظيعة هي بمعصيته لله، هي بابتعاده عن نهج الله، هي باللهو وراء تلك الأهواء التي يستغلها الشيطان فيردي الإنسان ويتعب الإنسان ويخسر بذلك الإنسان..
القول السديد المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1439هـ.