نص محاضرة الحساب والجزاء (7) – المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1439هـ
متابعات | 26 مايو | مأرب برس :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يتضح من خلال النصوص القرآنية المباركة ويظهر ما يحظى به عباد الله المتقين في ساحة المحشر، في مرحلة الحساب من رعاية إلهية تتجلى ثمرة التقوى آنذاك فيما يحظى به عباد الله أولئك من تيسيرات وتسهيلات وكذلك من رعاية واسعة تشمل التيسير للحساب، حتى لا يعانوا من تعسير الحساب، وكذلك ما يحظون به من البشارات المتتالية منذ أن يبعث الإنسان المتقي وتعود إليه الحياة يحظى في كل مرحلة من مراحل القيامة ببشارات من ملائكة الله سبحانه وتعالى تطمئنه، تهدئ من روعه، تعطيه الأمل، لأن المشهد آنذاك مشهد عظيم وهائل وكبير، أيضا في نهاية المطاف أو في مراحل معينة من الحساب يحظون برعاية أكثر من ذلك، يتوفر لهم الشراب كما في القرآن الكريم: {يُسقَونَ مِن رَحيقٍ مَختومٍ (25) خِتامُهُ مِسكٌ} [المطففين: 25-26] ، وآيات أخرى تفيد توفر الطعام والشراب لهم لدرجة أنه يطلب منهم أصحاب النار في ساحة المحشر هذا الكلام، يطلبون منهم أن يفيضوا عليهم، أن يفيضوا عليهم من الماء أو من ما رزقهم الله، من الأشياء الأخرى، كذلك جمع الشمل، جمع الشمل على مستوى الأسر المؤمنة المتقية، وعلى مستوى الأخلاء، وعلى مستوى الجماعات المؤمنة والمتقية، تجتمع ويلتم شمل الجميع، باطمئنان وارتياح وسعادة، وكذلك ما يحظون به من السرور والارتياح النفسي والانتصار لعملية المحاكمة ما بينهم وما بين الظالمين والطغاة المستكبرين، كل ذلك تتجلى به ثمرة التقوى آنذاك لكل هذه النتائج العظيمة والمهمة.
قيمة العمل الصالح، قيمة الاستقامة على نهج الله، قيمة الرجوع إلى الله في الدنيا والتوبة والإنابة والطاعة، كل ذلك تظهر ثمرته على نحو عظيم في ذلك اليوم العظيم، ولذلك حينما يقول الله لنا في كتابه الكريم: {وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوىٰ} [البقرة: 197] ، علينا أن نتزود هنا في الدنيا هذا الزاد الذي يفيدنا هناك، الذي ينفعنا هناك، {يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَ (88) إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ (89)} [الشعراء: 88-89] ، صلاح الإنسان في نفسه وقلبه وعمله وسعيه، وكلامه وإنابته إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا، وتوبته ورجوعه المستمر إلى الله هو الذي يفيده يومئذ، يوم القيامة، يتجلى أيضا ويتضح ما يعاقب به الخاسرون في ساحة المحشر، وما يعانونه من سوء الحساب وفضيحة الحساب، والتوبيخ في الحساب وكشف مستور جرائمهم ودحض وتفنيد مزاعمهم وافتراءاتهم وتبريراتهم التي كانوا يحاولون في الدنيا أن يغطوا بها عن ظلمهم وإفسادهم وجرائمهم وغير ذلك، ما يعانونه أيضا في ساحة المحشر مع طول يوم القيامة من الظمأ من الجوع، من القلق، من الرعب والفزع والجزع الشديد جدا، من الاضطراب الرهيب، ما يعانونه من الخزي والفضيحة وانكشاف المستور والخفي من أعمالهم وتجلي سوء أعمالهم وسوء آثارها في الحياة أيضا ما بينهم هم فيما بينهم من تفكك الروابط التي كانت بينهم في الدنيا، في الدنيا كانت بينهم الروابط التي يتعصبون بها لبعضهم البعض، المودة الشديدة في الدنيا لدرجة أنهم كانوا في الدنيا يحبون أندادهم الذين اتخذوهم أندادا من دون الله ، يحبونهم كحب الله، ولكن هناك تتفكك تلك الروابط وتلك العصبيات تلك المودة التي كانت في الدنيا بناء على مصالح مشتركة وروابط معينة وتوافق على الطغيان وعلى الإجرام وعلى الظلم وعلى الفساد وعصبيات معينة، كلها تتلاشى هناك وتتبدل إلى خصام وإلى بغضاء وإلى عداء، {الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقينَ} [الزخرف: 67] ، حتى الذين بينهم رابطة النسب إذا لم تكن بينهم رابطة التقوى تتفكك تلك الروابط، {يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن أَخيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبيهِ (35)} [عبس:34-35] ، هذه الأسر التي لم يكن مع رابطة النسب رابطة التقوى، تفككت رابطة النسب، كل الروابط تتفكك إذا لم يكن هناك رابطة التقوى، إلا المتقين، وهكذا تتجلى خسارة أولئك الذين أعرضوا عن نهج الله، الذين لم يستجيبوا لله في هذه الدنيا، الذين عصوا الله سبحانه وأعرضوا عن هديه في هذه الدنيا، الذين لم يتقوه، لم يتقوا الله في هذه الدنيا، تتجلى خساراتهم هناك، وفي المرحلة الأخيرة عند انقضاء الحساب، يتجلى كثرة الخاسرين من البشر، هذا أمر مؤسف، بمعنى أن أكثر البشرية سيخسرون، لماذا؟ لأن أكثر البشرية في الدنيا اتجهوا في هذه الحياة وراء شهوات أنفسهم، وراء رغبات أنفسهم، وراء أهواء أنفسهم، واستغل الشيطان هذه النقطة، نقطة الضعف فيهم، انجرارهم وميلهم واتجاههم نحو الرغبات والميول النفسية والانفعالات وعدم الإصغاء لهدى الله سبحانه وتعالى ولا للحق ولا لنداءات الحق من الله سبحانه وتعالى ورسله وأنبيائه والهداة من عباده، لم يصغوا، فاتجهوا، غفلوا، أصروا عاندوا فكانوا خاسرين، ولذلك من خلال ما ورد في القرآن الكريم يأتي خطاب الله سبحانه وتعالى لبني آدم، والخطاب في عمومه عندما وُجه لبني آدم يتضح منه الأغلبية الكبيرة من بني آدم كخاسرين وهالكين وخائبين، يقول الله سبحانه وتعالى: {أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يَا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ ۖ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ} [يس: 60] ، حينما وجه هذا النداء إلى بني آدم من الله سبحانه وتعالى ويخاطبون به يوم القيامة، خوطبوا به في الدنيا للحذر للانتباه هنا حيث ينفع الحذر، حيث ينفع الانتباه حيث تنفع الذكرى، وينادون به أيضا في ساحة المحشر، لكنه يوحي يفيد يدل على كثرة الخاسرين والهالكين الذين اتجهوا هذا الاتجاه، عبادة الشيطان، كيف هي عبادة الشيطان، ليست المسألة أن تصلي له وتركع له ركعات معينة وتصوم له، تتوجه بقصد العبادة له في نيتك، ليس المقصود هذا، إيثار طاعته على طاعة الله، أن تعصي الله وتطيعه هذه هي عبادته، أن تخالف نهج الله هدي الله، وتعصي الله سبحانه وتعالى وتخالف كتاب الله ولا تصغي لتوجيهاته ولا لآياته ولا لنوره ويستغفلك الشيطان، فيؤثر عليك من خلال شهوات نفسك وانفعالات نفسك وميول نفسك واتجاهات نفسك فتتجه اتجاه الشيطان، اتجاه الشيطان ما هو؟ عصيان الله، برنامج الشيطان في الدنيا في الحياة الدنيا، هو المعصية لله، المخالفة لهدي الله، الابتعاد عن نهج الله، الابتعاد عن طاعة الله، هذا هو برنامج الشيطان في الحياة، من يطيعه عبده، لأنه آثر طاعته بدلا من طاعة الله، واتجه في مسار الشيطان مسار العصيان لله، مسار المخالفة لهدى الله ولنهج الله، وترك مسار الحق هدى الله، طريق الله، لم يتبع أنبيائه ولا هديه ولا الهداة من عباده، {أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يَا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ ۖ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ} [يس: 60] ، وما أعظم خسارة كل الذين عبدوه وهو عدوهم، كيف لم تعبد ربك المنعم عليك ولي نعمتك، العظيم الرحيم الإله الملك الحق، المبين، الذي هو رب العالمين، الذي له الحق في الطاعة والعبادة، الذي مصيرك إليه، نعمتك منه، حسابك إليه جزاؤك إليه، كيف لم تعبده، كيف اتجهت في هذه الحياة وجهة عدوك الذي هو رجيم وخسيس ورجس ونجس وملعون ومطرود، الشيطان، ويحقد عليك، ودفع بك في وجهة ليس لك فيها خير ولا مصلحة أبدا، خسارة كبيرة جدا، من مقامات يوم القيامة، بعد انقضاء عملية الحساب، وبعد أن يتحدد مصير أصحاب النار، كل الذين هم إلى النار أصبحوا هناك، اكتملت عملية الحساب، أغلقت الملفات، قرر مصير كل إنسان، كل فئة كل أمة، كل كيان، وفرز البشر، أصحاب النار لحالهم، أصحاب الجنة لحالهم، الشيطان هناك، وهو كبير أصحاب النار، وهو رمزهم الكبير وزعيمهم الكبير والقائد الأعلى لهم، يلقي فيهم كلمة، ما هي هذه الكلمة؟ {وَقالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ} [إبراهيم: 22] ، خلاص اكتملت عملية الحساب وانتهت، وأصبح مصير أصحاب النار محتوما، وأصبحوا مميزين ومفروزين ووجهتهم والتحضيرات لنقلهم إلى جهنم بدأت، وقال الشيطان لما قضي الأمر، ما الذي، هل سيشكرهم؟ ما الذي سيقوله لهم، هل سيوجه لهم كلمة شكر، بعد أن تورطوا تلك الورطة العظيمة وأصبحوا إلى النار، واتبعوه آثروا طاعته، ولم يناصبوه العداء في هذه الدنيا، بعد أن أخبرهم الله أنه عدو لهم، لم يناصبوه العداء بل اتجهوا خلفه، {وَقالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم} [إبراهيم:22] ، نحن في هذه الدنيا يا أيها الناس، يا أيها الإخوة والأخوات، نحن في هذه الدنيا أمامنا دعوتان، دعوة الله ودعوة الشيطان، الله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه، الله يدعو إلى دار السلام، دعوته هي هديه أوامره توجيهاته، إن عملنا بها دخلنا الجنة ونجونا من النار، إن عملنا بها سعدنا في الدنيا والآخرة وفوزنا في الدنيا والآخرة وكانت بها عزتنا وكرامتنا في الدنيا والآخرة وكان بها فلاحنا ونجاحنا والخير لنا في الدنيا والآخرة، ودعوة الشيطان ليست إلا الغرور، إلا الخداع إلا الكذب إلا الأماني، يوهمنا بالسعادة فلا نسعد، نلهث وراء تلك الدعوة لنسعد فلا نسعد، فلا تتحقق لنا سعادة مهما حصلنا عليه في هذه الدنيا، مهما فعلناه بهدف تحقيق رغبات أنفسنا وشهواتنا، إنما تزداد الشهوة استعارا، وتزداد الرغبة وقودا وينجر الإنسان إلى المزيد والمزيد والمزيد فلا يصل، لا يصل إلى حيث يرغب، لا يصل إلى ما يلبي رغبة النفس فعليا، فتهدأ نفسه وتطمئن نفسه وتستقر نفسه، وتحس بالسعادة نفسه، لا، أولئك اللاهفون وراء رغبات أنفسهم وشهواتها والشيطان يدفعهم بدعوته لا يصلون إلى نتيجة، يصلون إلى النار في الأخير، إلى العذاب، ووعدتكم فأخلفتكم، تلك الأماني، تلك الأوهام والآمال التي رسمها الشيطان وانخدع بها الإنسان لا يصل إليها، يخلفه الشيطان، لأنه لا يملك أصلا، لا يملك سعادتك، الشيطان لا يملك سعادتك، لا يملك أن يلبي طموحاتك بمستواها أحد إلا الله، الجنة بنعيمها العظيم، فيها ما يلبي طموحك، ما يسد حاجة نفسك، ما يوصلك إلى الغنى الأبدي والحقيقي إلى السعادة الحقيقية والأبدية، في الدنيا نفسها ليس هناك ما يكسبك الاطمئنان الفعلي والحقيقي، والراحة النفسية الحقيقية والشعور بالحياة الطيبة إلا الله سبحانه وتعالى بهديه بذكره بالعمل الصالح بكل آثاره ونتائجه في الدنيا والآخرة، [ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلومني ولوموا أنفسكم] ، الشيطان يقول لكل الذين أطاعوه ولم يتقوا الله، يقول أنا ما كان لي عليكم في الدنيا من سلطان حتى أتمكن من إجباركم وإرغامكم على عصيان الله وعلى الإتباع لي، أمر واحد فعلته لكم في الدنيا، دعوتكم، وفعلا الشيطان ليس له أكثر من ذلك، أكثر من دعوة يدعوك بها إلى المعصية، يستغل شهوة نفسك رغبات نفسك، أو انفعالاتك وغضبك سخطك وعقدك، لأن الإنسان إما هذه أو تلك تؤثر فيه في الحياة، إما دوافع الرغبة والشهوة وإما دوافع الانفعال والغضب والعقد تدفعه إلى فعل ما، أو إلى عمل معين أو إلى تصرف معين أو إلى كلام معين أو إلى موقف معين، فالشيطان يقول، إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، هذه كلمة الشكر التي يلقيها فيهم، توبيخ تبرئ منهم، يقول لهم لا يمكن أن يصنع لهم أي شيء مقابل الجميع الذي فعلوه نحوه، أطاعوه وعصوا الله، اتجهوا نحوه وغفلوا عن الله سبحانه وتعالى، {فَلا تَلوموني وَلوموا أَنفُسَكُم ۖ ما أَنا بِمُصرِخِكُم وَما أَنتُم بِمُصرِخِيَّ} [إبراهيم: 22] ، لن أفعل شيئا إنقاذكم ولا لإغاثتكم ولا لدفع العذاب عنكم، وأنتم في المقابل لا يمكن أن تفعلوا لي شيئا، هذه كلمة الشكر التي يوجهها والعياذ بالله، ولو يتأمل الإنسان كيف ستكون حسراتهم وهم يسمعون الشيطان يخطب فيهم، ويقول لهم هذا الكلام كيف ستكون حسرة الإنسان، أنت خسرت الله، خسرت ولايته رعايته رحمته محبته، هل هناك خسارة أكبر من هذه، كيف واقع أولئك الذين أطاعوه اتقوه خافوه في الدنيا آثروا طاعته فوق كل شيء في الدنيا استجابوا له، يحظون هناك برعايته برحمته بتكريمه، وهناك في الآخرة تتجلى رحمة الله على أعظم مستوى فيما يقدمه لعباده المتقين، ويتجلى سخطه وبأسه وعقابه وغضبه وانتقامه على أشد مستوى فيما يفعله بأولئك العصاة الخاسرين، بعد هذا وذاك تبدأ عملية الحشر أو الترتيبات للانتقال من دار الدنيا التي أصبحت آنذاك ساحة للحساب إلى عالم الجزاء، حيث يؤتى بجهنم وتقرب، نعوذ بالله من سخط الله، يقول الله في القرآن الكريم: {وَجِيءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر:23] ، جيء بها، جيء بها عالم كبير، دار العذاب، دار السخط الإلهي، سجن الله الأكبر الذي سينتقل إليه كل أولئك العصاة الذين لم يكونوا متقين، لم تكتب لهم النجاة، جيء يومئذ بجهنم، تقرب، الله أعلم أين كانت ما قبل عملية الحشر، بالتأكيد كانت تعد إعدادا رهيبا في العذاب، توقد بنيرانها المستعرة، جهنم التي أعدها الله لتكون تجليا لبأسه لقدرته في العقاب، لسخطه وغضبه، ما أسوء الإنسان الذي لم يقدر سخط الله في الدنيا وعذاب الله في الدنيا ما أسوء الإنسان الذي كان يحسب ألف ألف حساب لغضب جبارين في الدنيا وطغاة مستكبرين من الناس العاديين لا يمثل شيء سخطهم ولا بأسهم وما يمتلكونه من قدرات في هذه الدنيا بجنب زفرة واحدة من زفرات جهنم جهنم الشديد فيها والمخيف فيها والرهيب فيها أنها تجلي لسخط الله وتعبيرا لغضب الله سبحانه وتعالى والله جعل فهيا بقدرته التي لا حدود لها ما يدل ما يعبر ما يتجلى فيه بأسه بأسه الشديد عقابه الشديد بطشه وجبروته جبروت الله سبحانه وتعالى بالنظر إلى قدرته إلى قوته إلى عزته هو الجبار المنتقم العزيز المتكبر إلى كبريائه العظيم أمرا مهيل رهيب عظيم فظيع يجب أن يخشاه الإنسان وأن يتقيه الإنسان مثلما رحمته واسعة وحبه عظيم وكرمة عظيم وألطافه واسعة والجنة هي مستقر رحمته مستقر رحمته أرقى تجلي لرحمته وكرمه وفضله وعظيم لطفه ومحبته النار هناك تجلي عظيم وكبير لكبريائه وبأسه وسطوته وجبروته وعذابه، {وَجِيءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23] ما إن يأتى بجهنم وتقرب من دار الحشر أو من ساحة المحشر إلى والكثير من الناس بالذات أولئك الذين مصيرهم إليها يحسون بالرعب الشديد والخوف الشديد والرهبة والرهبة والكثير من الناس ممن كانوا في هذه الدنيا غافلين وغير مباليين حتى عندما يذكرون بالنار بعذاب الله بسخط الله لا تهتز لهم شعرة ولا يرف لهم جفن ولا يبالون ولا تتحرق قلوبهم غفلوا في هذه الدنيا وتجاهلوا كل النذر في هذه الحياة لكن حينما يؤتى بجهنم هل سيبقى على تلك المشاعر التي كان عليها في الدنيا تلك المشاعر الجامدة الباردة الباهتة، ذلك الذي كان في الدنيا بليدا متحجر القلب متحجر المشاعر خشن الطباع جلفا لا يخشى ولا يخضع ولا ينتبه ولا يلتفت ولا يبالي ما إن يؤتى بجهنم إلا وتحركت مشاعره واهتزت اهتزت بشكل شديد جدا يومئذ يتذكر الإنسان يتذكر الإنسان الذي لم يتذكر يوم ذكر في الدنيا لم يتعظ لم ينتفع لم يلتفت لم يبالي لم يستيقظ كان على حالة رهيبة من الغفلة والتبلد وعدم الإحساس لم يكن يمتلك يقظة المشاعر وحيوية الإحساس متبلد قلق وقاسي لا بعدت القساوة أصبح هادئ خاشع متواضع لطيف الطبع والمشاعر حيا الإحساس {يَتَذَكَّرُ الإِنسانُ وَأَنّىٰ لَهُ الذِّكرىٰ} [الفجر: 23] فات الأوان فات الأوان، تذكر لكن لم يعد ينفعه ينفعه تذكره لم يعد ينفعه تذكره أبدا {وَأَنّىٰ لَهُ الذِّكرىٰ} [الفجر: 23] ماذا ستفعل له ماذا ستفيده آنذاك {يَقولُ يَا لَيتَني قَدَّمتُ لِحَياتي} [الفجر: 24] يا ليتني في الدنيا عملت العمل الذي أقدمه لهذه الحياة الأبدية لهذه الحياة الحقيقية لهذه الحياة المهمة التي الخير فيها لا مثيل له والشر لا مثيل له ولا نهاية له خلاص، أمنيات تحسر ألم نفسي إحساس بالخسارة إحساس بالتفريط {يَا حَسرَتا عَلىٰ ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّهِ} [الزمر: 56] يحس بالتفريط ولكن كعذاب نفسي لا يفيده بشيء، النار حينما تأتي لتقرب من ساحة الحشر {إِذا رَأَتهُم مِن مَكانٍ بَعيدٍ سَمِعوا لَها تَغَيُّظًا وَزَفيرًا} [الفرقان: 12] عندما تقابلهم وهي لا زالت هناك في البعيد تبدأ أصواتها تصل إليهم إلى ساحة الحشر أصوات هائلة باستعار نيرانها لبراكينها لحميمها الذي يغلي كلها مصممة ومخلوقة ومعدة ومهيأة للعذاب عالم أعد خصيصا للتعذيب لعذاب الإنسان ليس فيه مكان للراحة أبداً مساحات واسعة منه كلها تستعر نارا النار كما وصفها الله سبحانه وتعالى سميت ذلك العالم سمي بالنار سمي بجهنم كله مكان للعذاب لا مكان فيه للراحة ولا لجزء يسير للراحة أبدا ولذلك خوفهم شديد جدا حينما يأتي الأمر الإلهي بنقلهم وحشرهم من ساحة المحشر إلى جهنم تكون حالة الخوف رهيبة جدا لديهم لدرجة أنهم يحاولون أن يمتنعوا يحاولون أن يتشبثوا بالبقاء في ساحة الحشر وان يمتنعوا من الذهاب والانتقال إلى جهنم والعياذ بالله يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وهو يحكي لنا هذه الحالة {يَومَ يُدَعّونَ إِلىٰ نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور: 13] يعني يدفعون دفعا إليها يقول أيضا {يُعرَفُ المُجرِمونَ بِسيماهُم فَيُؤخَذُ بِالنَّواصي وَالأَقدامِ} [الرحمن:41] يرغمون ويدفعون زبانية جهنم الملائكة المخصصون في هذه المهمة يأتون إليهم يأخذون البعض منهم بالنواصي يعني بشعر رؤوسهم بمقدمة شعر الرأس والبعض يسحبون بالأقدام في بعض النصوص عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله أن الرجال منهم يسحبون بأقدامهم والنساء يحسبن بالنواصي بشعر رؤوسهن والعياذ بالله {فَيُؤخَذُ بِالنَّواصي وَالأَقدامِ} [الرحمن: 41] ويذهب بهم رغما عنهم ويحشرون إلى جهنم رغما عنهم حتى في تلك اللحظة التي يساقون فيها سوقاً إلى جهنم يقال لهم في تلك اللحظة وهم في الطريق في عملية الانتقال في أول ما يتم نقلهم والسوق لهم والحشر لهم يقول الله سبحانه وتعالى {وَقِفوهُم ۖ إِنَّهُم مَسئولونَ} [الصافات: 24] يوجه لهم سؤال في تلك اللحظة مالكم لا تناصرون هل بإمكانكم وأنتم جمع كبير وحشد هائل من البشرية في جميع مراحلها وتاريخها أن تتضامنوا وأن تتكتلوا وأن تشكلوا موقفا واحدا {بَل هُمُ اليَومَ مُستَسلِمونَ} [الصافات: 26] خلاص ما يستطيعون بالرغم من كثرتهم أن يشكلوا موقفا ليمتنعوا به من الذهاب بهم إلى جهنم هم في حالة من الاستسلام التام والعجز المطلق.
في عملية الانتقال هذه وهم يحشرون إلى هناك هناك طريق مخصصة لجهنم يقول الله {فأهدوهم إِلىٰ صِراطِ الجَحيمِ} [الصافات: 23] صراط الجحيم يعني صراط جهنم يعني طريق جهنم مثلما طريقها في الدنيا طريقها مختلفة عن طريق الجنة هي العصيان لله هي المعاصي هي الذنوب هي المخالفة لهدي الله طريقها أيضا في الآخرة طريق لوحده ليس صحيحا ما يقوله البعض هناك روايات غير صحيحة في هذا الشأن أنها طريق واحدة طريق الجنة من على جهنم يعبر الإنسان من فوق جهنم فيصل إلى الجنة لا، هذا التعبير القرآني في سورة الصافات مفيد جدا في هذه المسألة لأنه يقول {فَاهدوهُم إِلىٰ صِراطِ الجَحيمِ} [الصافات: 23] سماه صراط الجحيم صراطها طريقها المخصص لها وهذا الشيء الذي يتناسب ويتلاءم وينسجم مع عدل الله ورحمته ولطفه وفضله وكرمه ومع الآيات القرآنية التي تفيد من هذا وتفيد من حشر المتقين إلى الجنة أنه في جو من الاطمئنان والتكريم وبالطبع لو كان المسالة يعبرون من فوق جهنم لما كان هناك لا اطمئنان ولا تكريم فيأتي الحديث أيضا في حشر أهل الجنة إلى الجنة أولئك تلك الكتل البشرية الخبيث في هذه الدنيا جمع كل الخبثاء من المنافقين والفاسقين والمجرمين والمستكبرين والطغاة والظالمين والمفسدين كل تلك الاتجاهات بمختلف مسمياتها تتجه إلى النار يجمعها عنوان واحد هو الخبث قال الله تعالى {لِيَميزَ اللَّهُ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجعَلَ الخَبيثَ بَعضَهُ عَلىٰ بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَميعًا فَيَجعَلَهُ في جَهَنَّمَ} [الأنفال:37] في الوصول إلى قرب جهنم والعياذ بالله حالة رهيبة جدا مشهد هائل كلما اقتربوا منها كلما ازداد خوفهم ويأسهم ورعبهم وفجيعتهم أمر هائل جدا كلم سمعوها أكثر وكلما وصلت رائحة حممها ونيرانها المستعرة وكذلك فوح لهبها يصل إليهم كلما اقتربوا أحسوا بحرارتها وسمعوا أصواتها الهائلة بشكل أكثر أمر هائل ورهيب جدا نستجير بالله منه أمر جدير بأن يتفهمه الإنسان في هذه الدنيا جيدا أن يتأمل فيه أن يتذكره أن يحسب حسابه لكي ينتبه لنفسه هنا في الدنيا لأن هذا هو الهدف التذكير وتلك التفاصيل التي قدمت في القرآن هي للاستفادة منها في هذه الدنيا.
حين الاقتراب من جهنم وحين الوصول على حافتها الإنسان من جديد ينكر ويحاول أن يكابر ويحاول أن يقدم نفسه بريئا وغير مذنب وأنه لا ينبغي أن يذهب به إلى النار حالة رهيبة جدا [حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] لأن الإنسان هناك يحاول أن ينكر أشد الإنكار ويصيح ويتظلم ويحاول يقول أنا بريء أنا غير مذنب أنا لم أعمل تلك الأعمال التي سأدخل بها إلى هذا العذاب ويصيح ويستغيث ولكن يقيم الله عليه حجته بشكل حاسم لا يملك بعده أن يقول شيئا ولا أن يتذرع بشيء ليبرر ما وصل إليه أو ليكابر وينكر.
شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم الحواس الرئيسية في الإنسان سمعه بصره وأيضا جلده بما كانوا يعملون لأن مشكلة الإنسان هي هنا في أعماله هذه نقطة جوهرية هذه المسألة أكدت عليها آلاف الآيات في القرآن آلاف الآيات في القرآن العمل ثم العمل ثم العمل، لأن بعض الناس يقدمون مفاهيم مغلوطة ومخادعة وقد ينخدع بها البعض مثلا البعض يقول يكفيك يا أخي أن تنتسب إلى الإسلام ثم تعمل أي شيء تشاء وتريد يكفي أن تقول أنا مسلم أشهد أن لا إله إلا الله أن محمد رسول الله ثم لا تدع جريمة إلا وتفعلها وتنافس كل الكافرين وكل الآخرين المنتسبين لأديان أخرى أو اتجاهات أخرى في هذه الدنيا تنافسهم في جرائمهم وفعلا بعض المنتسبين للإسلام أشد إجراما وأفظع ذنوباً ومعاصي من كثير من اليهود والنصارى والمشركين، يا أخي بعض البوذيين لا يرتكب من الجرائم ما يرتكبه بعض المنتسبين للإسلام لأن البعض لم يفهم ماذا يعني الانتماء للإسلام، لم يفهم أن الإسلام دين فيه منهج فيه شريعة فيه حلال فيه حرام، فيه أحكام فيه تقوى فيه طاعة فيه التزام، وعنده لا، المسألة أن ينتسب انتساب بطاقة هوية للانتساب فقط ثم ينطلق إما معهم مع اليهود والنصارى والمشركين والآخرين لينافسهم يتحد معهم في نهجهم في هذه الحياة في الأعمال في المواقف في السياسات في التصرفات فيما بُنيت عليه حياة الناس وواقعهم، وينافس ويزاحم ويحاول أن يكون بارزاً أكثر منهم وفاعلاً أكثر من فعلهم وأن يكون أيضاً منافساً لهم حتى في مشاريعهم السياسية والعملية في هذه الحياة، كلها عملية كلها أعمال.
الأساس الذي يُبنى عليه مصير الإنسان أعماله، يبقى قضية الإيمان قضية أساسية قضية الانتساب للإسلام قضية أساسية ومعها العمل، ولذلك ما الذي يقول أهل النار وما الذي يُشهَد عليهم به مجرد انتساب بما كانوا ينتسبون؟ لا، بما كانوا يعملون، الأعمال، الأعمال هي الأساس {وَقالوا لِجُلودِهِم لِمَ شَهِدتُم عَلَينا} [فصلت: 21] الإنسان يصل إلى حالة من الإخراس يعني لا يملك أي تبريرات إضافية للمكابرة والإنكار بعد أن شهد عليه حتى جلده، فيتجه هو إلى جلده ليتناقش مع جلده كيف شهدت علىَ ياجلدي كيف شهدت علىَ بما فعلت {وَقالوا لِجُلودِهِم لِمَ شَهِدتُم عَلَينا} [فصلت: 21] تجيبهم الجلود جلدك يجيبك، أنت في مشكلة قد حاولت أن تناكر وتكابر أمام صحيفة العمل والعمل موثقٌ فيها ومشاهد ومرئي، كابرت الأشهاد من البشر الشهود من الملائكة كابرت الحقائق الواضحة، حينها أنت في مكابرة أو مشكلة مع نفسك خلاص ماعاد تملك أي شيء {وَقالوا لِجُلودِهِم لِمَ شَهِدتُم عَلَينا ۖ قالوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذي أَنطَقَ كُلَّ شَيءٍ} [فصلت: 21] هو الذي يمنح القدرة على النطق على التعبير عن الحقيقة وإظهار الحقيقة لكل شيء آنذاك {أَنطَقَ كُلَّ شَيءٍ ۚ وَهُوَ خَلَقَكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ} [فصلت: 21] وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ ] ما كنت تحسب حساب في هذه الدنيا ولا تملك أصلاً كيف ستفعل لتستتر من جلدك، كيف ستفعل لتختفي من حاسة سمعك وبصرك؟! لقد تضمّن بصرك الشهادة عليك بما عصيت به، في الدنيا كنت تتسمَّر بنظرك تشاهد المشاهد الخليعة التي أفسدت نفسيتك، تشاهد المشاهد الإباحية والخليعة التي دنست نفسك ودمرت إيمانك وحيائك وفطرتك وجرَّتك إلى المعاصي، تتسمّر عيونك وأنت تشاهد أبواق الضلال ودعاة الشر ودعاة الضلال من المفترين والضالين والدجالين والكاذبين الذي كانوا يدفعونك إلى الموقف الخاطئ والتصرف الخاطئ وتنجر في الولاءات الخاطئة والمواقف الخاطئة.
في الدنيا كم شاهدت ببصرك عصياناً لله سبحانه وتعالى، كم سمعت الحرام كم سمعت اللغو كم سمعت الباطل كم سمعت الافتراء والبهتان وتأثرت به كم سمعت نهج الباطل فتأثرت به كم سمعت الملاهي واللهو الذي أفسد ودنس نفسيتك وتأثرت به، كم سمعت الأكاذيب وتأثرت بها، كل الذي سمعته فأثّر عليك سلباً آنذاك هناك عليك شهادة به من سمعك نفسه وجلدك يكمّل ما بقي شهادة بأشياء كثيرة جداً.
{وَما كُنتُم تَستَتِرونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَلا أَبصارُكُم وَلا جُلودُكُم وَلٰكِن ظَنَنتُم أَنَّ اللَّهَ لا يَعلَمُ كَثيرًا مِمّا تَعمَلونَ} [فصلت: 22] في كثير من أعمالك كنتَ تغفل عن الله وعن رقابته وكأن الله لا يعلم، كأن الله لا يعلم ما تفعل، فلم تحسب حساب الله لم تستحي منه لم تخف منه لم تتذكر رقابته وكأنه لن يدرك ما تفعل {وَذٰلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَرداكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرينَ} [فصلت: 23] لأنك لم تحسب حساب رقابة الله فلم تستح من الله ولم تخف من الله هذه هي النتيجة، أرداكم أهلككم فأصبحتم من الخاسرين {فَإِن يَصبِروا فَالنّارُ مَثوًى لَهُم} [فصلت: 24] كيف صبر على النار؟! كيف صبر على لهبها وحديدها وعذابها ..! {وَإِن يَستَعتِبوا} [فصلت: 24] يطلبوا العتبى يطلبوا التوبة يقول أنا سأتوب بكل صدق وأعبّر عن أسفي وندمي وخجلتي وأنا مستعد أن أؤكد أن لا أعود مرة أخرى لما كنت أعمله وأفعله وسأصحح مستقبلي في هذا العالم أو في أي عالم آخر وعاد إليه أو في الدنيا إذا أُعدت إليها {فَما هُم مِنَ المُعتَبينَ} [فصلت: 24] ما هناك فرصة أبداً للعودة ولا للتوبة ولا للتصحيح ولا للرجوع ولا للعفو ولا للمغفرة لأن كل هذا عُرض عليك في الدنيا عُرضت عليك الرحمة عُرضت عليك التوبة عُرضت عليك المغفرة عُرضت لك طريق الخير والإنابة والرجوع إلى الله فلم تقبل أنت بقيت مصراً غافلاً مستهتراً مستبسطاً متهاوناً لا مبالياً فخسرت كل شيء.
عند الوصول إلى جهنم ومن أول الإجراءات التي تُتخذ ضد الإنسان ما قبل الإلقاء به إلى جهنم أن يُقيّد بقيود الله لأنه سيُجسن و يتجه إلى السجن الأبدي السجن الرهيب حيث فيه كل أصناف التعذيب التي لا مثيل لها وما أعظم قيود الله {وَلا يوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ} [الفجر: 26] قيود ما مثلها قيود في الدنيا لا قيود الدنيا الحديدية ولا غير القيود التي كانت متوفرة وتستخدم في الدنيا تساوي شيئاً عند تلك القيود في الدنيا كان الكثير من الناس يخاف من سجونها يذعن للطغاة يلتحق بصف المجرمين والظالمين والمفسدين من أجل الخوف منهم ولم يخف من الله، تلك القيود الإلهية وسلاسل جهنم {ثُمَّ في سِلسِلَةٍ ذَرعُها سَبعونَ ذِراعًا فَاسلُكوهُ} [الحاقة: 32] سلسلة طويلة جداً من نار جهنم يُقّيد بها الإنسان ويُربط بها حتى تكون محيطة به يقيد بها من أسفله إلى أعلاه، إضافةً إلى الأغلال في الأعناق {إِذِ الأَغلالُ في أَعناقِهِم وَالسَّلاسِلُ يُسحَبونَ} [غافر: 71] يداك تُقّيد إلى عنقك وتلوَّى عليك تلك السلاسل بشكل تام، ويلقى بك في جهنم من أي باب ستدخل منها بحسب النظام الإلهي وأنواع العذاب ودرجات العذاب ومستويات العذاب {لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسومٌ} [الحجر: 44] .
يُعتاد في الدنيا أن للسجون ثيابها، للسجون ثياب مخصصة فما هي الثياب المخصصة في نار جهنم، من أي نوع من القطن من الكتّان من المنتجات الحديثة؟! أبداً {قُطِّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ} [الحج: 19] {سَرابيلُهُم مِن قَطِرانٍ} [إبراهيم: 50] هذا نوعان من الثياب الجهنمية، شيء منها مقطع يعني مفصّل قطع نارية يلبسها الإنسان ويكتسي بها وجزء منها أو نوع منها آخر هو القطران الذي يخرج من جسم الإنسان وهو يحترق يحترق يحترق باستمرار حتى يُغطي على جسمه ثم يُلقى به في جهنم، عالم كل مافيه عذاب، جهنم المستعرة بنيرانها الهائلة جداً على نحوٍ هائلٍ ورهيب وفظيع جداً {وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ} [البقرة: 24] فتبقى تتغذى بالناس فتزداد استعاراً واستعاراً، والحجارة، ما أبأس الإنسان الذي سيكون إلى جانب تلك الحجارة وقوداً لجهنم، آلام الاحتراق بالنار وهي آلام هائلة جدا، وكلنا ندرك جيدا في هذه الدنيا بشاعة وألم الاحتراق بالنار هي من أسوأ ما يمكن أن يعذب به الإنسان، أن يحرق بالنار عذاب شديد جدا ومؤلم جدا ومخيف جدا نيران جهنم المستعرة جدا جدا التي أوقدها الله من سخطه بدرجة حرارتها الهائلة جدا جدا الله أعلم كم ستكون درجة حرارتها سيحترق بها الإنسان بشكل مباشر حتى وجهه الذي يباشر النار يباشر النار وتباشره النار كيف ستكون آلام الإنسان والحريق ونيران جهنم تستعر عليه من فوقه ومن تحته ومن كل الاتجاهات أمر هائل جدا ورهيب جدا، إضافة إلى أن كل مافي ذلك العالم المستعر بالنيران والذي يغلي فيه الحميم كل مافيه عذاب، الإنسان منذ كان في لحظة المحشر أصيب بالظمأ الشديد ولن يحظى في ساحة المحشر بقطرة من الماء والشراب وعندما ورد إلى جهنم ورد وهو يعيش حالة الظمأ زاد ظمؤه مع الخوف مع ما كان في ساعة الحساب من الحساب والتشهيد وتلك الأجواء الرهيبة قد وصل إلى درجة رهيبة وهائلة من شدة الظمأ في صيامنا يجب أن نتذكر الظمأ يوم القيامة لنسعى لنسلم لا نكون من أولئك الذين يظمئون ولا يشربون أبدا حتى إذا وردوا جهنم شربوا فيها ماذا بعد الاستغاثة بعد الظمأ الشديد جدا جدا الذي يزيدهم عذابا إلى عذاب حريق جهنم ونيرانها المستعرة وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كيف هو هذا الماء؟ بارد مثلوجات مكعبات معلبات من الماء الذي هو مستساغ وعذب {كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ} [الكهف: 29] ماء رديء جدا ماء متغير متعفن وأشبه بحثالة الزيت مسود نتن الرائحة جدا وشديد الحرارة للغاية لدرجة أنهم ما إن يقربوه لأفواههم للشرب إلا وشوى من شدة حرارته وجوههم يشوي الوجوه، اما بعد الشرب وحين يصل المعدة كيف الحال هناك فقطع أمعائهم {وَسُقوا ماءً حَميمًا فَقَطَّعَ أَمعاءَهُم} [محمد: 15] تتقطع به أمعاء الإنسان فيحس بألم شديد واحتراق شديد في داخله من شرب ذلك الماء{وَيُسقىٰ مِن ماءٍ صَديدٍ} [إبراهيم: 16] صديد قح قذر جدا ومتعفن ويغلي جدا يتجرعه جرعة جرعة ولايكاد يسيغه لأنه متعفن حار جدا لا يروي ظمأه ولا يخفف من عطشه أبدا مما هو جزء من عذابه، عند الجوع الشديد جدا ماذا يقدم لهم من طعام وهم في الدنيا كانوا يؤثرون الباطل والمفاسد والمظالم والالتحاق بصف الطاغوت من أجل الوجبات الدسمة والتخمة والمأكولات المعينة ما الذي يكون هناك من طعام {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقّومِ[43] طَعَامُ الْأَثِيمِ} طعامهم هو الزقوم هي الفاكهة والطعام بكله {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقّومِ [43] طَعَامُ الْأَثِيمِ [44] كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ [45] كَغَلْيِ الْحَمِيمِ [46] } [الدخان: 43] الزقوم البشعة الشكل طلعها كأنه رؤوس الشياطين النتنة الرائحة البشعة في شكلها ومنظرها ومذاقها وحجمها وشكلها وكل شيء فيها بشع وحارة جدا وإذا أكلوها تغلي في بطونهم كغلي الحميم فهي جزء آخر من عذابهم ولا يشبعهم، إضافة إلى ذلك عمليات الاغتسال في جهنم من أجل الحصول على مزيد من الأناقة والرشاقة والجمال والنظافة ووو إلخ.
ما هي حالات الاغتسال هناك وما هي المادة التي ستضاف إلى مراسم الاغتسال ومسابح جهنم التي سيتجهون إليها والعياذ الله أمر هائل ورهيب جدا يقول الله سبحانه وتعالى: {خُذوهُ فَاعتِلوهُ إِلىٰ سَواءِ الجَحيمِ} [الدخان: 47] الملائكة يأخذونه رغما عنه ويسحبون به ويرغمونه على الذهاب معهم إلى سواء الجحيم أشد مكان للنيران والعذاب في جهنم في وسطها {ثُمَّ صُبّوا فَوقَ رَأسِهِ مِن عَذابِ الحَميمِ} [الدخان: 48] يسكب من فوقه من حميم جهنم الشديد الحرارة جدا يصب من فوقهم رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ما إن يغتسل به ويصب فوق رأسه إلا وذاب منه جلده وحتى أكثر من ذلك ما في بطنه يختلف من شدة الحرارة يختلف جلده فورا وما في بطنه كذلك يختلف ويذوب ذوبانا من شدة الحرارة الرهيبة كيف ستكون آلامه صراخه وجعه الشديد معاناته الرهيبة إ{إِذِ الأَغلالُ في أَعناقِهِم وَالسَّلاسِلُ يُسحَبونَ (71) فِي الحَميمِ} [غافر: 71-72] مسابح جهنم البعض يذهبون إلى مسابح الاختلاط عراه يغرقون في كثير من المفاسد الأخلاقية هناك في مسابح جهنم بالسلاسل يسحبون بينها ثم في النار بعد الاغتسال في مسابح جهنم الحارة جدا {ثُمَّ فِي النّارِ يُسجَرونَ} [غافر: 72] وكأنهم وقود يوضعون في تنور من تنانير جهنم والعياذ بالله، في تلك الحالة من العذاب في طعامهم وشرابهم واغتسالهم وملابسهم وكل وضعهم فيما بينهم وهم في حالة خصام مستمر وتلاعن مستمر وحنق شديد على بعضهم بعض بالذات السذج الأتباع لقوى الطاغوت الذين ورطوا أنفسهم تلك الورطة الرهيبة والهائلة ولا ينفعهم شيء أبدا عذاب شديد يتضرعون إلى الله كانوا في الدنيا أهل القسوة وأهل الغفلة واللامبالاة وأهل الأماني وأصحاب السخرية والاستهتار بالإيمان والرجوع إلى الله التوبة والإنابة والطاعة إلى آخره هناك هم في حالة رهيبة من التضرع والدعاء يقال أنهم يبقون في حالة رهيبة من العذاب وهم يدعون الله يدعون يدعون يدعون بإلحاح يجيب الله عليهم بعد زمن طويل جدا من العذاب وهم في نيران جهنم دعائهم من ضمنه {رَبَّنا غَلَبَت عَلَينا شِقوَتُنا} [المؤمنون: 106] قالوا يا رب نحن أشقياء تورطنا هذه ورطة {وَكُنّا قَومًا ضالّينَ} [المؤمنون: 106] والضلال في الدنيا والضلال بكل أشكاله ضلال منه ما يحسب على الدين ومنه مالا يحسب على الدين ضلال اتجاهات كثيرة كلها تصرف الإنسان عن ذلك النهج السوي عن الصراط المستقيم الذي يوصله إلى الجنة ما حاد بك عنه فهو ضلال ضيعك ضيعك {وَكُنّا قَومًا ضالّينَ (106) رَبَّنا أَخرِجنا مِنها} [المؤمنون: 106-107] يطلبون من الله أن يخرجهم منها {فَإِن عُدنا} [المؤمنون: 107] يعني عدنا إلى الأعمال التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليها عدنا إلى ذلك الضلال {فَإِنّا ظالِمونَ} [المؤمنون: 107] يعني نستأهل هل سيجابون قد أعطوا فرصة الإجابة في الدنيا يوم كان الله يقول لهم {ادعوني أَستَجِب لَكُم} [غافر: 60] فلم يدعوه يوم أتيحت له الفرصة في الدنيا {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ ۖ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ} [البقرة: 186] فلم يلتفتوا هناك كيف ستكون الإجابة لهم {قالَ اخسَئوا فيها وَلا تُكَلِّمونِ} [المؤمنون: 108] يمنعون منعا باتا يمنعهم الله اخسئوا فيها يعني ابقوا فيها خاسئين أذلا في حالة العذاب والهوا والخزي وممنوع عليكم أن تكلموني مرة أخرى بعد ذلك يمنعون من الدعاء يمنع عنهم أن يدعوا الله يمنعون من ذلك ولا تكلمون ممنوع عليهم نهائيا {إِنَّهُ كانَ فَريقٌ مِن عِبادي يَقولونَ رَبَّنا آمَنّا فَاغفِر لَنا وَارحَمنا وَأَنتَ خَيرُ الرّاحِمينَ (109) فَاتَّخَذتُموهُم سِخرِيًّا حَتّىٰ أَنسَوكُم ذِكري وَكُنتُم مِنهُم تَضحَكونَ (110) إِنّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَروا أَنَّهُم هُمُ الفائِزونَ (111)} [المؤمنون: 109-111] صبروا في الدنيا صبروا على سخريتكم صبروا على معاداتكم صبروا على استهتاركم صبروا على أذيتكم فثبتوا على نهج الحق على طاعة الله على الإيمان على الاستقامة صبرهم على طاعة الله في الدنيا أوصلهم إلى الفوز العظيم والنجاة، أما أنتم ضعتم، بعد منعهم من الدعاء لله {وَنادَوا يَا مالِكُ} [الزخرف: 77] ينادون خازن النار المسؤول من الملائكة على إدارة شؤونهم {لِيَقضِ عَلَينا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] دعوا بالموت الموت الذي كان الإنسان في الدنيا البعض يكاد أن يخرج من الملة البعض يتجه في صف الباطل البعض يخذل الحق البعض يتنصل عن مسؤوليات مهمة خوفا من الموت هم أولئك يطلبونه يعتبرونه لو حصل نعمة أكبر نعمة {لِيَقضِ عَلَينا رَبُّكَ ۖ قالَ إِنَّكُم ماكِثونَ} [الزخرف: 77] ما بش موت لا بد من الاستمرار في البقاء على قيد الحياة والعذاب المستمر أما وسيلتكم للسلام قد أتتكم في الدنيا لقد جئناكم بالحق يقول لهم مالك {لَقَد جِئناكُم بِالحَقِّ} [الزخرف:78] يعني في الدنيا وكان فيه نجاتكم وسلامتكم ولو تمسكتم لما وصلتم إلى نار جهنم ولكن أكثركم للحق كارهون كرهكم للحق أوصلكم إلى عذاب جهنم يطلبون من الخزنة بشكل عام ولو تخفيف يوم إذا ليس بالإمكان الخروج وليس بالإمكان الموت فلو تخفيف يوما واحدا يوم واحد فقط بعد زمن طويل من العذاب {وَقالَ الَّذينَ فِي النّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادعوا رَبَّكُم يُخَفِّف عَنّا يَومًا مِنَ العَذابِ} [غافر: 49] هل سيجابون يوم واحد يوم فقط {قالوا أَوَلَم تَكُ تَأتيكُم رُسُلُكُم بِالبَيِّناتِ} [غافر: 50] التي فيها نجاتكم سلامتكم ما يقيكم من الوصول إلى جهنم أصلا قالوا بلا قالوا ادعوا نحن لا نستطيع أن ندعوا لكم أبدا ولا يمكن أن نفعل لكم شيء من ذلك أبدا حين ييأسون من ذلك يحاولون أن يخرجوا يبادرون هم يتحركون هم يلقون في حالة وعملية صعبة في التنقل في جهنم في جغرافيتها الرهيبة جدا وهي كلها مستعرة بالنيران يقال أن فيها جبال هائلة من النيران لأن شررها كما في القرآن الكريم إنا ترمي بشرر كالقصر الشرر الذي يتطاير منها وهي مستعرة فكيف جبالها وصخورها ووديانها حميمها السفر فيها عملية صعبة جدا حتى إذا وصلوا إلى أطرافها بعد الله أعلم كم مليارات من السنين وبعناء شديد جدا وعذاب شديد جدا ولهم مقامع من حديد ولهم مقامع من حديد بأيدي الملائكة تلك المقامع الزبانية الذين يعذبونهم {كُلَّما أَرادوا أَن يَخرُجوا مِنها مِن غَمٍّ أُعيدوا فيها وَذوقوا عَذابَ الحَريقِ} [الحج: 22] يعادون ويبقى الإنسان في حالة من العذاب الدائم وبخلود لا موت فيه خلاص منذ أن يدخلوا إلى النار ينادى يا أهل النار خلود ولا موت فيه نعوذ بالله.
الإنسان ذا تأمل وهناك آيات كثيرة ونصوص كثيرة وكلام كثير في عذاب، إذا تأمله الإنسان يرى ويصل إلى نتيجة واضحة هي أنه من ما من شهوة ما من رغبة في هذه الدنيا تستحق منك أن تضحي لتصل إلى نار جهنم، وما من مخوفٍ في هذه الدنيا، قوة عسكرية طاغية أو متجبّر دولة ظالمة جهة متجبرة في هذه الدنيا مهما كان جبروتها وإمكاناتها وقدراتها العسكرية تساوي شيئاً أمام جبروت الله تستحق أن تطيعها تخنع لها نخضع لها في الباطل فتصل بنفسك إلى عذاب الله إلى جهنم، كل ما في الدنيا ما شيءٌ منه لا فيه خيره ولا في شره يستحق منك أن تخسر وتضحي فتكون من أصحاب النار والعياذ بالله، لا أبداً، لا جانب الخير في هذه الدنيا يعني الرغبات الأطماع الشهوات الأشياء النفسية، والإنسان بحاجة أن يركز في القرآن الكريم ويتأمل جيداً، طبعاً ركزنا على النص القرآني لأنه الموثوق دائماً الذي لا شك فيه ولا ريب فيه، البعض من الأحاديث مختلف فيها في صحتها من عدم صحتها النص القرآني – والمسألة مسألة غيب الذي نؤمن به كغيب يجب أن يكون مما نطمئن إلى صحته ونثق بصحته وهو القرآن الذي لا ريب فيه.
اعتمدنا على النص القرآني عرضنا بعضاً، القرآن فيه الكثير والكثير.
نحن في هذا الشهر المبارك يستطيع الإنسان أن يتأمل، من المهم للإنسان أن يرسخ إيمانه بالوعد والوعيد.
نتحدث إن شاء الله في الكلمة القادمة عن الجنة وجزاء المؤمنين المتقين المفلحين الفائزين.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يرضيه عنا وينجينا به من سخطه وغضبه وعذابه وانتقامه، أن يرحم شهدائنا الأبرار وأن يشفي جرحانا ويفرّج عن أسرانا وينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته’’