أسطورة بلاك ووتر…. تحت أقدام اليمنيين
مارب برس [الأربعاء 10/فبراير – شباط/2016م]- مقال
تطرق السيد عبد الملك في خطابه التاريخي في ذكرى المولد النبوي عن بلاك ووتر، ووصفها بأنها وجه أمريكا وإدارة أمريكا. ..مافيا ..مخدرات متوحشون تكفيريون ..
وقال السيد عبدالملك إن ما تقوله أمريكا عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وأن ما يفعله هؤلاء المجرمين هو الديمقراطية والحرية لكن على الطريقة الأمريكية، فمن الملحوظ تردد اسم بلاك ووتر كثيرا منذ بدء العدوان على اليمن (وتعددت) المسميات لمرتزقة بلاك ووتر، واختلف تصنيف أهداف مشاركتهم في العدوان على اليمن ، ومن الذي جلبهم؟ فحاولنا جمع بعض المعلومات عن هذه الشركة المشبوهة.
بلاك ووتر …النشأة والأهداف
بلاك ووتر أخطر منظمة سرية في العالم مرتزقة يقررون مصائر دول وشعوب ،وأياد نافذة في غرف الحكم بواشنطن، ويتمحور عمل تلك الشركة حول تقديم خدمات عسكرية وأمنية، وهي شركة تأسست عام 1997 وفقا للقوانين الأمريكية التي تسمح بإنشاء شركات عسكرية خاصة من هذا النوع وعلاقة بلاك ووتر مع مراكز القرار في الولايات المتحدة لا تخفى على أحد في ظل الحرية الأمنية التي تتمتع بها تلك الشركة واستعانة الجيش الأمريكي بها لعملياته الخاصة في أفغانستان والعراق. .
بلاك ووتر جيش خاص يسيطر عليه شخص واحد (أريك برانس) وهو مسيحي يميني راديكالين.ومليونير كبير، ويبلغ متوسط الدخل اليومي للعاملين في هذه الشركة بين 300 إلى 600 دولار في اليوم الواحد، ورئيس الشركة هو جاري جاكسون Gary Jackson أحد أفراد القوة الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية ..وقد تغيير اسمها مؤخرا إلى أكاديمي ( Academy )، والتي كانت تعرف سابقا بلاك ووتر وقد تعرضت هذه الشركة سابقا لانتقادات واسعة بعد نشر كتاب (مرتزقة بلاك ووتر جيش بوش الخفي) الذي قيل إنها تدعم الجيش الأمريكي في العراق فيما يخضع جنودها للحصانة من الملاحقات القضائية. الدكتور الأردني أسامة الفاعور في مقال (حقيقة البلاك ووتر) كشف أن هذه المنظمة تمتلك 2300 جندي خاص تم ترحيلهم إلى تسع دول بما فيها الولايات المتحدة نفسها وتمتلك قاعدة بيانات ما يقارب 2100 جندي من القوى الخاصة السابقة وبما فيهم من عملاء قانونيين سابقين وتمتلك هذه المنظمة ما يقارب 20 طائرة بما فيها طائرات الهليكوبتر القنص، وتقوم على مساحة من الأرض مساحتها الرئيسية فقط 7000 هكتار في مويوك في ولاية نورث كارولينا وتعتبر أكبر مؤسسة عسكرية خاصة. المنظمة الأخطر والأكثر سرية بين البلدان العربية تخوض حروبا بدأت في العراق ولن تنتهي في سوريا واليمن، قتلة مأجورون بزي أمريكي.
علاقة بلاك ووتر بالحكومة الأمريكية
تقوم بلاك ووتر بحماية كبار المسؤولين الأمريكان والكثير من العمليات العسكرية، ومع ذلك لا توجد تفاصيل كثيرة عن عمليات هذه المنظمة في العراق وأفغانستان وحتى داخل الولايات المتحدة، وبرز نشاط بلاك ووتر في اليمن في مراحله الأولى بعد تفجير المدمرة كول حيث قامت أمريكا بإرسال عدد من عناصر مرتزقة تلك الشركة لملاحقة المتسببين في تلك العملية. ومؤخرا ظهر نشاط هذه الشركة في اليمن بعد تعاقد الإمارات العربية المتحدة مع رئيسها إيرين وإنشاء معسكر لهذه العناصر وغيرها من مرتزقة الدول المشاركة في التحالف بدولة أريتريا، وأرسلت المئات منهم إلى اليمن للمشاركة في عمليات الغزو والاحتلال التي تقودها السعودية ضد اليمن، حيث لقي العديد من عناصر هذه الشركة مصرعهم في اليمن وهم من جنسيات مختلفة، وأثبتت التقارير الأخيرة أن معظم عناصر هذه الشركة مطلوبون للعدالة الدولية بتهم جنائية وجرائم إبادة قاموا بها مؤخرا في العراق وأفغانستان. كما تفيد بعض التقارير أن ما يسمى داعش يضم عناصر أجنبية تابعة لهذه الشركة أرسلتهم بعض الدول إلى سوريا والعراق بتمويل دول خليجية لارتكاب جرائم حرب والمشاركة في المعارك الدائرة في تلك البلدان مع عناصر ما يسمى داعش.
(بلاك ووتر في اليمن بطلب إماراتي)
منذ بدء العدوان على اليمن شهدت الأراضي اليمني تواجد لمسلحين من مختلف الجنسيات حيث عمدت قوات التحالف على خوض معاركها في الميدان إما عبر قوات يمنية موالية لها أو عبر جيوش عربية مستأجرة كما حصل مع الجيش السوداني، تم جلب حوالي 450 عنصرا من جنسيات مختلفة تم تدريبيهم في الإمارات قبل أشهر، وقد أوضح الموقع الإلكتروني أن الولايات المتحدة قد دربت أكثر من 30 ألف عسكري أمريكي من عدة جنسيات للمشاركة في العدوان على اليمن فيما 800مرتزق كولمبي بشكل منفصل عن بلاك ووتر، كما أن القوات المكسيكية أيضا تقاتل في اليمن إلى جانب الإمارات. صحيفة الغارديان البريطانية أكدت أن الإمارات أرسلت مئات المرتزقة والكولميين والأستراليين إلى اليمن؛ وذلك للقتال نيابة عن الإمارات بعد أن فشلت كل رهاناتهم وخابت كل آمالهم في مشروع غزو اليمن واحتلاله بعد فشل تلك القوات المجهزة بأحدث الأسلحة الأمريكية المدرعة والفتاكة وتحت غطاء جوي مكثف في تحقيق أي تقدم على الأرض أمام بسالة الجيش واللجان الشعبية وضرباتهم الموجعة وتلقيهم هزائم مذلة في مختلف الجبهات. ومنها ضربة صافر الموجعة بالتوشكا التي أدت لمقتل أكثر من 80 بينهم أمراء ،وبعد أن خاب ظن أمريكا وإسرائيل لم يبق لهم من خيار سوى الاستعانة بالشركات الأمريكية المختصة بتأجير المرتزقة ومنها بلاك ووتر.
واعتقدت الإمارات أنها باستئجارها أولئك المرتزقة المشهورين بارتكاب أفظع الجرائم أنها قادرة على تعويض هزيمتها أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية لكن سرعان ما تحول ذلك الظن والاعتقاد إلى سراب لا يكادون يرونه بعد صاروخ توشكا باب المندب ، فكانت مقابرهم في اليمن. (اليمن مقبرة البلاك ووتر) لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع ونشاهد أخبار عن مصرع العشرات من مرتزقة البلاك ووتر في جبهات تعز وذو باب وكرش، وقد تصدرت أخبار مصرع العشرات منهم في صحف ومواقع دولية منها نييورك تايمز وكاونتر باونتش وسكاي نيوز والغارديان، واعتبرت تلك المواقع أن استعانة العدوان بمرتزقة البلاك ووتر يشكل انتكاسة جديدة لهم وتطور خطير يدلل على نفاذ جميع خياراتهم في ظل صمود الشعب اليمني.
أخيرا اليمن كانت ولا زالت وستظل مقبرة للغزاة سواء كانوا من درع الجزيرة أو كانوا مرتزقة على اختلاف مستوى إجرامهم وسواء كانوا سودانيين ثبتت عليهم جرائم حرب أو مرتزقة تم استئجارهم من شركات أمريكية ذائعة الصيت بالإجرام. فقد حفروا قبورهم بأيديهم ..وإن كل جبروتهم وتدريباتهم العالية وجدت نفسها تحت أقدام ونعال الجندي اليمني حافي القدمين وهذا ليس كلاما إنشائيا أو صحفيا؛ هذا ما أثبته الواقع ولم يدركه ويعيه الأغبياء، ولن يدركوه ويعوه إلا وهم في صناديقهم أو في العالم الآخر.