مصرع العشرات من القاعدة بأبين ومراقبون يحذرون من بيع النفط لتمويل نشاطات التنطيم
مارب برس [الأثنين 08/فبراير – شباط/2016م] –
أبين قتل مالايقل عن 10 تكفيريين من عناصر ما يعرف بتنظيم القاعدة وأصيب آخرين في اشتباكات اندلعت اليوم الإثنين بمدينة زنجبار بمحافظة أبين جنوب اليمن بين فصيلين من التنظيم.
وقالت مصادر محلية إن من بين القتلى والجرحى قائد ميداني تابع لجلال بلعيدي الذي قيل إنه قتل في غارة لطائرة بدون طيار في مدينة زنجبار الأسبوع الماضي.
وأفادت المصادر بأن الاشتباكات اندلعت على خلفية مبايعة الأمير الجديد أبو أنس الصنعاني خلفا لجلال بلعيدي، وهو الأمر الذي أدى إلى اعتراض أنصار بلعيدي بعد الطلب منهم مبايعة الزعيم الحديد فعبروا عن رفضهم لهذا ، وتطور الخلاف إلى هذه الاشتباكات”.
يذكر أن”القاعدة” سيطرت على مدينة زنجبار بعد مقتل بلعيدي بعد سيطرتها على مناطق ومدن أخرى في المحافظات الجنوبية بتسهيلات من تحالف العدوان السعودي الأمريكي.
وعلى الصعيد نفسة كشف وزير النقل اليمني السابق، بدر باسلمة، أن ما يعرف بتنظيم القاعدة الذي يسيطر على أجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية يعتمد على بيع النفط لتمويل نشاطاته في المحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها.
ووفقا لباسلمة، فإن ” القاعدة تسيطر على أجزاء واسعة من ست محافظات يمنية، بينها عاصمة محافظة حضرموت وأخرى في شبوة، وأبين، ولحج، وعدن”.
وقال الوزير الذي ينحدر من محافظة حضرموت في صفحته على “فيس بوك” :” إذا ما أخذنا في الحسبان مثلاً دخول 10 آلاف طن من البنزين يومياً من موانئ حضرموت والمهرة وشبوة، وهي أكثر في الواقع، أي حوالى 10 ملايين لتر، وعلمنا أنه تتم جباية 80 ريالاً عن كل ليتر، لأصبح ما يحصل عليه القاعدة يومياً من هذه الكمية فقط 800 مليون ريال”.
وأشار باسلمة الذي أقيل من منصبه مؤخراً إلى وجود بواخر تهرّب مواد غذائية إلى الشواطئ الجنوبية وتتم جباية جماركها مباشرة لمصلحة التنظيم”.
وأوضح أن هناك عائدات يومية من تهريب المخدرات والسلاح يحصل عليها “القاعدة” في حدود 200 مليون ريال يومياً، لافتاً إلى عائدات يحصّلها التنظيم تفوق مليار ريال يومياً و3 ملايين و750 ألف ريال سعودي (4،6 ملايين دولار).
وفي وقت لم يذكر فيه الجهات والموانئ التي تأتي منها إمدادات المشتقات النفطية ثم يبيعها “القاعدة” في الأسواق السوداء بأسعار تفوق أسعارها الرسمية بنسبة 200% لتمويل عملياته وأنشطته الإرهابية في جنوبي البلاد.
واكتفى وزير النقل السابق بالإشارة إلى “دخول كميات كبيرة من النفط عبر البحر”، وهو ما يؤكد تسهيل القوات البحرية التابعة لـ”التحالف” بقيادة السعودية مرور إمدادات النفط للتنظيم، الأمر الذي يضع الرياض في خانة الاتهام بتمويل “القاعدة” في اليمن مالياً بطريقة غير مباشرة.
يذكر أن القوات البحرية التابعة لـ”التحالف” موجودة على مقربة من ميناء المكلا منذ أشهر، وكانت الشهر الماضي قد طالبت السفن التجارية التي لا تمتلك تصاريح مرور من “التحالف” بالخروج من الميناء عبر مكبرات الصوت.
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر محلية تأكيدها وجود بوارج “التحالف” بالقرب من ميناء بئر علي الواقع في شواطئ محافظة شبوة. وقال باسلمة: “لم تعد موانئ الساحل الشرقي لليمن تموّل المشتقات النفطية لتلك المحافظات فقط، بل تصاعد نشاط القاعدة التجاري”، مشيراً إلى أن “التنظيم يقوم بإجبار البواخر على دفع أتاوات مباشرة لعناصره”.
وحذر من مغبة السكوت عن هذا الأمر، وعدم منحه الأهمية التي يستحقها، و”اتخاذ خطوات عملية سريعة لاستئصال بئر المتشددين”، على حدّ وصفه.
وأبدى وزير النقل السابق استياءه من غضّ الطرف عن خطر عناصر تنظيم “أنصار الشريعة” المرتبط بـ”القاعدة” وانتشاره في المحافظات الجنوبية، مشيراً إلى أن “السكوت والتجاهل سيجعلان البلاد تدفع الثمن غالياً في المستقبل”.
وقال السفير الروسي لدى اليمن، فلاديمير ديدوشتين إن الجماعات المتطرفة من القاعدة وداعش تحاول أن تستفيد من تجربة المهربين السوريين للتصدير غير القانوني للنفط والمنتجات النفطية، بحسب وكالة “تاس” الروسية.
وأشار أن “الحرب في اليمن خلقت أرضية خصبة لنمو نشاط الجماعات الإرهابية من مختلف المشارب والألوان”.
مضيفاً ووفقاً لتقارير واردة، فإن الجماعات المتطرفة التي انتشرت على مساحات شاسعة من المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد لا تتعاون مع مسلحين من سوريا فقط، بل إنهم يحاولون، أيضاً، استخدام تجربة المهربين السوريين بطريقة غير مشروعة في تصدير النفط والمنتجات النفطية من اليمن”.
وتابع: “نعتقد أن هذه المعلومات تتطلب اهتماماً جاداً وتحتاج إلى التحقق منها بعناية”.
وقال: “من دون أي شك، فإن الحرب ضد الإرهابيين من القاعدة وداعش ستكون أكثر نجاحاً، إذا وضع اليمنيون حداً لهذه الحرب الأهلية”.
مشيراً إلى أنه “من الصعب جداً التحدث عن فعالية هذا الصراع، لأن الحوثيين يخوضون حرباً على جبهتين – ضد قوات التحالف وضد الجماعات الإرهابية”.