الأمير المراهق… وكيلُ ’إسرائيل’ وعبدُ أمريكا
مقالات | 3 مايو | مأرب برس :
العهد الاخباري :
أسقط تطاول ولي عهد الرياض محمد بن سلمان على القضية الفلسطينية ورقة التوت عن نظام آل سعود الذي حاول مؤخراً الاختباء من تآمره، وخيانته بإطلاق اسم القدس على القمة العربية رقم (29)؛ وهو فضح انخراط المملكة في مساعي فرض الرؤية الأمريكية التصفوية المعروفة بـ”صفقة القرن”.
واستهجن القيادي في حركة “المبادرة الوطنية” صلاح الخواجا اللغة التي استخدمها الأمير المراهق، معتبراً أنها تبعث على “الحزن”.
وأضاف “الخواجا” لموقع “العهد” الإخباري، “ما جاء على لسان ابن سلمان خلال اللقاء الذي جمعه باللوبيات اليهودية تجاوز كل حدود اللباقة والدبلوماسية”، وذلك في إشارة إلى قوله: “على الفلسطينيين أن يقبلوا بما يطرح عليهم، وإلا فليصمتوا وليتوقفوا عن الشكوى”.
ورفض القيادي في “المبادرة” التحامل من جانب ولي عهد السعودية فيما يخص اتهام الفلسطينيين بأنهم ضيّعوا “الفرص” طيلة العقود الأربعة الفائتة.
وحذر في سياق حديثه من أن هذه المواقف الفجّة تؤشر إلى وجود تحركات خطيرة من أجل فرض أمر واقع مغاير وفق الرؤية الصهيو- أمريكية.
ومن جانبه، أيد مدير “مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية” زياد حموري ما قاله سلفه لجهة أن “ابن سلمان” هو أحد عرّابي هذه الصفقة المشبوهة.
وأردف قائلاً: “من أول لحظة ظهر فيها ولي العهد السعودي، ونحن على قناعة بأن مهمته الأساسية هي إخراج العلاقات القديمة التي تربط أسرته بإسرائيل من السر إلى العلن، والتأكيد على أن فلسطين ليست على الأجندة السعودية”.
وأضاف، “ما تم كشفه عن فحوى المواقف التي استعرضها الأمير في حضرة المنظمات اليهودية يعكس النهج الخطير الذي تتبعه الرياض، وللأسف هناك سوابق فيما يخص العمل على تصفية القضية الفلسطينية”.
وأوضح “حموري” أن السعودية تعتمد الابتزاز المالي في فرض مواقفها على الفلسطينيين.
وتعليقاً على مفاخرة “ابن سلمان” المتكررة بـ”إسرائيل”، قال :” إن هذه الإشادة المستغربة باتت تشمل أكثر من مستوى ، وهي مؤشر على التقارب المتزايد بين الطرفين ، الأمر الذي يأتي على حساب القضية الفلسطينية”.
ورداً على سؤال لنا حول مسارعة رئاسة السلطة في رام الله إلى نفي التقارير “الإسرائيلية” التي كشفت مواقف الأمير السعودي، قال: “السلطة ليس بمقدورها الإعلان صراحة عن ضغوط تمارس عليها من جانب المملكة، وهذا مرتبط باعتبارات عديدة ؛ لكن بلا شك الكل يعلم بوجود تلك الضغوط”.
وتوقف “حموري” عند التساوق الكبير بين ما يطرحه السعوديون و الأمريكيون، عازياً ذلك إلى تقاسم الجانبين الهاجس ذاته، القائم على خلق عدو مركزي في المنطقة هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحويل الكيان الغاصب إلى عنصر طبيعي في المنطقة وليس دخيلاً!.
ويرى مراقبون أن “ابن سلمان” يتطلع – من خلال ذهابه بعيداً في تبني المواقف الصهيونية – إلى تعزيز موقعه في المملكة التي ينخرها الفساد، والخلاف.
ولا تنفصل هذه التحركات عن المحاولات الحثيثة الرامية لفتح أبواب التطبيع مع “إسرائيل” على مصراعيها، وفي شتى المجالات، وهي مسألة ترقى إلى مستوى الجريمة بحسب القوى الفلسطينية التي أكدت غير مرة على ضرورة التصدي لتلك المحاولات.
وعبرت مسبقاً كل من “الجهاد الإسلامي” و “حماس”، و”الجبهة الشعبية” وغيرها عن رفضها المطلق لأي تقارب عربي أو إسلامي مع الكيان المحتل الذي يحارب الوجود الفلسطيني بكل معالمه.
وعلى المستوى الشعبي، أحرق شبان “مسيرات العودة الكبرى” عند الحدود الشرقية لقطاع غزة صور ولي عهد السعودية، تعبيراً عن استنكارهم للدور المشبوه الذي يلعبه.