بيع الصمــت الدولي …بغواية المال السياسي !!
تقارير | 23 أبريل | مأرب برس :
نسيم الرضا ’’وكالة سبأ’’ :
فقدان الثقــة .. !
وتُعرف منظمة الأمم المتحدة بأنها منظمة عالمية تضم في عضويتها جميع دول العالم المستقلة تأسست في1945م بكاليفورنيا الأمريكية وهي خليفة ” عُصبة الأمم “التي فشلت في مهامها بعد قيام الحرب العالمية الثانية ويُعبر عنها بأنها “القوة الناعمة” التي تلجأ “للقمع الدولي “كحل أخير لإحلال الأمن والسلام الدوليين .
توغـل الجنون السعودي في سماء اليمن قصفاً ب90 ألف غارة جوية أعلنت عنها السعودية رسمياً معتبرة أن عدوانها يعتمد الغارات الجوية كأساس للتقدم على الأرض, و صَعقت خلالها سماء اليمن بأكثر من 420 الف صاروخ تنوعت فيها الذخائر الجوية من القنابل شديدة الانفجار والقنبلة الخارقة للتحصينات, وأنواع من الذخائر العنقودية المضادة للأفراد والقنابل الفراغية والفسفورية والنترونية المحرمة دولياً وتصنف بالأشد فتكاً.ووثًـقت الذاكرة اليمنية أكثر من 300جريمة ضد الإنسانية حصرتها منظمات حقوقية محلية , فيما رصدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اكثر من 45جريمة, و أكتفت بقية المنظمات الدولية بعبارات “القلق”من “السقوط المتزايد للمدنين “و”تدهور الوضع الإنساني ” حيث صرح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين “بحذر” إن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن “قد “يكون مسؤولاً عن ”جرائم دولية” وهو وصف يشمل جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية الذي قفزت بنفقات التسلح السعودي إلى المرتبة الأولى عالمياً واحتلت حسب قائمة معهد ستوكهولم لأبحاث السلام المركز الثالث عالمياً في الانفاق العسكري.
امرأة مسنة رسم الحزن تجاعيد مبكرة بوجهها, بجهد تبيع الصبر في مجالس العزاء تواسي المبُتليين بوجع فًـقد الأحباء تصف لهم أول ليلة “حُزن “بعد استشهاد أربعة من أبنائها في جنون قصف لبيت معياد بأمانة العاصمة, وتبدأ بسرد صدمتها, حيث اهتدت الأم لمكان آمن للاختباء ,فأختارت زوايا المنزل لتوزع أبنائها للنوم فيها ,فبحسب أحاديث نسائية “الزوايا”اكثر أمناً عند انهيار المنزل بغارات التـجبُر.
وانتقلت الأم للسكن بحي جديد لنسيان طيف أبنيها وبنتيها وأبن أختها “الضيف “الذين حاولوا في مارثون الموت ان يسبقوه فأبتلعهم وترك لها جُرعة حُزن كاملة تسهر معها وتقتحم نومها لتذكرها بأبنائها , وتصبر نفسها بأنهم “هبة الله وله ُ ما أعطى ولهُ ما أخذ”..وطالما تنجح (أم احمد) في إهداء الصبر لجاراتها في مجالس الدموع.وتشير الإحصائيات أن العاصمة صنعاء تصدرت المدن الأكثر تعرضاً لغارات التحالف الجوية خلال العام الأول للعدوان , حيث تعرضت لأكثر من 2700 غارة جوية، تليها مدينة صعده بحوالى 1900غارة , ثم مدينة تعز بـ 1700غارة , ومأرب بقرابة 1100غارة, تأتي بعد ذلك مدن مثل حجة والحديدة بحسب (تقرير مشروع بيانات اليمن )
فيما تحول مسار الغارات في العامين 2016و2017لتحتل الحديدة أولاً وتظل صعدة محتفظة بالنصيب الأقسى من الغارات ثانياً .
وتمخض الغضب الدولي (تنديداً) بمجازر وحشية تلاحق اليمنيين في كل مناسباتهم وتعتبرهم فرصة صيد ومشروع للشك في كل تحركاتهم حيث فتكـت غارة على حفل زفاف بمديرية قيس بمحافظة حجة أمس ب88 شهيد وجريح وسبقها مجازر التفت لها العالم (خجلاً) في سوق بمستبا بمحافظة حجة اسقط أكثر من 100شهيد ,وقصف الصالة الكبرى التي اسقطت أكثر من 400شهيد وجريح ,وعرس بسنبان دمر 26منزل بالقرية وأسقط عائلات بأكملها وقائمة طويلة من الغارات (المفرطة في العنف ) كما توصفها المنظمة الدولية..
دفعت “حلاوة الروح” احد الحاضرين الذي صعد الى المصلى بالدور الثاني لأداء صلاة العصر بمجلس عزاء بالصالة الكبرى فباغتت الجميع غارة جوية وحاول الهروب فشاهد الجميع يركضون نحوه ولمح نافذة مفتوحة فسارع للقفز منها لاقتناص فرصة “نجاه “, لم يفكر في عواقب السقوط ولامس الأرض وواصل الركض مسافة طويلة جداً وبعدها أستقل سيارة أجره لم يلتفت خلفه كونه يتذكر توالي الغارات الأربع اثناء هروبه وتساقط الشهداء وصرخاتهم فعاد لمنزله تسبقه دعوات الحمد بالنجاة من الموت والخروج بكسر في الساق ورضوض لم يشعر بألمها لحظة “مغامرة الهروب .”
دفع الصمت الدولي تجاه الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها العدوان باليمن 68%من عينة الاستبيان يصنفون مواقف الأمم المتحدة تجاه القصف التدميري والممنهج للإنسان والأرض بالمخجلة مقابل 32% وجدوه متوقع و96% يعتبر والمنظمة تابعة لقرارات الدول ذات النفوذ و4% يرون ان قرارها مستقل, وأجمع 72%انه لا يوجد أي دور إيجابي للأمم المتحدة تجاه مظلومية الشعب اليمني ,بينما يعتبر 16% أن دورها انساني و 10% دور سياسي وانحسر أهتمامها بحقوق الانسان اليمني في 2%.
وتوقعت عينة الاستبيان أن الدور الإيجابي للأمم المتحدة في وقف العدوان وحل الأزمة اليمنية تلخص في تخلص القرار الدولي من التبعية لأمريكا وإدانة جرائم الإبادة في اليمن وأضافه مجرمي حرب (دول وإشخاص) جدد لقوائم العار الدولية واستخدام المنظمة الدولية واجبها الإنساني والأخلاقي تجاه جرائم العدوان بإرسال فريق تحقيق للجرائم ضد الإنسانية.
أقل الخسائر …!
“ليلة مظلمة ” هكذا تصف “منى كريم ” لحظات القصف حيث تقول “كانت خطواتنا جميعاً ثقيلة أنا وأخواتي وأخوتي وأبي المريض لم نستطيع مغادرة المنزل بسهولة كون الغارات كانت متوالية حرصنا أن نراقب بعضنا ,بعد ثواني من وداع الباب انهار المنزل دفعة واحدة بغارتين متتابعتين هرعنا إلى (بدروم أرضي) يستضيف أغلب سكان الحي في حال اشتداد الغارات التي تناقل الناس أحاديث عابرة عنها , تعالت أصوات الصراخ والبكاء للجرحى المجهولين بسبب الظلام ,وبعد توقف نوبة الجنون السعودي بدئنا نتفقد خسائر حارتنا ففوجئت بإحدى جاراتنا تصرخ بعد أن بترت شظية متطايرة يدها من الكتف , وصاحب بقاله بالحي اصيب بحالة هذيان بعد ان خسر بضاعته التي اشتراها بأربعمائة الف ريال في نفس يوم القصف ودمر مشروعه بالكامل .
أدركت ان خسارتنا مقابل الكثير سهلة دُمر منزلنا ونجونا جميعاً وأملنا أن نجد بعض المال يعفينا من توسل الناس فرجعت سريعا للمنزل أفتش عن أكثر من مليون ريال وذهب بقيمة 500الف ريال وأوراق ملكية المنزل وشهادات جامعية وثبوتيه فصعقت عندما رأيت الذهب مصهور تماما والأوراق والنقود محروقة وعند عودتي للبدروم فاجئني سؤال والدتي عن سلامة مخزون الغذاء الذي اشترته عصراً ب70الف ريال فأجبتها انه لم يعد لنا سوى (حكاية عمر جديد نقُصها للسامعين ..وبقايا منزل .. وذكريات).
تبــت يد الأمم المتحدة وتـب, ما أغني عنها المال السعودي الملوث بهوس السيطرة و وما كسب . شرعنت (عاصفة الحزم), فعصفت بها تضاريس اليمن ورجاله , “هزيمة وخزيا”. وتبدل (حزمها ), تخبطا و”ضياع “, وأباحت (المتحدة) اليمن , جغرافيا وإنسان, لعدوان (غير مبرر), فابتلعت صلابة اليمني “العاصفة” بثقافة رفض الوصاية , لتلاحق لعنة جرائم العدوان العدالة الدولية التي باعت الدم اليمني لملوك الرمال والذهب الأسود.