ما الذي تخبّئه رمالُ الساحل لقوات طارق؟

متابعات | 21 أبريل | مأرب برس :

العربي| فائز الأشول:

سكون موحش يخيم على الساحل الممتد من المخا إلى مدينة حيس .الحركة على الأرض شبه متوقفة والسماء تعج بالطيران الحربي الإماراتي وأمواج البحر تناطح الصخور وتتلاعب بالقوارب التي أوثقها الصيادون بالحبال في موشج وهجروا الساحل.
بعد ترقب دام أسابيع، وانتظار لإطلاق «التحالف» عملية عسكرية جديدة بحليف جديد في الساحل الغربي، تبدأ من مدينة حيس حيث تعثرت «المقاومة الجنوبية» و«التهامية» هناك منذ يناير الماضي، دشنت قوات العميد طارق صالح المدعومة من الإمارات نهار الخميس الفائت هجماتها على مواقع «أنصار الله» شرق المخا ومحيط معسكر خالد في مديرية موزع مشعلة التكهنات بالتوجه صوب مدينة تعز، خاصة مع تزامن هجماتها مع هجمات لـ«كتائب أبو العباس» السلفية والمدعومة هي الأخرى من الإمارات على مواقع الحركة في جبهة الكدحة بمديرية مقبنة المقابلة لموزع.
ساعات من المواجهات بين قوات طارق و«أنصار الله» وحملة إعلامية واسعة مساندة للأولى، لتصمت المدافع صباح الجمعة وينقشع غبار المعركة بمقتل وجرح العشرات من قوات طارق وبقاء جبل النار والمرتفعات المحيطة بمعسكر خالد تحت سيطرة «أنصار الله».
خسارة مبكرة وخيبة أمل للإمارات غير متوقعة من حليفها الجديد.
مصادر ميدانية قالت لـ«العربي» إن «لواء العمالقة التابع للمقاومة الجنوبية هو من خاض معركة الخميس مع أنصار الله في موزع ومحيط جبل النار شرق المخاء»، وإن ألوية «حراس الجمهورية» التي قوام منتسبيها من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي السابق لا تزال في معسكراتها بمدينة المخا ومهمتها خوض الزحف من حيس إلى مدينة الحديدة خلال الأيام القليلة القادمة. وأضافت المصادر «مهمة المقاومة الجنوبية استكمال السيطرة على موزع وطريق البرح المخا وتأمين تقدم قوات طارق في الساحل».

ثكنة عسكرية

خلال الأسبوعين الماضيين شاهد سكان المخا العشرات من قوات طارق صالح يجوبون شوارع المدينة على متن أطقم محملة بالرشاشة والمدافع المتوسطة. وأفاد عدد من السكان لـ«العربي» بأن «قوات طارق مميزة بزيها وأسلحتها عن المقاومة الجنوبية، حيث يرتدون زي الحرس الجمهوري السابق، وتطوق أزنادهم قطع قماش مدون عليها المقاومة الوطنية، ومن ملامح وجوههم يتبين بأنهم ليسوا مجندين جدداً بل قدامى في الجيش، وحتى أطقمهم ومدرعاتهم مغايرة لما بحوزة المقاومة الجنوبية».
لم تعد مدينة المخا صالحة لحياة طبيعية للسكان، خصوصاً النساء والأطفال، لقد صارت المخا ثكنة عسكرية تحيطها المعسكرات من كل البر وترابط البوارج والزوارق الحربية في بحرها. وتعج بالضباط والجنود الإماراتيين والسودانيين وقوات طارق و«المقاومة الجنوبية». وتكتمل أجواء الحرب فيها باستهداف «أنصار الله» المعسكرات بالصواريخ والطائرات المسيرة وانفجار دفاعات «الباتريوت» التي نصبتها الإمارات في محيطها في العام 2016 كما تُشاهد إقلاع وهبوط المروحيات منها وإليها.
لا يبدي سكان المخا أي سلوك رافض لتواجد هذه القوات في المدينة، فالميسورون نزحوا منها مبكراً، ومن تبقى فقراء ينتظمون في طوابير أمام مراكز «الهلال الأحمر» الإماراتي ومستشفى المخا للحصول على مساعدات غذائية ورعاية صحية.

مقابر للأحياء

مضت شهور عدة على سيطرة «المقاومة الجنوبية» و«التهامية» على الشريط الساحلي الممتد من مدينة المخا إلى حيس مسافة 70 كلم. ومع ذلك، لا يزال هذا الشريط غير آمن. فالعربات والأطقم عرضة لكمائن «أنصار الله» التي أحرقت العشرات منها ولا تزال هياكل الكثير منها متناثرة على جنبات الطريق. نصبت «أنصار الله» مدافعها «هاوتزر سواحلي» يبلغ مداها 30 كلم في المرتفعات المطلة على يختل والخوخة وحيس وما بينها، وتخلى مقاتلوها عن التنقل بالأطقم، مستخدمين المئات من الدراجات النارية التي أثبتت فاعيتها في اجتياز الجبل والسهل والساحل.
يرصد مقاتلو «أنصارالله » حركة الساحل والبحر بأجهزة حديثة، ليل نهار، وعند التقاط أي هدف يتم التعامل معه بالسلاح المناسب. وفي الغالب صواريخ حرارية موجهة نوع «كورنيت».
ومع وصول قوات طارق صالح إلى المخا، كشفت مصادر خاصة لـ«العربي» عن تعزيز «أنصار الله» مواقعها بدفعات من قوات الأمن المركزي تولى توزيعها في الساحل الغربي قائدا المنطقتين الرابعة والخامسة، أبو نصر الشعف وأبو حسين المداني، مؤكدة أن رمال الساحل من حيس إلى جنوب مدينة الحديدة صارت أشبه بمقابر لمئات المقاتلين من «أنصار الله» الذين قاموا بحفر خنادق تشبه القبور وتغطيتها بالأخشاب والاعتكاف بداخلها بأسلحتهم ومؤنهم من الذخيرة والغذاء ويعلوا كل سقف خشبي لوح طاقة شمسي لإضاءة الخندق بضوء خافت وشحن النواظير والهواتف بالطاقة وانتظار قدوم قوات طارق صالح تحت الرمال.

في انتظار القادم

لم تكمل قوات طارق صالح استلام مواقعها في الخوخة وحيس. وبحسب مصادر موثوقة لـ«العربي»، فإن محافظ الحديدة الحسن بن طاهر، المعين من الرئيس هادي، يقود وساطة بين قيادة القوات الإماراتية و«المقاومة التهامية» لإقناع الأخيرة بتسليم مواقعها لقوات طارق.
كل ذلك فيما المعركة المنتظرة لـ«حراس الجمهورية» الزحف من شمال مدينة حيس إلى جنوب مدينة الحديدة مسافة تقارب 100 كلم والسيطرة على مديريات: الجراحي، زبيد، الحسينية، بيت الفقيه، الدريهمي، المنصورية.
وفي هذه المديريات أشرفت القيادات في صنعاء على توزيع قواتها بعناية، وعملت خلال سنوات الحرب الثلاث على توثيق علاقتها مع السكان ومشائخ تهامة وتوالت زياراتها للساحل الغربي.
وخلال الأسابيع الماضية، وبحسب مصادر محلية لـ«العربي» فقد «استكمل مشرف أنصار الله في الحديدة، أبو إدريس الشرفي، تشكيل لجان شعبية من أبناء المحافظة وفي كافة عزلها ومديرياتها وتوزيع أسلحة شخصية لجميع منتسبيها».
لا يلحظ الزائر لمحافظة الحديدة أي استعدادات من قبل «أنصار الله» لخوض معركة دفاعية. كما أن السكان يمارسون حياة طبيعية في كافة المدن والمناطق الخاضعة للحركة في المحافظة، باستثناء تحاشي الكثير من السائقين المرور من الطريق الساحلي جنوب مدينة الحديدة. لكن الرمال تخبئ الكثير في بطونها.

سكون موحش يخيم على الساحل الممتد من المخا إلى مدينة حيس .الحركة على الأرض شبه متوقفة والسماء تعج بالطيران الحربي الإماراتي وأمواج البحر تناطح الصخور وتتلاعب بالقوارب التي أوثقها الصيادون بالحبال في موشج وهجروا الساحل.
بعد ترقب دام أسابيع، وانتظار لإطلاق «التحالف» عملية عسكرية جديدة بحليف جديد في الساحل الغربي، تبدأ من مدينة حيس حيث تعثرت «المقاومة الجنوبية» و«التهامية» هناك منذ يناير الماضي، دشنت قوات العميد طارق صالح المدعومة من الإمارات نهار الخميس الفائت هجماتها على مواقع «أنصار الله» شرق المخا ومحيط معسكر خالد في مديرية موزع مشعلة التكهنات بالتوجه صوب مدينة تعز، خاصة مع تزامن هجماتها مع هجمات لـ«كتائب أبو العباس» السلفية والمدعومة هي الأخرى من الإمارات على مواقع الحركة في جبهة الكدحة بمديرية مقبنة المقابلة لموزع.
ساعات من المواجهات بين قوات طارق و«أنصار الله» وحملة إعلامية واسعة مساندة للأولى، لتصمت المدافع صباح الجمعة وينقشع غبار المعركة بمقتل وجرح العشرات من قوات طارق وبقاء جبل النار والمرتفعات المحيطة بمعسكر خالد تحت سيطرة «أنصار الله».
خسارة مبكرة وخيبة أمل للإمارات غير متوقعة من حليفها الجديد.
مصادر ميدانية قالت لـ«العربي» إن «لواء العمالقة التابع للمقاومة الجنوبية هو من خاض معركة الخميس مع أنصار الله في موزع ومحيط جبل النار شرق المخاء»، وإن ألوية «حراس الجمهورية» التي قوام منتسبيها من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي السابق لا تزال في معسكراتها بمدينة المخا ومهمتها خوض الزحف من حيس إلى مدينة الحديدة خلال الأيام القليلة القادمة. وأضافت المصادر «مهمة المقاومة الجنوبية استكمال السيطرة على موزع وطريق البرح المخا وتأمين تقدم قوات طارق في الساحل».

ثكنة عسكرية

خلال الأسبوعين الماضيين شاهد سكان المخا العشرات من قوات طارق صالح يجوبون شوارع المدينة على متن أطقم محملة بالرشاشة والمدافع المتوسطة. وأفاد عدد من السكان لـ«العربي» بأن «قوات طارق مميزة بزيها وأسلحتها عن المقاومة الجنوبية، حيث يرتدون زي الحرس الجمهوري السابق، وتطوق أزنادهم قطع قماش مدون عليها المقاومة الوطنية، ومن ملامح وجوههم يتبين بأنهم ليسوا مجندين جدداً بل قدامى في الجيش، وحتى أطقمهم ومدرعاتهم مغايرة لما بحوزة المقاومة الجنوبية».
لم تعد مدينة المخا صالحة لحياة طبيعية للسكان، خصوصاً النساء والأطفال، لقد صارت المخا ثكنة عسكرية تحيطها المعسكرات من كل البر وترابط البوارج والزوارق الحربية في بحرها. وتعج بالضباط والجنود الإماراتيين والسودانيين وقوات طارق و«المقاومة الجنوبية». وتكتمل أجواء الحرب فيها باستهداف «أنصار الله» المعسكرات بالصواريخ والطائرات المسيرة وانفجار دفاعات «الباتريوت» التي نصبتها الإمارات في محيطها في العام 2016 كما تُشاهد إقلاع وهبوط المروحيات منها وإليها.
لا يبدي سكان المخا أي سلوك رافض لتواجد هذه القوات في المدينة، فالميسورون نزحوا منها مبكراً، ومن تبقى فقراء ينتظمون في طوابير أمام مراكز «الهلال الأحمر» الإماراتي ومستشفى المخا للحصول على مساعدات غذائية ورعاية صحية.

مقابر للأحياء

مضت شهور عدة على سيطرة «المقاومة الجنوبية» و«التهامية» على الشريط الساحلي الممتد من مدينة المخا إلى حيس مسافة 70 كلم. ومع ذلك، لا يزال هذا الشريط غير آمن. فالعربات والأطقم عرضة لكمائن «أنصار الله» التي أحرقت العشرات منها ولا تزال هياكل الكثير منها متناثرة على جنبات الطريق. نصبت «أنصار الله» مدافعها «هاوتزر سواحلي» يبلغ مداها 30 كلم في المرتفعات المطلة على يختل والخوخة وحيس وما بينها، وتخلى مقاتلوها عن التنقل بالأطقم، مستخدمين المئات من الدراجات النارية التي أثبتت فاعيتها في اجتياز الجبل والسهل والساحل.
يرصد مقاتلو «أنصارالله » حركة الساحل والبحر بأجهزة حديثة، ليل نهار، وعند التقاط أي هدف يتم التعامل معه بالسلاح المناسب. وفي الغالب صواريخ حرارية موجهة نوع «كورنيت».
ومع وصول قوات طارق صالح إلى المخا، كشفت مصادر خاصة لـ«العربي» عن تعزيز «أنصار الله» مواقعها بدفعات من قوات الأمن المركزي تولى توزيعها في الساحل الغربي قائدا المنطقتين الرابعة والخامسة، أبو نصر الشعف وأبو حسين المداني، مؤكدة أن رمال الساحل من حيس إلى جنوب مدينة الحديدة صارت أشبه بمقابر لمئات المقاتلين من «أنصار الله» الذين قاموا بحفر خنادق تشبه القبور وتغطيتها بالأخشاب والاعتكاف بداخلها بأسلحتهم ومؤنهم من الذخيرة والغذاء ويعلوا كل سقف خشبي لوح طاقة شمسي لإضاءة الخندق بضوء خافت وشحن النواظير والهواتف بالطاقة وانتظار قدوم قوات طارق صالح تحت الرمال.

في انتظار القادم

لم تكمل قوات طارق صالح استلام مواقعها في الخوخة وحيس. وبحسب مصادر موثوقة لـ«العربي»، فإن محافظ الحديدة الحسن بن طاهر، المعين من الرئيس هادي، يقود وساطة بين قيادة القوات الإماراتية و«المقاومة التهامية» لإقناع الأخيرة بتسليم مواقعها لقوات طارق.
كل ذلك فيما المعركة المنتظرة لـ«حراس الجمهورية» الزحف من شمال مدينة حيس إلى جنوب مدينة الحديدة مسافة تقارب 100 كلم والسيطرة على مديريات: الجراحي، زبيد، الحسينية، بيت الفقيه، الدريهمي، المنصورية.
وفي هذه المديريات أشرفت القيادات في صنعاء على توزيع قواتها بعناية، وعملت خلال سنوات الحرب الثلاث على توثيق علاقتها مع السكان ومشائخ تهامة وتوالت زياراتها للساحل الغربي.
وخلال الأسابيع الماضية، وبحسب مصادر محلية لـ«العربي» فقد «استكمل مشرف أنصار الله في الحديدة، أبو إدريس الشرفي، تشكيل لجان شعبية من أبناء المحافظة وفي كافة عزلها ومديرياتها وتوزيع أسلحة شخصية لجميع منتسبيها».
لا يلحظ الزائر لمحافظة الحديدة أي استعدادات من قبل «أنصار الله» لخوض معركة دفاعية. كما أن السكان يمارسون حياة طبيعية في كافة المدن والمناطق الخاضعة للحركة في المحافظة، باستثناء تحاشي الكثير من السائقين المرور من الطريق الساحلي جنوب مدينة الحديدة. لكن الرمال تخبئ الكثير في بطونها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى