غريفيث يقذف بمرجعيات هادي والتحالف خارج الطاولة : لا لشروط التفاوض المسبقة
متابعات | 17 أبريل | مأرب برس :
ركز المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفيث خلال الاحاطة التي قدمها لمجلس الأمن اليوم على ضرورة التخلي عن أي شروط مسبقة من اجل البدء في مفاوضات احلال السلام في اليمن.
ويأتي تركيز غريفيث للتخلي عن أي شروط مسبقة متسقاً مع مواقفه السابقة التي أبداها خلال اللقاءات التي جمعته مع الرئيس المستقيل هادي وبقيت المكونات المنضوية تحت راية التحالف والتي كان غريفيث يتعمد خلالها الاشارة لهادي وجماعة التحالف ان التمسك بالمرجعيات الثلاث المتمثلة بقرار مجلس الأمن (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار ،لم تعد مجدية من اجل ايجاد السلام في اليمن ،مسقطاً بذلك الذرائع التي يشن التحالف من اجلها حربه العدوانية على اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام ، ولم تعد تعني شيئاً بالنظر إلى المتغيرات التي طرأت على الساحة اليمنية وفي مقدمتها إسقاط شرعية عبدربه نفسه على يد التحالف ، وبما يجعل من تلك المرجعيات مجرد ادعاءات لجلد اليمن ،بالإضافة إلى التطورات العسكرية التي حدثت على صعيد ميزان القوى بين اليمن ودول التحالف.
ويرى عدد من المحللين السياسيين أن ما ظهر في احاطة غريفيث لمجلس الأمن ،يشير إلى ان الأمم المتحدة أصبح لديها توجهات تتسم بالجدية لحل الأزمة في اليمن ، خلافاً لما كان يدور أثناء تولي ولد الشيخ لمهام المبعوث الأممي إلى اليمن، والتي كانت تعمل على منح التحالف المزيد من الوقت لتحقيق أهدافه في اليمن.
مضيفين أن التمسك بمرجعيات التحالف يمكن ان يؤدي إلى إسقاط الوضع في اليمن مع دول الخليج في دوامة لا متناهية من القتال الذي لم يعد يصب في خانة التحالف، فقرار مجلس الامن (2216) كان نتيجة ضغوط امريكية – بريطانية ، ولا يعبر بأي حال من الأحوال عن إرادة شعب اليمن .
كما أن الاعتقاد بأن المبادرة الخليجية تمثل صكاً مفتوحاً لقتل شعب بأكمله وتدمير مقدراته ،بذريعة اعادة رئيس – انهت المبادرة نفسها ولايته نهاية العام 2013- ،يمثل ضرباً من الجنون يسحق المواثيق الدولية قبل ان يسحق شعب اليمن، في حين انه لا يجوز لأي طرف كان أن يلوي عنق مخرجات الحوار بما يتناسب مع مطامع القوى الاستعمارية والتي يصر التحالف عليها من اجل فرض مسألة الاقاليم (الفيدرالية) خدمة لمطامع الدول الاستعمارية والتي تسعى إلى تحويل دول العرب إلى كيانات هزيلة ممزقة يسهل التحكم بها اكثر، وهو أمر لم يلقى أي استجابة لدى الشعب اليمني الذي ادرك خطورة مشروع الاقاليم وتحرك بشكل مضاد لذلك المشروع.
بينما يعتقد بعض المحللين أن انقلاب الموازين العسكرية من خلال الضربات الصاروخية اليمنية على السعودية، كان هو الدافع الابرز لتحريك المياه الراكدة في اليمن، والتي اثارت مخاوف القوى الاستعمارية ودفعتها للتحرك بشكل عاجل لإنقاذ نفط المملكة من بطش الصواريخ اليمنية تجنباً لدخول المجتمع الدولي في أزمة اقتصادية لا تحمد عواقبها.
وهي مسائل كان لابد للمبعوث الاممي أن يأخذها في عين الاعتبار، بغية التوصل إلى حل عادل يرضي جميع الاطراف بعيداً عن فرض الحلول ارضاءً للتحالف .
في حين أن مواقف المبعوث الاممي تأتي منسجمة مع الاشارات الصادرة من قبل الاطراف الرئيسية للتحالف في الغرب، فقد سبق للسفير البريطاني لدى اليمن مايكل ارون والتي قال فيها لصحيفة الشرق الاوسط في ال(27) من الشهر الماضي ان (العالم نسيَ أسباب الحرب على اليمن) وان على العالم ان يعتمد على سياسة التحفيز، بعد ان ثبت فشل التحالف العسكري على اليمن.