ليبرمان يتحدى روسيا ويرفض فرضها قيودا على غاراتها الجوية والصاروخية في سورية..
مقالات | 16 أبريل | مأرب برس :
العلاقات الروسية الإسرائيلية ليست على ما يرام هذه الأيام، ووصلت الى معدلات متدنية جدا بعد القصف الصاروخي لقاعدة “التيفور” الجوية يوم التاسع من شهر ابريل (نيسان) الحالي، حيث استدعت الخارجية الروسية السفير الإسرائيلي في موسكو، وابلغته احتجاجها الشديد، بينما دعا الرئيس فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى تجنب الاقدام على أي عمل يؤدي الى مزيد من زعزعة الاستقرار.
افيغدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي خرج اليوم “الاثنين” عن كل الأعراف الدبلوماسية عندما صرح لموقع “واللا” الاخباري الإسرائيلي من ان حكومته لن تقبل مطلقا ان تفرض روسيا قيودا على أنشطتها في سورية او المنطقة، واكد ان المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ستحافظ على حرية العمل كاملة، أي ستواصل غاراتها في سورية، لانها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سورية وتحويلها الى قاعدة لمهاجمة إسرائيل.
انه قمة الوقاحة ان تعترض السلطات الإسرائيلية أي قيود على انتهاكاتها للأراضي والأجواء السورية، وتصر على الاستمرار في غاراتها، حتى لو جاءت هذه القيود من دولة عظمى مثل روسيا، وما لا تدركه القيادة الاسرائيلية ان الأجواء السورية لم تعد ميدانا مشاعا لطائراتها وصواريخها.
مشاركة إسرائيل في العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على سورية فجر السبت الماضي، سواء من خلال تقديم المعلومات، او التمهيد بقصف قاعدة “التيفور”، واستشهاد 14 عسكريا سوريا وايرانيا، لن يمر دون عقاب، وربما يدفع روسيا الى تقديم صواريخ متقدمة من طراز “اس 300” لتعزيز الأنظمة الدفاعية السورية.
ابراهام هاليفي، رئيس “الموساد” الأسبق كان اقرب الى الصواب عندما توقع في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية، حدوث مواجهة عسكرية إيرانية سواء على الأرض السورية او في فلسطين المحتلة، فالقيادة الإيرانية، وعلى لسان السيد علي ولايتي، مستشار المرشد الإيراني الأعلى، كرر اكثر من مرة بأن العدوان الإسرائيلي على مطار “التيفور” لن يمر دون رد.
محلل عسكري بريطاني كبير، خبير في شؤون الشرق الأوسط، وقريب من دائرة صناع القرار في لندن، اكد لنا ان الطائرة بدون طيار الإيرانية (الدرونز) التي اسقطتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية في شباط (فبراير) الماضي قرب الحدود السورية لم تكن في مهمة استطلاعية فقط، وكانت مزودة بصواريخ، ومن نوع متقدم جدا، الامر الذي اثار الرعب في الأوساط العسكرية الإسرائيلية ودفعها الى ارسال طائرات “اف 16” للاغارة على قاعدة “التيفور” السورية التي انطلقت منها هذه الطائرة، وجرى اسقاط احداها.
ما لا يدركه ليبرمان وجنرالاته ان الزمن الذي كانت تخترق فيه الطائرات الإسرائيلية الأجواء السورية وتقصف ما تشاء من الأهداف قد يكون انتهى دون رجعة، فمنذ بداية هذا العام أظهرت الدفاعات الجوية السورية قدرات دفاعية متقدمة جدا في التصدي لاي غارات إسرائيلية جوية او صاروخية، وتجلى ذلك في ثلاثة وقائع، ابرزها اسقاط الطائرة “اف 16” واعتراض 71 صاروخا من طراز “توماهوك” انطلقت من القواعد الامريكية في منطقة الخليج من مجموع 103 صواريخ اثناء العدوان الثلاثي.
إسرائيل خرجت كأحد ابرز الخاسرين من العدوان الثلاثي على سورية لانها لم تعد تملك زمام المبادرة وتتحرك في أجواء سورية مفتوحة دون اعتراض، ولان صواريخ “اس 300” الروسية المتطورة قد تكون في انتظار طائراتها وصواريخها، هذا اذا لم تتطور الأمور الى ردود صاروخية انتقامية في عمقها.