“تِهامةُ الله” للـشاعر / معاذ الجنيد
أدب وشعر | 11 أبريل | مأرب برس :
……… تِهامةُ الله ……….
هذي ( تهامةُ ) بحرٌ كُلُّهُ نارُ
وساحلٌ بالوقُود الصلبِ زخَّارُ
وشعبُها الهادئُ المغمورُ عاطِفةً
في لحظة الحرب .. بُركانٌ وإعصارُ
بقلبها الطيِّبِ اغترَّتْ عواصِفهُم
وما دَرَت أنْ وراء الطِيبِ ( كَرَّارُ )
هذي الرمالُ جحيمٌ غير مُعلَنةٍ
من لامسوها .. رماداً فوقها صاروا
فيها ( الزرانيقُ ) شُهبٌ .. كلما اقتربت
( حَوَّامةٌ ) للأعادي .. نحوها طاروا
أمامهُمْ .. وانتهاءُ الحرب .. معركةٌ
وبينهُمْ .. واقتحام القصر .. مِشوارُ
عُمرُ الجحافل .. ساعاتٌ بساحلهم
ومن تعمَّرَ يوماً … عُمرهُ عارُ
مُدرعاتُ الأعادي تحت أرجلهم
قَشٌّ .. ودبابة ( الإبرامز ) فخَّارُ
الموتُ ميناءُ كلِّ البارجات هنا
وما على الموت في الميناء إيجارُ
* * *
( تهامةُ الله ) .. ثأرُ الله إن وقفت
دكَّت .. وإن نزَفت فالدمُّ إيثارُ
بعزمها عانقَت عزمَ الجبال وما
اهتزَّت .. فأبناؤها للعزِّ أخيارُ
وما انطوَتْ تندُبُ الأشلاء .. بل صرخت
بصرخة الحق .. إن الحقَّ جبَّارُ
دمُ الشهيد عليها صار قافلةً
وأينعت من ركام القصف أزهارُ
* * *
إن ( التِّهاميَّ ) سِرٌّ في تصلُّبهِ
وفي تصوُّفهِ في الله .. أسرارُ
قومٌ .. إذا واجهَ الباغين ( حيدرةٌ )
فنِصفهُم ( أشترٌ ) والنِصفُ ( عمارُ )
على قوى الظلم ثاروا واغتلوا حمماً
من ذا يصُدُّ ( التِّهاميين ) إن ثاروا ؟؟
إن أنفقوا أغدقوا .. إن عاهدوا صدقوا
إن جاهدوا أرعدوا الدنيا .. وما خَارُوا
لو لم يكُ البحرُ موجوداً .. لأوجَدَهُ
عطاؤهم .. فهوَ رغم الحرب أنهارُ
نصرُ الملايين معقودٌ على يدهم
فهُم سحابُ الفِدا .. والنصرُ أمطارُ
* * *
بِهم إذا مرَّ داعٍ للجهاد .. رأى
بأنهم دون أن يأتي قد اختاروا
وأنهُ لم يزل في القاعدين وهُم
غير الميادين ما طابت لهم دارُ
إذْ أدركوا أن أرضاً لا يُشارك في
تحريرها أهلُها .. حتماً ستنهارُ
لو واجهت كل من في الأرض لانتصرت
لأنَّ أبناءها للحقِّ أنصارُ
* * *
إنَّ ( الحديدةَ ) من بأس الحديد أتَتْ
كما أتَتْ من بُطون الصخر .. أحجارُ
يا من يُفاوض في تسليمها .. عبَثَاً
ترجو .. فسيفُ ( التِّهاميين ) بتَّارُ
#معاذ_الجنيد