في ذكرى احتلال بغداد.. أنصار الله يصنعون الفارق

تقارير | 10 أبريل | مأرب برس  :

إبراهيم الوادعي “المسيرة نت” :

قبل 15 عاما وفي الـ9 من أبريل 2003م احتل الامريكيون العاصمة العراقية بغداد، وبدأ الزمن الأمريكي في المنطقة بشكل واضح ودون جلاء أو مواربة بسقوط أول بلد عربي تحت الاحتلال العسكري الأمريكي بالكامل.

وقتل منذ ذلك الحين الملايين من العراقيين، وسبيت عشرات الآف من النساء العراقيات، وأذل آلاف آخرون دخل أسوار سجن أبو غريب وخارجه.

وفي ال 9 من أبريل 2018 م رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد يعلن امتلاك اليمن القدرة على ضرب السعودية وهي ذراع أمريكا في المنطقة بصاروخ باليستي كوجبة يومية تطال أهدافا عسكرية واقتصادية مدشنا عاما رابعا من القتال والصمود اليمني الأسطوري.

استطاع الأمريكيون إسقاط بغداد بحرب قصيرة بعد حصار طويل، ودشن مشهد الدبابات الأمريكية على جسور بغداد وفي ساحة الحرية وسط بغداد ، الزمن الأمريكي المضرج بدماء أبناء المنطقة وأدوات القتل التقليدية كالقاعدة والمطورة كداعش وهلم جرا .

أمريكا الأمس عاجزة عن إحراز نصر شبيه بنصرها على نظام صدام حسين في العراق، وهي تبحث الانسحاب من سوريا، وغارقة  حتى أخمص قدميها عاجزة عن تحقيق نصر تحتاجه في اليمن .

ثمة فجوة كبيرة بين مشهد الـ 9 من أبريل على مستوى منطقة الشرق الأوسط بين عامي 2003م و2018م  حدثت خلال ال15 عاما، فبن سلمان قائد العدوان على اليمن قلق على مستقبل ملكه ويتجول في أمريكا يبحث عن مخرج من مستنقع اليمن وهو دخله قبل أربعة أعوام ليصل على جثث اليمنيين ودماء أطفالهم ونسائهم إلى العرش السعودي ورمز الهيمنة الامريكية على المنطقة.

ومشهد الضعف ظهر عليه الأمريكيون أيضا، ونيكي هايلي سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة تستعرض بقايا صاروخ بركان اتش 2  أطلق على الرياض،  والعالم مدين لأنصار الله واليمنيين بفضح الدعايات المضللة حول السلاح الأمريكي.

في سوريا القوات الأمريكية باقية فقط لأن هناك من يدفع لبقائها رغم انتفاء الأهداف المرجوة من بقائها، النظام السوري أزال بالأمس من الغوطة الشرقية آخر تهديد فعلي لوجوده ، الرئيس الأسد بساعدة حلفائه يسيطر مجددا على 80 % من الأراضي السورية، و ماتبقى من معارك هي جانبية إلى حد كبير، ومحافظة ادلب تحولت إلى مكب لأفرازات الأموال السعودية والخليجية، وخبرات الناتو وامريكا العسكرية ، عشرات الألوف من التكفيريين المتناحرين فيما بينهم جرى تجميعهم هناك في يشبه مقلب القمامة للعرض فقط ، وللتفكير بنهاية يسدل فيها الستار على سبع سنوات من الاحداث الدامية  بسوريا.

منذ احتلال بغداد في أبريل 2003م سقطت الكثير من النظم العربية دون قتال وسلمت مالديها من عتاد عسكري اشترته سرا من دول تعدها الولايات المتحدة مارقة ، ولم يشفع لها ذلك من مقصلة الفوضى الامريكية التي كان يجري زرعها في المنطقة، كحال النظام الليبي ورئيسه معمر القذافي الذي سلم مالديه من مكونات نوويه  حصل عليها من باكستان الى بريطانيا والولايات المتحدة .

ومابقي من الأنظمة انخرط في الحرب العبثية وفتحت بلدانها للعبث الأمريكي وأدواتها العائدة من أفغانستان عقب انهيار الاتحاد السوفيتي لتهديد الشعوب وإبقائها رهن الخضوع للهيمنة الأمريكية العلنية بشعارها المطلق، من ليس معنا فهو ضدنا.

يومها صمدت سوريا وإيران وحزب الله في وجه سياسة المحاور التي أعلنتها أمريكا عقب الحادثة التي تدور حولها الكثير من الشكوك ” إسقاط برجي مانهاتن ” في سبتمبر 2001م ، وعقب احتلال العراق 2003م، وهي تنجو اليوم بفعل ذلك الصمود وانتهاج العمل المقاوم.

مشهد قلب الطاولة على واشنطن وحلفائها في المنطقة، يتصدره الكيان الشريف منذ مهده، ووقف قائده الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي محذرا من خطط أمريكا الشرية عقب حادثة سبتمبر 2011م ، وكاشفا عن خططها العدوانيه تجاه اليمن وباب المندب، و بعد 6 حروب شنتها أمريكا عبر وكلائها المحليين وهو لايزال في مهده بصعدة، وتشن حربا كونيا عليه بعد أن قام بثورة وتمكن من طرد السفارة الامريكية والمارينز الأمريكي من قلب صنعاء ، لايزال يمتلك جرأة في المواجهة العلنية مع الولايات المتحدة وأذرعها، يحسده عليها أقرانه في حلف المقاومة، وتؤكد صوابية خياراته وأنها أقصر الطرق لتقليل منسوب الدماء المسفوك أمريكيا وإنقاذ الملايين من سكان الشرق الأوسط من مشروع الفوضى الصهيوني الأمريكي.

وبجولة سريعه، فمالم يفعله النظام العراقي في عام 90 م وجولات القصف الأمريكي السعودي على مدن العراق حتى الوقوع في الاحتلال في أبريل من العام 2003م، وما لم تقدم عليه غرفة عمليات الحلفاء في سوريا رغم كل تلك الجرائم التي شهها العالم واقشعرت لها الابدان ، فعله انصار الله وهم ليسو في المستوى والإمكانيات لكل أولئك ، فقصفوا قصر اليمامه وهو فرع البيت الأبيض في الجزيرة العربية ، واضحت عاصمة الكيانين السعودي والاماراتي ، ومراكز التجمعات الامريكية في الجزيرة العربية والخليج باعتراف جوزيف فوتيل قائد القوات الأمريكية عرضة للقصف الصاروخي اليمني والقرار الثوري الذي لا يعرف التردد.

عادت واشنطن الى اليمن بعد اقل من 6 اشهر برغبة المنتقم، الانتقام من ثورة أجلتها عن صنعاء وأفقدتها قاعدة متقدمة للمارينز، وللسيطرة عسكريا على باب المندب، لكنه وبعد أربعة أعوام من المواجهة الدامية، تمضي الحرب لغير صالح واشنطن وحلفاؤها ، مشهد اسقاط طائرة التجسس الامريكية العملاقة ام كيو في سماء  صنعاء مؤشر متقدم لنهاية العدوان القائم على اليمن وعلامة فارقة على المنتصر.

في استحضار مشهد بغداد قبل 15 عاما من اليوم ، والمشهد في صنعاء بعد 4 أعوام من الحرب الدامية والحصار القاتل، يمكن الجزم بأن اليمنيون يخطون نهاية الحقبة الامريكية في منطقة الشرق الأوسط، وينال أنصار الله شرف إنزال الستار وصناعة اللحظة الزمنية الفارقة.

 وإذا مارتكبت أمريكا حماقة النزول بقواتها إلى الساحل اليمني، فلربما بقاء الولايات المتحدة كقوة عظمى في العالم يصبح محل شك كبير.

بريطانيا والبرتغال والعثمانيين، وقبلهم الرومان جربوا حظهم في اليمن، لقد دفنوا جميعا في رمالها وقضت عليهم جبالها، وامتد ذلك هلاكا في كل تلك الامبراطوريات..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى