السعودية وإثارة الفتنة بين الطوائف في اليمن
مارب برس[الأحد31/يناير – كانون الثاني/2016م] -السعودية
بقلم / عصام العماد إن النظام السعودي يرفع شعار الانتماء إلى الوطن لا إلى المذهب والطائفة في داخل السعودية, ويقول في كلّ وسائله الإعلامية: إن على السعودي السلفي والجعفري والإسماعيلي أن يعلن ويقول: أنا سعودي انتمي لوطن واحد. وتمنع السعودية النزعات والدعوات المذهبية والطائفية التي تقطع أوصال السعوديين, وتعلن بأنّه لابد أن نصون وحدتنا ونصون وطننا وأن نجعل انتماءنا لسعوديتنا ووطننا لا لمذهبنا وطائفتنا, وتعقد لأجل ذلك المؤتمرات للوحدة الوطنية بين الطوائف والمذاهب السعودية، ويعلن كل أصحاب القرار في السعودية بأنه يجب على السعوديين العمل على إيجاد الوحدة الوطنية بين كل المواطنين السعوديين من السلفيين والجعفريين والإسماعليين الذين تتكون منهم المملكة العربية السعودية الكبرى، وأن على كلّ السعوديين أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يربطوا ولاءهم للسعودية لا لمذاهبهم وطوائفهم. أي أن السعودية ترى أن الوحدة الوطنية بين السعودي السلفي والجعفري والإسماعيلي حلال، أما الحرام فهي الوحدة الوطنية بين اليمني الشافعي والزيدي والسلفي. و في العناوين الكبرى للصحف السعودية تركيز على إثارة الفتنة بين المذاهب والطوائف الإسلامية في اليمن .. والسعودية تريد إيجاد حروب بين الشافعية والزيدية والسلفية.في كلّ مكان في اليمن، وإن السلفي أو الشافعي المنتمي لليمن وللوطن لا للمذهب والطائفة, والذي يرفض المواجهة مع الزيدية حفاظاً على الوحدة الوطنية اليمنية أمسى منحرفاً عند رجال الساسة في السعودية ! ذلك ما رأيناه في الإعلام السعودي الذي يتهم الشيخ السلفي عبد الواحد المروعي, لأنه رفض محاربة الزيدية حفاظاً على اليمن والوطن. وقد لاحظنا أن كل القنوات السعودية تطالب اليمني الشافعي والسلفي أن يتخلّى عن الوحدة الوطنية ويقاتل اليمني الزيدي لأجل المذهب والطائفة. إنه أمر يدعو للحيرة أن تحرّم السعودية ومشايخها الوحدة الوطنية بين الشافعي والزيدي والسلفي في اليمن في حين ترى ويرى مشايخها وجوب الوحدة الوطنية بين السلفي والجعفري والإسماعيلي داخل السعودية لأجل أن الوحدة الوطنية السعودية مقدّسة, وقد لاحظنا أن مفتي المملكة السعودية يتحدث هذه الأيام عن ضرورة إتحاد السعوديين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم حفاظاً على الوحدة الوطنية السعودية المقدّسة, لأن حفظها من أعظم عرى الإسلام، لكنه يفتي الشافعية والسلفية في اليمن أن يقاتلوا الزيدية ويحرّم عليهم رفع شعار الوحدة الوطنية اليمنية, ونحن نعجب كيف تكون الوحدة الوطنية السعودية مقدسة عند مفتي المملكة السعودية أما الوحدة الوطنية اليمنية فهي محرّمة ومدنّسة. ومن هنا أرى بأننا في اليمن يجب أن نقف في صف واحد، فالقران والسنة النبوية يحثان على الوحدة الوطنية، بين الشافعي والزيدي والسلفي في داخل السعودية و في داخل اليمن, والاستماع إلى مشايخ السعودية معناه قطع أوصال اليمنيين.. ولن نحافظ على يمننا إلّا إذا جعلنا الوحدة الوطنية اليمنية من أهم فرائض ديننا الإسلامي .. فهل الوحدة الوطنية بين الشافعية والزيدية والسلفية في اليمن هي التي تقال في خفوت وخوف من آل سعود؟ ويكتب عنها في خجل ووجل؟ ولماذا تعامل الوحدة اليمنية الوطنية بهذه الخسّة من قبل مشايخ السعودية؟ وكيف نرضى تمزيق يمننا حسب مذاهبنا وطوائفنا… رغبة لجلب رضى أمراء السعودية ومشايخها؟. إن العمل للوحدة الوطنية بين الشافعية والزيدية والسلفية في اليمن هو شرف باذخ, ومجد شامخ, ويجب على اليمنيين أن يكونوا لحمة واحدة. وليعلموا أن السعودية قد بيتت النيات على الخلاص من اليمنيين جميعاً .. سواء كانوا شافعية أو زيدية أو سلفية وأن الطيران السعودي يقصف مناطق الشافعية والزيدية والسلفية على السواء. من أجل ذلك نجد الإعلام السعودي يشنّ حملة شعواء على مفتي الشافعية في اليمن العلامة ابن عقيل وعلى علامة السلفية في اليمن الشيخ المهدي وعلى علماء الزيدية لأنهم رفضوا مشروع السعودية لتمزيق يمننا. ومن هنا يجب أن نقاتل دون وحدتنا الوطنية اليمنية المقدسّة، وألّا نأذن أبداً بالخصام والقتال بين الشافعية والزيدية والسلفية. إن السعوديين يجتمعون على الوحدة الوطنية المقدسة مع اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ويتنادون بضرورة الوحدة الوطنية. وإذا سمحنا لأسباب الفرقة أن تنال منّا, فلا مستقبل لنا, لأننا بدون الوحدة الوطنية المقدسة لن نكون … ولن يكون هنالك يمن ولا وطن… عصام العماد 9- ديسمبر – 2015