اعترافات عادل الجبير
مقالات | 10 مارس | مأرب برس :
بقلم / محمد المنصور :
كان عادل الجبير أول من أعلن رسميا عن شن العدوان السعودي الأمريكي التحالفي والحصار على اليمن قبل 3سنوات من واشنطن عندما كان سفيرا للسعودية في أمريكا.
فشل العدوان والحصار السعودي الأمريكي الإماراتي التحالفي الهمجي على اليمن خلال ثلاثة أعوام بفضل الله وبفضل صمود الشعب اليمني العظيم وتضحياته، كشف الوجه الحقيقي للعدوان وعرى أطماعه وأجنداته الظاهرة والخفية في اليمن، وأسقط كل المبررات والذرائع التي سوق لها العدوان وآلته الإعلامية الضخمة، وحاول من خلالها إقناع الشعوب العربية والراي العام العالمي بوجاهة وصوابية جريمتي عاصمة الحزم وإعادة الأمل، غير أن تعاظم همجية العدوان ومجازره وحصاره وتجويعه للشعب اليمني بمشاركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني، وبتواطؤ غالبية الحكومات العربية والإسلامية والمنظمات الإقليمية والدولية مع جريمة العدوان والحصار على اليمن قد أسقط كل الذرائع والمبررات لعدوان التحالف لدرجة لم يعد معها ممكنا التسويق لاستمرار العدوان والحصار الظالم.
بالأمس أعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أنها اتفقت مع المجرم محمد بن سلمان على أن الحل للمشكلة في اليمن سياسي، وهيمن موضوع اليمن على أجواء زيارة بن سلمان في الشارع البريطاني الرافض لزيارة بن سلمان كما لسياسة الحكومة البريطانية التي تدعم العدوان السعودي بالسلاح والغطاء السياسي.
فشل محمد بن سلمان في تسويق نفسه في بريطانيا والغرب كرجل انفتاح وإصلاح، و بدلا من ذلك تكرست صورته كمجرم حرب وديكتاتور في الداخل السعودي يمارس أبشع انتهاكات حقوق الإنسان.
صمود الشعب اليمني بوجه العدوان السعودي الأمريكي التحالفي والحصار طيلة 3أعوام مضت، وحسن إدارة المواجهة الاستراتيجية الشاملة سياسيا وعسكريا وأمنيا وإعلاميا أفشل جهود العدوان وحال دون تمكنه من تحقيق أهم أهدافه .
لقد أثمرت جهود تطوير قدرات الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية كمّا ونوعا تغييرا في المعادلة الاستراتيجية، عززت قدرة القوة الصاروخية على الردع والوصول إلى العمق السعودي الإماراتي الشعب اليمني الأمر الذي أدى كما هو معروف إلى امتعاض أمريكي أوربي من وصول الصواريخ إلى الرياض وأبوظبي وما يمكن أن تشكله من مخاطر على السعودية وحلفائها والوجود الأمريكي ومصالحه في المنطقة .
وبلا شك فإن فشل منظومات الباتريوت الأمريكية في التصدي للصواريخ اليمنية قد أصاب الصناعة العسكرية الأمريكية في مقتل وأحرجها أمام حلفائها الذين سارعوا بفعل القدرات الصاروخية اليمنية إلى خطب ود روسيا لشراء منظومات الدفاع الصاروخي اس اس 400 وغيرها.
لقد حقق استخدام الجيش واللجان الشعبية لصواريخ أرض بحر وأرض أرض بعيدة المدى لقضية العدوان على اليمن حضورا سياسيا وإعلاميا كبيرا ، ولفت الى مظلومية ومعاناة الشعب اليمني جراء العدوان السعودي الأمريكي التحالفي والحصار، وفتح الباب أمام بروز مخاطر امتداد مساحة الصراع إلى خارج حدود اليمن والإقليم الحيوي من العالم .
نقلت الصواريخ اليمنية الصراع من الدائرة المحلية – التي حاولت السعودية وتحالفها إبقاء العدوان على اليمن في اطارها باعتباره شانا يمنيا ، وصراعا بين ما يسمى الانقلابيين والشرعية – إلى الفضاء الإقليمي والدولي الأوسع ، فالاتهام السعودي الأمريكي الغربي لإيران بتزويد اليمن بالصواريخ يلبي حاجة السعودية وأمريكا لاستمرار العدوان على اليمن من ناحية وابتزاز إيران من ناحية أخرى وبلغ حد الذهاب إلى مجلس الأمن قصد الإدانة والضغط والمساومة في ملفات وقضايا إقليمية أخرى تأتي سورية في مقدمتها .
كان الفيتو الروسي حاضرا في مجلس الأمن لقطع الطريق أمام محاولات أمريكا وبريطانيا حشر إيران في زاوية الاتهام بخرق حضر التسلح المفروض على اليمن بموجب القرار 2216، وسحب ورقة الاتهامات الجوفاء من يد السعودية وأبواقها الإعلامية الجوفاء .
ثلاثة أعوام من الصبر والصمود والتضحيات والبطولات والإبداعات اليمنية كانت كافية لاستعادة اليمنيين لصورتهم أو جزء كبير منها، وكافية لدخول السعودية مراحل التآكل والضعف الداخلي والخارجي، وما مسارعة بن سلمان للارتماء في الحضن الأمريكي الصهيوني وتقديم كل ثروات السعودية إلا محاولة لإطالة عمر كيان انتهى عمره الافتراضي بحكم المنطق التاريخي وبحكم طبيعة الأشياء كما كان يقول المفكر الراحل محمد حسنين هيكل.
بالأمس عادل الجبير يصرح لوسائل الإعلام كوزير لخارجية دولة العدو السعودي أن بلاده ارتكبت أخطاء في الحرب على اليمن وأنه لم تكن لديها استراتيجية في البداية .
تلاشت نزعة الصلف والتبجح التي أطلقها خطاب الجبير المتلفز من واشنطن فجر ال26من مارس 2015م والتي ضمنها التأكيد والتهديد بعودة الشرعية ومحاربة الخطر الإيراني والحفاظ على أمن الخليج تصريحات الجبير بالأمس والأقرب إلى الاعترافات تلخص قصة المغامرة السعودية في اليمن، تقول جزءا من الحقيقة عن مغامرة سيكتب المؤرخون أن اليمنيين قد كتبوا نهايتها بدمائهم وجراحهم وعذاباتهم فكان الانتصار .