يجب مقاطعة المنافقين مع وسائل ارجافهم {فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ}
من هدي القرآن | 27 فبراير | مأرب برس :
إذاً فالمنافقون عادة هم فئة لا يهتمون على الإطلاق لا بدين الله ولا بعباد الله {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} وكان الواجب عليهم أن يتخذوا المؤمنين أولياء لأن المؤمنين دائما ينشدون إلى بعضهم بعض {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (التوبة: من الآية71) يكونون عبارة عن أمة واحدة وكتلة واحدة ليكونوا قوامين بالقسط {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ} (النساء: من الآية139) أيبتغون عند الكافرين العزة لا يمكن على الإطلاق {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} (النساء: من الآية139) لو حصل على شيء مؤقت فهي قضية وهمية فقط وهميات خياليات العزة هي لله جميعاً وبيده جميعاً {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} (آل عمران: من الآية26) يكون المنافق عنده أنه مخطط تخطيطا حكيما أنه سيعتز هو ويحاول بعد كافرين يتولاهم ولا يدري إلا وانهار الكافرون وإذا به خاسراً هذا حصل للمنافقين في بداية الإسلام متشبثين بكافرين وبيهود ومحاولين وفي الأخير أنهار الكافرون واليهود وإذا هم خاسرون، كما قلنا أكثر من مرة: القرآن يقدم فئة المنافقين فئة خاسرة بل أخسر الفئات على الإطلاق فئة خاسرة في هذه الدنيا وفي الآخرة؛ لأنه فعلاً لا المؤمنون يعتبرونهم منهم ولا الكافرون يعتبرونهم منهم نهائياً لا المؤمن يثق فيه ولا الكافر يثق فيه.
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} (النساء: من الآية140) أي: نزل الله، هذا قد يكون تابعا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} (النساء: من الآية136) {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} (النساء:140) إذا سمعتهم آيات الله يكفر بها من المنافقين أو من قبل أعداء آخرين فلا تقعدوا معهم وقد يكون في الغالب من قبل منافقين، قد يكونون هم باعتبار المجتمعات؛ لأنه عادة تكون فئة المنافقين فئة داخل المجتمع المؤمن داخل مجتمع المسلمين لكن يحصل منهم خوض في آيات الله وتقديمها بشكل غلط وتمحلات وبما هو في الأخير يعتبر كفر {فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ} (النساء: من الآية140) هذا أضعف الإيمان بالنسبة لك لا تقعد معهم؛ لأن المنافقين عادة إنما يتحركون ويحاولون أن يحصل كفر واستهزاء وأشياء من هذه للتأثير على الآخرين أما هم فيما بينهم فقد صاروا منافقين جاهزين {فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ} يفوت عليهم الهدف الذي يريدونه وهو ماذا؟ أن يحاولوا أن يؤثروا عليك نفسياً ويوجدوا لديك ارتباكاً معيناً يجعلك في الأخير ممن مرة يؤمن ومرة يكفر مرة إيمان ومرة كفر وفي الأخير ثم ازدادوا كفراً.
أحياناً فعلاً قد تصل المسألة حتى من حيث لا يشعر كثير من الناس أنه قد يأتي مثلاً والناس يتحركون ويوجه بعضهم بعضاً أو فئة معينة تتحرك توجه الناس كيف يجب أن يكون إيمانهم بالله فيأتي الآخرون يقدمون الآيات بشكل آخر هو في واقعه كفر بآيات الله ألسنا نسمع بمثل هذه من أجهزة الإعلام؟ يتناولون آيات داخل القرآن آيات داخله يقدمونها بشكل آخر: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} (البقرة: من الآية143) واحدة من الآيات التي يشتغلون حولها، {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة: من الآية256) {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء: من الآية59) {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ} (المائدة: من الآية13) آيات يختارونها يقدمون رؤية عنها هي تعتبر كفراً بآيات الله؛ ليجعلوا الناس في الأخير بعيدين عن أن يكونوا قوامين بالقسط شهداء لله.
وقد يحصل ما هو استهزاء بها ولو عن طريق الإستهزاء بمن يتحركون على أساسها عندما يأتي أناس منطلقون من قول الله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد: من الآية7) سيكونون محط سخرية كأنهم يسخرون بالآية نفسها أي كأنهم يقولون: أنتم راكنين على هذه الآية وأمثالها!! أليس هذا استهزاء بكتاب الله؟ {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج: من الآية40) يقولون: هم راكنون على الآية هذه عندهم أنه سيحصل لهم، ويحصل .. ! هذا استهزاء.
فيجب أن يكون الإنسان بعيداً عن أي فئة تنطلق هذه الإنطلاقة بمعنى: أن الكفر بآيات الله ليس فقط أنه سيأتي ليقول: إن هذه ليست صحيحة؛ لأن المنافق دائماً يكون عمله عملاً يحاول أن يؤثر فسيحاول أن يعمل بطريقة أخرى أن يقدم لك الآية بشكل خاطئ يقدم تفسيرها يحرف معناها بشكل آخر، النفاق أيضاً هو يشبه الضلال، الضلال يأتي ضلال مثلاً في زمن معين هو ناتج عن أهواء وبغي وحسد ثم يمشي الآخرون على هذا الضلال ابتغاء وجه الله هذا يحصل، والنفاق أيضاً كذلك، ثم في الأخير يقدم وكأنه هو العمل الذي فيه صيانة الأمة والإبتعاد بالأمة عن الشر الكبير فيشتغل آخرون وفق رؤية كهذه، وقد لا يكون هو في نفسه من فئة المنافقين الذين هم مذبذبين ـ الله أعلم بالنفوس ـ لأن هذا محتمل فعلاً أن يأتي إنسان يبرز في التلفزيون أو يبرز في صحيفة أو في إذاعة يتحدث واسمه عالم شخص قد لا تتهمه بأنه منافق ـ الله أعلم بالنفوس ـ لكن قد يكون يشتغل فيما هو في الواقع نفاق، كما أنه يحصل عمل بضلال مع حسن نية وإخلاص.
إذاً النفاق عندما يقدم في القرآن الكريم كيف تكون آثاره هنا بعدما ذكر: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} أليس معنى هذا توجيها عمليا يجعل الناس يفكرون عملياً كيف يتحركون ليكونوا قوامين بالقسط، النفاق كيف سيكون أثره أن يجعل الناس يقعدون فلا يتحركون ولا يهتمون، هذا شأن المنافق، وقد يكون هناك نفاق بمعنى أصل القضية نفاق وإن كان أحد من الناس يقدمها بحسن نية وإخلاص عندما ترى خلاصة ما يقدم أنه يقعد الناس ولا يهتمون، ويجلسون، و [ليس لهم دخل] يمكن يحصل نفاق لله، يمكن، ويمكن ضلال لله فعلاً عندما يكون واحد لا ينتبه.
ولهذا الله سبحانه وتعالى يقدم المنافق باعتبار شخصيته ويقدم الأثر الذي يؤدي إليه النفاق، النفاق من حيث هو كما يذكر الضلال وماذا ستكون نتيجته ويذكر المضلين لتعرف المضل ولتعرف المنافق ولتعرف الضلال وإن قدم من جهة بحسن نية ولتعرف النفاق ما هو وإن قدم من جهة بحسن نية، أما عندما ترى أنه قد صار ضالاً، مضل وضلال، ومنافق ونفاق تستطيع أن تعرف منافق ونفاق مع بعض أو تعرف النفاق وتعرف الضلال لوحده.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس العشرون – من دروس رمضان – سورة النساء]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ 20 رمضان 1424هـ
الموافق 14/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.