النقاط التصحيحية حول ثورة ١١ فبراير

مقالات | 12 فبراير | مأرب برس :

بقلم / زيد الغرسي :

الثورة جاءت نتيجة للظلم الذي طغى على ابناء الشعب وارتفاع الفقر والازمات وادخال البلد في حروب عبثية وكانت ثورة شباب فعلا واول مظاهرة كانت في حرف سفيان تقريبا يوم ٥ فبراير واول شهداء فيها ثم خرج الشباب في جامعة صنعاء في البداية وبعد ذلك جاء الاصلاح بشبابه كخطوة اولى لاحتواء الثورة تليها احتواء الثورة عسكريا بقيادة علي محسن وكان تبادل ادوار بين علي محسن وعلي صالح وكانت مهمة علي محسن رفع الثوار من الساحة ومضايقتهم لإخراجهم حيث كانت مليشياته تعتدي على شباب الصمود وتحرق خيامهم وتعتقل شبابهم بشكل مستمر .

الجنوبيون من اوائل من شاركوا في الثورة الا ان قمع النظام لهم حينها وعدم ارتباطهم بقيادة ثورية حقيقية نجح النظام في تصفية الساحات واعتقال الكثير من شبابها في السجون .

الامريكيون ركبوا موجة الثورات التي اندلعت بعفوية نتيجة الظلم الكبير على الشعوب في تلك المرحلة فقدموا عملائهم الاخوان المسلمين كبديل ثوري للشعوب فتمكنوا من الحكم في تونس ومصر وليبيا وفي اليمن عبر المبادرة الخليجية الا ان بقاء الثوار في الساحات ادى لإفشال مشروعهم وحاولوا افراغ الساحات من الثورة بمؤتمر الحوار لكن الثوار وقيادة الثورة وافقت على الحوار كمبداء لتنفيذ اهداف الثورة مع بقاء الثوار في الساحات لضمان عدم اي التفاف من قوى العمالة على اهداف الثورة وبالفعل فقد كانت الساحات هي الضمانة لاجتثاث قوى النفوذ والعمالة للخارج التي انتصرت عليهم الثورة في ٢٠١٤م .

السفير الامريكي والسفير السعودي من كانا يديرا الاجتماعات بين علي صالح وقيادات الاصلاح واحزاب اللقاء المشترك وعلي محسن في السفارة الامريكية او في بيت هادي وبعد ترتيب اوراق عملاءهما اعلنت امريكا بعد ثلاثة اشهر تخليها عن علي صالح .

البلد الوحيد الذي استمر في ثورته الحقيقية هو اليمن فبعد فشلهم في احتوائها عبر علي محسن والاصلاح ثم في مؤتمر الحوار وبعد نجاحها في 21 سبتمبر شنوا على اليمن عدوانا عالميا لإفشالها والسعي لإعادة اليمن الى بيت الطاعة السعودي والامريكي واول من عبر عن قلقه من ثورة اليمن العدو الاسرائيلي ليلة نجاح ثورة ٢١ سبتمبر بتصريحات نتنياهو عندما عبر عن قلقه من نجاح الثورة وسيطرة الحوثيين على باب المندب

الشباب وقوى الثورة رفضوا المبادرة الخليجية واستمروا في الساحات بمسيرات اسبوعية طوال اربع سنوات متواصلة حتى توجت بتطهير اليمن من عصابة ال سعود في عام ٢٠١٤م

عفاش عندما يقول انه سلم حقنا للدماء فهذه اكبر كذبة على الشعب فهناك عشرات المجازر التي ارتكبها بحق شباب الثورة مثل .مجزرة بنك الدم .مجزرة الكرامة .مجزرة القاع .مجزرة العدل .مجزرة الملعب .مجزرة كنتاكي .مجزرة الزبيري . مجزرة احراق الساحة بتعز ..وووو عشرات المجازر التي راح فيها المئات من الشباب في كل من صنعاء وتعز وعدن .

الاصلاح وقياداته لم يشاركوا الثورة نهائيا بل كانت مهمتهم من قبل السعوديين هو احتواء الثورة وركوب موجتها وحرفها عن اهدافها الحقيقية التي يتطلع لها كل الشعب .

يحرصون على تحميل الثورة مسئولية كل الاحداث التي تلتها على اساس ان اليمن كان قبل الثورة يعيش امن واستقرار ورخاء وهذا غير صحيح ‘ فاليمن حينها كان قد ارتفع فيه مستوى الفقر الى اكثر من سبعين في المائة وكانت الحروب تندلع بين لحظة واخرى ضد الشعب من قبل النظام سواء في صعده التي شهدت ستة حروب او في الجنوب الذي جرى ملاحقة قيادات الحراك واعتقالهم وتعذيبهم كما كانت اغلب الطرقات تشهد القتل والتقطع بحماية النظام نفسه وكان اولاد الاحمر يعيثون في الارض فسادا وكانت مؤسسات الدولة تعاني من الفساد والتدهور والانهيار وكانت الجرع جرعة بعد جرعة وغلاء الاسعار ترتفع وازمات الكهرباء والغاز والمشتقات مستمرة واعتقالات للمعارضين السياسيين والسعي لتوريث الحكم لابن عفاش ووالخ ..صحيح ان ثورة فبراير قلبت النعمة لكن على الفاسدين والنظام الذي ظل ينهب ثروات البلد لعقود من السنوات اما الشعب فلم يكن يعيش الا الازمات والحروب ولم يكن في نعمه …

سيقول قائل الان الشعب في حروب وفقر وازمات ، طبعا لن اتحدث عن العدوان لان الجميع يعرف نتائجه التي سببها في كل شيء ومن يخالف ذلك انما ينكر وجود الشمس في رابعة النهار لكن دعونا نتحدث عن مرحلة ما بعد ثورة ٢١ سبتمبر الى بداية العدوان حيث لاحظ الجميع كيف ازيح الظلم عن كاهل الشعب واعيدت كثير من الحقوق لأهلها وتنفس الشعب الحرية وحلت عشرات الآلاف من القضايا التي كان لها عشرات السنوات وابرزها قضايا الثارات بين ابناء القبائل التي كان يغذيها النظام السابق والجميع شاهد كيف سعى الثوار لحلحلة الكثير من قضايا المواطنين واعادة ممتلكاتهم وحل مشاكلهم الى ان اندلع العدوان على اليمن وفي مؤسسات الدولة كيف حافظت الثورية العليا عليها من الانهيار وكيف اوقفت المليارات التي  كانت تذهب لجيوب الفاسدين وظلت تصرف منها رواتب لأشهر

بعد ان صرح هادي انه لم يوجد في البنك اي شيء ليصرف المرتبات وانه اذا لم يكن هناك جرعة فلن يستطيع صرف الراتب وجاءت الثورة وظلت تصرف الرواتب لأكثر من عام حتى في ظل العدوان والحصار وانعدام الايرادات كما شهدت مؤسسات الدولة اقالة الكثير من الفاسدين واعادة تفعيلها في خدمة المواطن وابرز مثال على ذلك الاجهزة الامنية التي حققت ولا زالت تحقق الانجازات الامنية الكبيرة التي لم تستطيع ان تعمل شيئا في عهد الامن والاستقرار بل كان يسخرها النظام لقمع الشعب واستهدافه والجميع يتذكر عشرات الخلايا والمعسكرات للقاعدة وداعش التي تم القبض عليها بعد ثورة ٢٠١٤ والتي انشئت في عهد النظام السابق

 

كان المسافر يسافر الى صعده او مارب والجوف وغيرها ولا يأمن على نفسه وماله من عصابات التقطع المدعومة من النظام السابق ومليشيات الاصلاح والان وفي ظل العدوان يسافر الانسان في اي وقت وهو امن بل ويجد في الطريق من يساعده اذا حصل له ظرف طارئ او تعطلت سيارته .

بعد الثورة انتهت اغلب الثارات بين القبائل التي غذاها النظام السابق ابرزها في قاع الحقل وفي خولان وبني حشيش وغيرها وانتهت التقطعات في طريق جبل الشرق وطرق عمران وانتهت السرقات في الجوف ومارب التي كان يحمي زعماء عصاباتها النظام السابق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى