تحالف بين “إسرائيل” والبحرين يبدأ من مكتب ترامب

صحافة عربية ودولية | 10 فبراير | مأرب برس :

IUVM Arabic :

كشفت منظمة “بجرين ووتش” عن تقرير أجرته كشفت فيه أن منظمة الحوار مع الأديان البحرينية على علاقة متينة مع جوني مور المستشار الديني الإنجيلي للرئيس الأمريكي.

يدير مور شركة علاقات عامة تخدم الحكومات، وتظهر أعماله على أنّها ترمي إلى تبييض جرائم حقوق الإنسان من قبل السلطات البحرينية منذ انتفاضة 2011 وخلالها، فضلًا عن تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”. كما أيّد مور قرار الرئيس هذا الشهر بالاعتراف بالقدس عاصمة “لإسرائيل”.

ورعى مور شخصيّا هذا الأسبوع وفد مجموعة “هذه هي البحرين” للتسامح بين الأديان في جولة في القدس. وقوبل الوفد البحريني برفضٍ صريحٍ من الفلسطينيين الذين رؤوا الأمر على أنه تطبيع مع “إسرائيل”.

وفقًا لـ “بحرين ووتش” فإنّ الزيارة “هي أحدث خطوة في استراتيجية تجمع معا مجموعة رفقاء لم تكن محتملة، تضم ملك البحرين، وحاخامات اليمين المتطرّف المؤيدين “لإسرائيل”، ومستشار روحي إنجيلي لدونالد ترامب، وراعية حملات من أصل اسكتلنديّ تُعتبر أكثر ولاءً للنظام الملكي البحريني من الملك نفسه”.

وتقول منظمة “بحرين ووتش” إنّ الهدف الرئيسي لخطوة البحرين الأخيرة هو “محاولة إبراز صورة ليبرالية”، ولكنها أضافت أنّ “إجراءات أخرى تشير إلى أن البحرين تتودّد إلى “إسرائيل” كجزء من تحالف إقليمي مع “إسرائيل” ضد إيران”.

وهناك مجموعة أخرى شاركت بشكل وثيق في زيارة [الوفد البحريني] إلى القدس وهي مركز سيمون فيزنتال، منظمة صهيونية يمينية متطرفة تهدف إلى قمع حركة التضامن مع فلسطين.

وحسب ما قاله مدير المركز الحاخام أبراهام كوبر لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليّة “إنّ الأمر لم يتم تحت الرادار، لقد نفّذ علنًا من قبل منظمتين غير حكوميّتين كانتا على علم تامّ أنّها [الزيارة] ستثير جدلًا”.

“عملنا سويًا كالأصدقاء”

نشر مور صورة له على حسابه في موقع “تويتر” مع أعضاء من الوفد البحريني إلى القدس، وكتب “لقد عملنا معًا كالأصدقاء على إعلان البحرين للحرية الدينية والتعايش السلمي الذي أطلقه الملك حمد”، بالإشارة إلى زيارة مجموهة “هذه هي البحرين” مع ناصر ابن الملك حمد إلى مركز سيمون فيزنتال في لوس أنجلوس في سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي الفعاليّة ذاتها في لوس أنجلوس، قال قادة مركز سيمون فيزنتال إن الملك حمد ندّد بالمقاطعة العربية “لإسرائيل” وشجع المواطنين البحرينيين على زيارة “إسرائيل”، وذلك عندما التقوا به خلال زيارة سابقة لهم إلى البحرين.

كما زار مور البحرين وقابل ولي العهد في أبريل/ نيسان، وأثنى على المملكة الخليجيّة كحصن للتعايش الديني.

وفي وقت سابق من هذا العام، منح مركز سيمون فيزنتال “مور” “ميدالية فالور” التي منحها أيضًا لشيمون بيريز بعد وفاته، الرئيس الإسرائيلي السابق الذي كان مسؤولًا لمدى عقود عن جرائم ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وكان وزير الخارجية البحريني المسؤول العربي الوحيد الذين عبّر عن تعازيه لموت شيمون بيريز العام الماضي، مشيدًا به في تغريدة على “تويتر”.

وفي الشهر الماضي، سافر مور إلى القاهرة كجزء من وفد إنجيلي [ديني]، حيث التقى بالدكتاتور عبد الفتاح السيسي.

وقال أحد أعضاء الوفد إن المجموعة أبلغت السيسي بـ “تقديرها له لمحاربته الإرهاب والتطرف والتزامه بعلاقات السلام والأمن مع “اسرائيل” وإنقاذ مصر من ظلمة الإخوان المسلمين”.

وامتد الاجتماع الذى كان مقررًا لمدة ساعة إلى ثلاثة ساعات. وقال مور لشبكة الإذاعة المسيحية بعد ذلك إنّ “الأمر بدا وكأننا كنا أفضل أصدقاء طيلة حياتنا”.

وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام اجتمع ترامب مع ملك البحرين حمد فى السعودية وتعهد بتحسين العلاقات بين البلدين.

وشمل ذلك الموافقة على بيع أسلحة تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار كان قد تم تجميدها بسبب مخاوف متعلقة بحقوق الإنسان.

كما كانت الولايات المتحدة تضغط من أجل التطبيع بين السعودية وحلفائها وبين “إسرائيل”.

وفي إشارة أخرى إلى توطيد العلاقات، نقلت تقارير أنّ وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة “إسرائيل”، وذلك فى مقابلة مع صحيفة إيلاف السعودية.

وقام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” هذا الأسبوع بالمساهمة في كتابة مقال في صحيفة إيلاف، يهاجم فيه منظمة المقاومة السياسية والعسكرية الفلسطينية حماس.

تبييض صورة البحرين

أسّس جوني مور شركة علاقات عامة تسمى “شركة كايروس”، وهي شركة تهتم بشكل خاص بقادة العالم الذين يريدون “صقل صورتهم العامة”، وخاصة بين الجماهير “الدينية”.

ووفقا لبحث أجرته “بحرين ووتش”، دفعت الحكومة البحرينية لشركات علاقات عامة أمريكية وبريطانية أكثر من 32 مليون دولار منذ انتفاضة عام 2011، على الرغم من أن شركة كايروس ليست مدرجة في لائحة هذه الشركات.

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، أبلغت شركة كايروس موقع «الانتفاضة الإلكترونية» (Electronic Intifada) إنّه لا البحرين ولا أيّ من منظماتها زبائن لديها، وصرّحت أنّ مور “دفع شخصيًا كلّ نفقاته من وإلى وخلال زيارته للبحرين والقدس والكثير من الأماكن الأخرى في المنطقة”.

ومع وصفه بأنه “صانع سلام وباني جسور”، قالت شركة كايروس إنّ مور يعتبر قادة “هذه هي البحرين” على أنهم “أصدقاؤه”، وإنّ أنشطته معهم ترتبط بعمله “الإنساني” في جميع أنحاء العالم.

وكشف تحقيق “بحرين ووتش” أنّ مجموعة “هذه هي البحرين” هي فعليا نتاج منظّمة أخرى، وهي اتحاد البحرين لجمعيات المغتربين.

تدير المنظمة بيتسي ماثيسون، المهاجرة الاسكتلنديّة التي تصفها “بحرين ووتش” بأنّها “أكثر ولاءً للنظام الملكي من الملك نفسه”.

وهي تظهر في الصورة التي نشرها جوني مور لنفسه مع الوفد البحريني في القدس.

وقد تم تشكيل هذه المنظمة في أعقاب فعالية في 2011 عقدها الملك حمد لجمهور “المغتربين المقيمين” لإدانة الانتفاضة في المملكة.

قرأت ماثيسون قصيدة سمّتها بـ “خيانة مملكة الحب”، تدين فيها من احتجوا على الحكومة الاستبدادية وتصفهم بـ “الخونة”.

كما قامت منظمتها برعاية “كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي” لتمويل منصب أستاذ متفرغ في جامعة سابينزا في روما لمدة 15 عامًا، وكان نجل حمد، ناصر، قد سافر إلى روما مع ماثيسون لتدشين الكرسي الذي دُعم بقيمة مليونيّ دولار.

“ليس من الواضح من الذي يمول فعاليات ومعارض اتحاد البحرين لجمعيات المغتربين حول العالم، ناهيك عن الشيك الذي تبلغ قيمته مليوني دولار للجامعة في روما. لكن من الواضح أن كل هذه الأحداث تحدث بمعرفة وبركة ودعم لوجستي من الملك وكبار المسؤولين الحكوميين” تقول بحرين ووتش.

ردّ الجميل

وفي تغريدة على “تويتر” تمّ حذفها لاحقًا، نشر وزير الاتصالات الإسرائيلي والنائب في حزب الليكود الحاكم “أيوب كارا” صورة له مع سمير صادق البحارنة، عضو مجلس الشورى، هيئة استشارية رسمية في البحرين.

ووفقًا لما صرح به تقرير لموقع “بلومبيرغ”، فإنّ كارا التقى أيضًا بوفد “هذه هي البحرين” في القدس.

وقال كارا للموقع “سيكون هناك المزيد من المفاجآت فى العام القادم”، مضيفًا “إننا نرى اهتمامًا كبيرًا بين دول الخليج في تطوير علاقاتها مع “إسرائيل””.

ويعتزم كارا زيارة البحرين في الأشهر المقبلة.

ومن المقرر أن يزور مجموعة من قادة الأعمال الإسرائيليين البحرين الشهر المقبل في جولة ينظمها أبراهام كوبر من مركز سيمون فيزنتال.

وقال كوبر لصحيفة “جيروزاليم بوست” إنّ “البحرينيين وافقوا عليها [الرحلة]”، وأضاف أنّ “الفكرة هي إقامة بعض سبل التواصل المباشرة غير السياسية، لكن الفكرة هي أن نبدأ باتصالات طبيعية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى