جولة من الحرب القادمة في عدن

مقالات | 9 فبراير | مأرب برس :

بقلم / محمد النعماني :

لا توجد هناك أي موشرات لأي استقرار، في عدن بالذات هناك مؤشرات لفوضى قادمة، وعدن هي المدينة التي تجري فيها عمليات النهب والسرق لكل شي، والبسط على الأراضي، وعدن هي المدينة التي تجري فيها تصفيات الحسابات بين مختلف الأطراف المتصارعة على السلطة وتقاسم الثروة. وعدن تعاني من انتشار الفوضى وعدم الاستقرار وانتشار الجماعات المسلحة الإسلامية الجهادية والمليشيات المتعددة الاتجاهات والسجون السرية.

وفي عدن، لكل جماعة من جماعات المليشيات، حكومة ودولة وقيادات، وهذه المليشيات بعضها تتبع لأحزاب سياسية، متل «التجمع اليمني للإصلاح» («الإخوان المسلمون» في اليمن) وبعضها تتبع للحراك الجنوبي و«الشرعية»، حتى إن الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي يمتلك مليشيات، وليس جيشاً وطنياً.

والشيء الملفت للنظر أن هناك دولاً، مثل الإمارات والسعودية، تمتلك مليشيات، لها في عدن معسكرات ونقاط عسكرية، وهناك حاكم عسكري يقوم بإصدار التوجيهات وإدارة السلطة، فلا صوت يعلو فوق الحاكم العسكري. وتعزر دور وسلطة الحاكم العسكري أكثر فأكثر بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن، من حرب ودمار بين المتصارعين حول السلطة وتقاسم الثروة في اليمن، حيث أصبح اليوم في الجنوب لا سلطة للرئيس الفار عبد ربه وحكومة «الشرعية»، فالسلطة اليوم هي للحاكم العسكري الإماراتي والحاكم العسكري السعودي، ومن مقر قيادات قوات «التحالف العربي» في مدينة البريقة تدار السلطة في الجنوب، وكل المليشيات المتواجدة في الجنوب تدار من مقر قيادات الحاكم العسكري الاماراتي والسعودي في مدينة البريقة، حتى إن صناعة الفوضى والإهمال والحرمان والعقاب للسكان وعدم استلام الموظفين الرواتب وتدهور العملة والحياة المعيشية وانتشار الأمراض وإغلاق ميناء عدن ومطار عدن والمنطقة الحرة وعرقلة أي مساع لإعادة الأمن والاستقرار لعدن يجري تحت إشراف مقر الحكام العسكريين في مدينة البريقة.

وفي النهاية، ماذا يمكن لنا أن نتوقع من مليشيات تنشر الفوضى وتنهب كل شيء، وتدار من قبل السعودية والإمارات أن تبني وتعيد لنا دولة في الجنوب. باعتقادي: لا، فكل المؤشرات اليوم تشير لنا إلى ان هناك جولة قادمة من الحرب وتصفيات حسابات، وأن عدن وسكانها المساكين هم ضحية تلك الصراعات، فالمطلوب اليوم منهم مقاومة الظلم والاستبداد والعبودية وطرد الاحتلال الاماراتي السعودي من الجنوب، فهؤلاء هم الموالون الأساسون لانتشار الفوضى وعدم استقرار الأوضاع في عدن واستمرار الحرب والعدوان على اليمن.

فالمجلس الانتقالي (الاماراتي)، عفواً «الجنوبي»، هو جسر العبور للإمارات لتحقيق أهدافها وأطماعها في الجنوب. في المقابل، فالرئيس الفار غير الشرعي عبد ربه منصور، وحكومة بن دغر و«حزب الإصلاح» (الإخوان المسلمون) وأحزاب «اللقاء المشترك»، هم جسور عبور للسعودية لتحقيق أهدافها في كل أراضي اليمن، وتحقيق أهدافها في الوصول الى بحر العرب وباب المنذب واستمرار العدوان على اليمن تحت مسمى «إعادة الشرعية».

فكل الوقائع اليوم تكشف لنا أنه لم يعد هناك أي شرعية للرئيس غير الشرعي عبد ربه وحكومة بن دغر، فالموجود على الأرض حكومات ودويلات، مليشيات تدار من الإمارات والسعودية في اليمن.

المصدر : العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى