مخاوف إسرائيل من انهيار نظام الحكم في السعودية
متابعات | 6 فبراير | مأرب برس :
مع سيطرة أنصار الله على المدن اليمنية مطلع العام 2015م شعرت اسرائيل بالقلق على سفنها وأرسلت عدة تقارير استخباراتية الى المملكة السعودية لتحذرها من خطورة سيطرة أنصار الله على باب المندب وما يمكن أن يسببه ذلك الأمر من خطورة على نظام حكم آل سعود في الرياض، مستغلة بتقاريرها على إلصاق تهمة أن “أنصار الله” موالين لإيران وأن إيران ستضع يدها على مضيق باب المندب، الأمر الذي يضع المملكة تحت رحمة الإيرانيين.
وبناءً على عدة لقاءات اسرائيلية سعودية سرية استطاعت تل أبيت إقناع الرياض بشن الحرب على اليمن، خاصة بعد أن أصبح سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للسعودية، ولم تمر أشهر حتى أصبح نجله محمد بن سلمان ممسكا بتلابيب الحكم بمباركه اسرائيلية.
لقد كان رد الفعل الإسرائيلي على تعيين بن سلمان وليا للعهد، وفق ما جاء على لسان وزير الإعلام الإسرائيلي أيوب قرا، في تغريدة له قال فيها إنه يتمنى أن تكون الخطوة أمراً دافعاً للسلام بين البلدين وسبيلاً للتعاون في القضاء على الإرهاب.
صحيفة هاآرتس الإسرائيلية قالت من جهتها إن صعود محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد يعد” خبرا جيداً لإسرائيل وللولايات المتحدة” والتي يتفق معها الأمير في العديد من الملفات مثل الحرب على الإرهاب والمسألة السورية والدور الروسي في المنطقة.
وأضافت الصحيفة “أن الأمير محمد بن سلمان كان قد التقى سابقاً عددا من المسئولين الإسرائيليين”.
مؤخراً نشر مركز أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي دراسة عبر فيها عن خشية إسرائيل من فشل المملكة في حربها على اليمن وبالتالي انهيار نظام حكم آل سعود، كما حذرت من فشل ولي العهد السعودي في تنفيذ “رؤية 2030” سيؤدي الى حالة من الغضب الشعبي ضده ولم يستبعد المركز اندلاع هبات جماهيرية مدنية احتجاجاً على تدهور الاوضاع الاقصادية في المملكة.
وجاء في الدراسة أن “ما يعزز فرص المس باستقرار نظام الحكم في الرياض، يتمثل في حقيقة أن مظاهر فشل بن سلمان على الصعيد الداخلي، تتزامن مع عجزه عن مواجهة التوسع الإيراني، وعدم قدرته على حسم الحرب المتواصلة في اليمن، التي باتت تهدد العمق السعودي، ناهيك عن المس بمكانة السعودية، جراء فشل الحملة على قطر”.
وهنا توقع الأمن القومي الاسرائيلي انهيار نظام آل سعود لعدة أسباب هي في حقيقتها معارك اسرائيلية تمثلت تلك الاسباب بفشل المملكة في مواجهة التدخل الإيراني وعجزه عن حسم الحرب المتواصلة في اليمن وكذا فشل اللمملكة في انجاح حملتها ضد قطر، وتلك هي في الحقيقة مخاوف اسرائيل، ونستطيع معرفة أن السعودية تخضو معارك بالنيابة عن إسرائيل لا أكثر ولا أقل.
الدراسة وضعت عدة سيناريوهات لتهاوي حكم آل سعود منها حدوث «انقلاب صامت»، يقوم به أحد الأجنحة في العائلة المالكة، أو انقلاب عسكري يمكن أن ينهي حكم العائلة، أو هبة جماهيرية عارمة، تقلص من قدرة الحكم في الرياض على السيطرة على الجغرافيا السعودية.
ولفتت دراسة الأمن القومي الاسرائيلي إلى أن «أكثر التداعيات خطورة لتهاوي استقرار نظام الحكم في الرياض، تتمثل في أن هذا السيناريو يمكن أن يفضي إلى وقوع السعودية تحت نظام حكم معاد، بشكل يسمح باستخدام منظومات السلاح المتقدمة التي تملكها الرياض ضد (إسرائيل)».
الخلاصة أن اسرائيل أبدت مخاوفها من تهاوي حكم آل سعود كون تل أبيب ستخسر العوائد التي تجنيها من شراكتها مع السعودية كقائد المحور العربي السني ضد إيران، وكونه سيتم إسدال الستار على رؤية الحل الاقليمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي تراهن عليه تل أبيب في تحقيق مصالحها، كما تخشى بشكل حقيقي وصول الشيعة الى سدة الحكم في المملكة السعودية كونهم سيحصلون على منظومات سلاح متطورة يمكنهم استخدامها فوراً ضد اسرائيل.