الشهيد يحب الله فوق كل شيء ويخاف من الله فوق كل شيء
مقتطفات من هدي القرآن | 31 يناير | مأرب برس :
هم عندما انطلقوا بإيمانهم بالله محبون لله, محبون لله, هذا الحب العظيم لله رب العالمين جعلهم يذوبون في الله, واندفاعهم في مواقفهم في جهادهم في تضحيتهم جعل عندهم استعداداً أن يفارقوا كل ما يحبون, كل ما يحبون, هم لهم مشاعر, الشهيد لديه مشاعر ولديه عواطف هو يحب أهله, هو يحب أصدقائه, هو يحب متعلقات حياته, لكنه يحبها في مستواها, أما حبه الأكبر والأعظم فهو لله العلي العظيم, يحب الله أكثر مما يحب أي شيء أخر, وحبه لله حبه الكبير لله سبحانه وتعالى جعل عنده الاستعداد أن يفارق كل ما يحب للوصول إلى الحبيب العظيم إلى الله سبحانه وتعالى.
وإلا وإلا الإنسان عندما يفوق ويغلب حبه لمتعلقات حياته من قرابة أو تجارة أو مسكن أو أي شيء أكثر من حبه لله يفوق حبه لله حينها يقيد بقيود الحب لمتعلقات هذه الحياة الدنيا, ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَكَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}(التوبة:24) والله لا يهدي القوم الفاسقين .
إن كان شيء من هذه المتعلقات متعلقات الحياة من قرابة أو مال أو مسكن أو تجارة أو أي شيء أحب إليك من الله أو رسوله والجهاد في سبيله فحينئذ أنت بعيد عن خط الإيمان، أنت من يمكن أن تقيد بهذه القيود في حبك ومشاعرك واندفاعك وتعلقك فترضخ للباطل، وتبتعد عن الله سبحانه وتعالى، معناه: أن عندك قصور كبير، ما الذي يدفعك إلى حب الأشياء الأخرى أكثر من الحب لله.
فالشهيد يحب الله فوق كل شيء ويخاف من الله فوق كل شيء، لو كان يخاف من الأخرين أكثر من خوفه من الله لكان خوفه منهم عائقاً كبيراً له عن التحرك في ميدان الجهاد ومواجهتهم، لكن الشهيد لخوفه العظيم من الله ذاب منه الخوف من الأخرين، فتحدى قوى الكفر والطغيان والنفاق والعمالة، ولم يبالِ بهم, ولم يكترث لجبروتهم أبداً.
والشهيد راغب إلى الله, متطلع للخير الذي وعد الله به عباده المؤمنين المجاهدين الجنة, رضوان الله الذي هو أكبر فوز وأعظم مغنم وأجل مكسب رضوان الله, الجنة بكلها واحدة من مظاهر رضوان الله سبحانه وتعالى.
والشهيد تحرك في ميدان الجهاد مصدقاً بوعد الله, واثقاً واثقاً كل الثقة ويدرك أن ما وعد الله به حقيقة, وأن وعد الله لا يتخلف ولا يتبدل ولا يتغير, وأنه مسار حقيقي نهايته المحتومة هي رضا الله سبحانه وتعالى والجنة.
الشهيد يدرك التأكيد الكبير لوعد الله العظيم للشهداء بالجنة, وهو وعد لم يؤكد أي وعد آخر في القرآن بمثل ما أكد الله عليه {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}(الأنفال:111) فلذلك الشهيد يستند إلى هذا الإيمان إلى هذه الروحية فيتحرك واثقاً بالله ومؤمناً بالله, ولديه نظرة حقيقية إلى واقع هذه الحياة, هو يدرك أن هذه الحياة الدنيا حياة مؤقتة مكتوب فيها الفناء لا أحد يبقى فيها, أو أنه لا أحد يرحل من هذه الحياة إلا الشهداء أما الباقون فخالدون؟ لا.
إذا جئنا لنحسب شهداءنا على مدى كل السنوات الماضية أكثر من أربعة ألاف شهيد، إئتي لتحسب كم عدد الذين ماتوا رغم أنوفهم على فراشهم في هذه السنوات، كم سيطلع؟ ملايين ملايين.
هل أنه لا يرحل من هذه الحياة ولا يفرقها إلا الشهيد، أما من انتبه لنفسه فلم يجاهد ولم يستشهد فسيبقى خالداً في هذه الحياة، ويبقى في حياة أبدية لا يفارقها هنا في الدنيا؟ لا.
إذا كنا قدمنا أربعة ألاف شهيد فالملايين ماتوا، ماتوا على فراشهم، مكتوب في هذه الحياة الدنيا الرحيل منها والفناء، هذا أمر محتوم مكتوب.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد:
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للشهيد
بتاريخ:13/جماد أول/1434هـ.