تل أبيب: حليفنا سيسقط.!
متابعات | 28 يناير | مأرب برس :
الوقت التحليلي :
عندما يجري الحديث عن دراسة فلا محل للتوقعات والتكهنات اذن، انما “دراسة” تعني نتاج عملية بحث وتنقيب طالت لمدة زمنية لا تقل عن أسابيع، كما أنها تخضع لمعطيات ومؤشرات علمية عملية، تعتمد في الغالب على معلومات دقيقة من عمق الحدث وتحديدا فريسة الدراسة.
تناقلت وكالات الانباء ما خلص اليه “مركز أبحاث الامن القومي” في جامعة “تل أبيب” بشأن مستقبل “محمد بن سلمان” ولي العهد السعودي، مؤكدا على أن الأخير واجه فشلا ذريعا في ملفات عدة أبرزها، عجزه عن مواجهة ايران في المنطقة، وسقوطه في مستنقع اليمن والحرب على الأطفال والنساء من المدنيين في هذا البلد، وخيبته في ملف قطر، ولعل أبرز ما ذكره تقرير مركز الأبحاث الصهيوني هو فشل المشروع الاقتصادي الاجتماعي السعودي بقيادة “بن سلمان” والذي أطلق عليه “رؤية 2030″، ولتفاقم الخلافات الحادة داخل العائلة المالكة وعدم تمكنه من احتواء الازمة بعد سلسلة قراراته الأخيرة، مما زاد من احتمالية اندلاع ثورة جماهيرية مدنية ساخنة احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية من جانب وتدنيس بلاد الحرمين دينيا واجتماعيا من جانب آخر.
ورسمت الدراسة سيناريوهات مظلمة أخرى لمستقبل نظام الحكم في الرياض، منها حدث انقلاب “صامت” برعاية المخالفين لسياسات “بن سلمان” من داخل العائلة المالكة، أو انقلاب عسكري يطيح بحكم العائلة، أو هبة جماهيرية عارمة.
ووفقا للدراسة، فأن تهاوي استقرار نظام الحكم السعودي، يفتح الباب أمام ولادة حكم معاد للكيان الصهيوني، مما يعزز استخدام منظمات السلاح المتقدمة التي تمتلكها الرياض ضد الكيان.
وخلاصة بحث جامعة “تل ابيب” هو أن أي من السيناريوهات قابلا للتحقق سيقضي على مصالح تل ابيب وستخسر العوائد التي جنتها من شراكتها مع الرياض كقائد للمحور العربي في مواجهة طهران.”
انتهت الدراسة، وهنا لغة التحليل تعلو، وبعد سلسلة النتائج التي خلص اليها مركز أبحاث الكيان الصهيوني، فأن ما يتجلى من الحالة الإسرائيلية هو أنها ما تزال قيد “رعب المصير” وتحديدا مخاوفهم من سقوط أشد حلفائهم وشركائهم في زعزعة أمن المنطقة واشعال فتيل أزماتها “بن سلمان” اليد الحديدية الاقتصادية التي اعتمدتها “تل أبيب” في تحقيق مآرب سياساتها الإقليمية وعلى وجه الخصوص بالضد من طهران ومحورها.
وكما يقول الفيلسوف الفرنسي “فولتير” (اذا أردت أن تعرف حقيقة الانسان فأعطه سلطة أو مال) واذا ما تمتع حكام الرياض “آل سعود” بالاثنين معا فكان يعوزهم عقل مدبر فاكتملت ثلاثية مثلث الشر بضلع “تل أبيب” التي استثمرت الفكر الوهابي في ولادة مجموعات إرهابية تكفيرية فاشية معادية للإنسان وللحضارة البشرية والاهم من كل هذا، مساعيها في تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف، بنشر التطرف الديني وإثارة المشاكل في العالم وخاصة الدول العربية والشرق الأوسط بالخفاء وحبك المؤامرات والاعتماد على أمريكا وغيرها من الدول الغربية.
الا أن سرعان ما انقلب الحال على ما كان عليه، فمنذ صعود الملك سلمان عرش المملكة وتسلم المدلل المراهق “محمد بن سلمان” بدأت الأمور تتدحرج نحو الهاوية، والحديث هنا لم يأت من عدو للمملكة ولا معارض أو خصم “لمحمد بن سلمان” أو للعائلة الحاكمة، انما من شريك وحليف استراتيجي طالت العلاقات بينهما لعقود في السر لكنها انكشفت على لسان أصحابها بثقة واعتزاز، واليوم تجد تل أبيب شريكها في قاع آمالها وتعري الواقع السعودي بصراحة تامة، مع أنها تدرك مدى ما ستلاقيه من ضربة موجعة ستقضي على حلم بقائها ناهيك عن حلم تمددها.!
ويرى آخرون ان تقرير “تل أبيب” المعلن له غايات مدروسة بدقة وعناية فائقة، فهو يأتي بعد أن باتت السعودية عارية الظهر غربيا، وتخلت عنها واشنطن وكل عواصم القرار العالمية ما ان امتصت ثرواتها الحالية ولسنوات قادمة، وتخلى عنها اخوتها العرب، وتنازل عن شراكتها حلفائها الإقليميين بفضل سياسة “بن سلمان”، والاهم من كل هذا هو انكشاف قناعها إزاء الشعوب العربية والإسلامية، فلم تعد الرياض ملبية لطموح الصهاينة، فلم تعد تملك المال ولا النفوذ، وعندها تجد “تل أبيب” الاستغناء عنها انقاذا لنفسها بدل أن تجرها في مستنقع الازمات والحروب وتجنبا لتلك المخاطر من أجل البقاء، لا يلعب اللوبي الصهيوني بورقة محروقة كالـ “الرياض” في حال باتت تهديدا شرسا لحياة “تل أبيب”.