سُلَّم القُدس .. للشاعر / معاذ الجنيد
أدب و شعر | 24 يناير | مأرب برس :
لِقِتالِكَ احتاجوا السلاحَ الأعظَمَا
واحتَجتَ في أعتى حُروبِكَ .. سُلَّمَا
حملوا عليكَ بوارِجاً ومدافِعاً
وحملتَ نفسكَ عاصِفاً ومُدَمْدِمَا
من قوة الله انفردتَ بقوةٍ
عظمى .. فلو دُستَ الحديدَ تثلَّمَا
من ينظُر الجبلَ الذي ناطَحتَهُ
ويراكَ .. ظَنَّكُمَا لَعَمْرُكَ توأما !
* * *
يتساءلُ البُرجُ الكسيرُ وقد هوى
أأتيتَ وحدكَ ؟ أم نزلتَ مُسَوَّمَا
بسلاحكَ الشخصيِّ تنسِفُ كُلَّ ما
جمعوا .. فُدِيتَ وأنتَ تنسِفُ كُلَّ مَا
كم صفقةٍ عَقدوا .. وذلكَ دأبهُمْ
أن يعقِدوا .. وتجيءُ كي تتسلَّمَا
تغزو و ( صرختُكَ ) اجتِياحٌ مُسبَقٌ
تأتي لتُنذِرَ بالعذابِ مُقدَّما
وتعُدُّ قتلاهُم .. فتُذهَلُ إذْ ترى
عَدَداً .. يفوقُ عِيَارَكَ المُستَخدَما
من لم يمُت بالنار .. ماتَ “فجيعةً”
لما رآكَ .. رأى القِيامةَ وارتمى
أعطاكَ ربُّكَ هيبةً علويةً
حاشاكَ لو جمعوا الورى أنْ تُهزَمَا
* * *
لم يشهد التاريخُ قبلكَ فارِساً
بهجومِهِ يرمي .. ويسبقُ ما رَمَى
أوَكُلَّمَا رَصَدَتْ طويلاتُ المَدَى
هدفاً .. رأتكَ بعُمقِهِ مُتقَدِّمَا !
أوْ كُلَّمَا اشتاقَتْ لقصفِ مُعسكرٍ
وجَدَتكَ فيهِ قد اقتحمتَ مُتَمِّمَا !!
لا لَومَ .. إنْ ( زِلزال ) صاحَ مُعاتِباً
وإليكَ جاءَ بـِ( قاهِرين ) مُحَكِّمَا
ماذا تركَتَ لهُ .. تُسابِقهُ إلى
أهدافِهِ .. لمْ يلقَ بعدكَ مَغْنَمَا
وإذا بدوتَ لهُ .. تبسَّمَ وانتخى
لما رآكَ لبطشهِ مُستَلهِما
كالماءِ أنتَ أمامَ كلِّ مُهِمَّةٍ
فإذا حضرتَ غدى السلاحُ تَيَمُّمَا
* * *
يا مُؤمناً يطوي المواقِعَ مثلما
تطوي الرياحُ العاصِفاتُ مُخيَّمَا
مُستهدِياً بهُدى النبيِّ وآلِهِ
و( عليُّ ) مِلءَ عُروقِهِ يجري دَمَا
مُستحضِراً بأسَ ( الحُسين ) وحامِلاً
سيفَ الفِقار .. مُوالِياً ومُعظِّما
ستظلُّ في كلِّ المعاركِ صاعِداً
تسمو .. فسُلَّمُكَ ارتِباطُكَ بالسَمَا
زلزَلتَ .. واستغفرتَ ربَّكَ خاشِعاً
وغرقتَ في تسبيحهِ مُتَرَنِّمَا
من أينَ يأتي الانهزامُ لفِتيةٍ
الله ألهمَهُمْ هُداهُ وعَلَّمَا
الله جنَّدهًمْ ورصَّ صفوفهم
وأعدَّهُمْ جيشاً لأمرٍ أُبرِمَا
* * *
يا سُلَّمَ ( القُدس ) الشريف .. برغم من
قطعوا الطريقَ إليه كي يتيتَّما
بخُطاكَ ( إسرائيلُ ) تنظُرُ موتَهَا
يدنو.. فيأكُلُها التخبُّطُ والعَمَى
جبروتُ أمريكا يخافُكَ صيحَةً
ونِفاقُ ( لندنَ ) يقتفيكَ مُخَصِّمَا
كلُّ الحِساباتِ التي يخشونها
لاحَتْ .. وأخفقَ من بمَحوَكَ نَجَّمَا
لو أدركوا اليمنيَّ في إيمانِهِ
لرأوهُ فوق الطائرات مُحَوِّمَا
الدهرُ أودعَ في يديكَ شئونَهُ
والمستحيلُ معَ خُطاكَ تأقلَمَا
لَغَّمتَ حتى الجوَّ _ حيثُ غُرورهُمْ
وجعلتهُ للطائرات جهنَّما
نَفَدَتْ ذخائرهُمْ على أطفالنا !
وسلاحُنا ( قصرَ اليمامة ) يَمَّمَا
الآن .. ودُّوا أنْ تعود حُدودهُم
وقطعتَ عهداً .. أنْ تُعِيدَ ( يَلَمْلَمَا )
فابعَث لـِ ( مكَّةَ ) أنَّ فتحكَ قادِمٌ
وبأنَّ وعدَ الله جاءَ ليُحسَما
وبأنَّ مثلكَ إن أرادَ مُهِمَّةً
أنهَى .. وغيرُكَ إن أرادَ توهَّمَا
فكتائبُ (بن البدر) حنَّ حنينُها
كُلُّ بـِ(مُلصِيِّ) الحروبِ توسَّمَا
من (فرعِنا) اليمنيِّ أقبلَ زحفُنا
و(الشُرفةُ) ابتسَمت لهُ وتبسَّما
جاءتكِ يا قِمَمَ (السُديس) جبالُنا
طوبى لمن جئنا .. فتابَ وأسلَما
وبِنَا يَرَى (الفوَّازُ) ما معنى اسمهُ
و ( القمعُ ) يفتَتِحُ الطريقَ المُبهَما
نبدُوا على (المخروق) يغدو وادِياً
ومُعسكرُ (الرجلاء) يُصبحُ مطعما
(السَدُّ) مشتاقٌ لضمِّ سيولنا
وقبائلُ (الوادي) تتوقُ تكرُّما
فهُناكَ (وائِلةٌ) و (يامُ) حِزامُنا
ما خابَ من بالفرقدين تحزَّما
( همدانُ ) فزعتُنا .. ومخزنُ بأسنا
حاشا لذاكَ البأس أن يتهشَّما
وإذا ( المدينةُ ) فتَّحت أبوابها
فالحجُّ من ( نجران ) بات مُحتَّما
* * *
يا من يُصلِّي زاحِفاً بسلاحهِ
حتى إذا أمسى بـِ( مكَّةَ ) .. سَلَّمَا
ناشدتُكَ احمِلني بصدركَ جُعبةً
إن شِئتَ .. أو خُذني فديتُكَ سُلَّمَا