أجانب ناجون من “التعذيب” بالإمارات يروون التفاصيل أمام الأمم المتحدة
متابعات | 22 يناير | مأرب برس :
روى رعايا أجانب، تفاصيل تعرضهم للتعذيب في الإمارات، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، وأشاروا إلى أن بلدانهم كان بإمكانها فعل المزيد لمساعدتهم، لكن دول مثل بريطانيا تستغل ورقة التعذيب في إبرام صفقات تجارية.
وتحدث المواطن الأمريكي «ناجي حمدان»، ومدير نادي ليدز يونايتد لكرة القدم السابق «ديفيد هاي»، إلى جانب الطبيب القطري «محمود الجيدة»، واللاجئ الفلسطيني «خالد محمد أحمد»، حيث قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب في دولة الإمارات، بحسب «ميدل إيست آي».
وتم سرد تفاصيل عن حالات اغتصاب وصعق بالكهرباء وحرمان من النوم، بتفاصيل دقيقة من قبل الرجال الأربعة، الذين اجتمعوا للمرة الأولى قبل أيام من فحص سجل حقوق الإنسان لدولة الإمارات بشكل دقيق في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
وانتقدت الأمم المتحدة سجل الإمارات في مجال حقوق الإنسان، مستشهدة بجرائم «مكافحة الإرهاب» الغامضة، التي تشهد عقوبات الإعدام وتشديد الرقابة واحتجاز نشطاء حقوق الإنسان، في تقرير صدر يوم الأربعاء.
وكان «حمدان» قد أُلقي القبض عليه من منزله في أبوظبي عام 2008، على يد عملاء من أجهزة المخابرات، وتم احتجازه في مكان مجهول؛ حيث تم احتجازه في غرفة تحت الأرض، وتم ربطه وضربه من قبل ضباط من أجهزة المخابرات ضربا مبرحا.
وقال «حمدان» إن الاستجوابات جرت على مدى 89 يوما، واستمرت أحيانا لمدة تصل إلى 13 ساعة في المرة الواحدة، وهو ما كان يحدث عادة في حين يكون مربوطا بكرسي كهربائي غير مريح.
وقال إنه كان – إن لم يتمكن من الرد على الأسئلة بشكل مرضي – يتعرض لتوجيه ضربات متكررة إلى الرأس، الأمر الذي يجعله يفقد الوعي.
وهدده المحققون بالقيام بأعمال انتقامية ضد زوجته إذا لم يمتثل لمزاعم ارتكابه لأعمال إرهابية، مما أجبره على التوقيع على وثائق تحتوي على معلومات واتهامات ملفقة.
وأضاف أن معذبيه قد أرعبوه، حيث قال: «لو كانوا أحضروا لي جثة، لكنت قد وقعت على أنني قتلتها».
وقال «حمدان» إنه لم يتلق الكثير من الدعم من الحكومة الأمريكية، باستثناء زيارات المستشار الأمريكي، موضحا أن «موقف الحكومة الأمريكية كان عديم الجدوى».
وقد ادعى محامون يعملون لدى الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أنه تعرض للتعذيب بالوكالة، بناء على طلب من السلطات الأمريكية.
وقال المواطن البريطاني «ديفيد هاي»، العضو المنتدب للنادي الإنجليزي لكرة القدم ليدز يونايتد، إنه سافر من المملكة المتحدة إلى دبي عام 2014، لحل نزاع تجاري مع مالكي النادي في دبي، عندما اتصلت به الشرطة وأخذوه رهن الاحتجاز.
وأضاف: «لم يكن لدي أي فكرة حول أن ما كان ينبغي أن يكون صفقة تجارية مباشرة سيدمر حياتي قريبا، لقد ظننت أنني ذاهب إلى دبي للقاء أصدقائي في الإمارات وحل النزاع معهم، لكن سجنت كجزء من فخ متعمد».
وقال «هاي» إنه تم إبلاغه من قبل خاطفيه: «إننا نقتل البريطانيين هنا»ن وتم تعريضه للكهرباء والاغتصاب، وانتهاكات خطيرة جدا، دخل على إثرها إلى المستشفى لمدة 7 أشهر بعد إطلاق سراحه.
وقد اتخذ منذ ذلك الحين إجراءات قانونية ضد دولة الإمارات، بما في ذلك تقديم شكاوى ضدها لدى شرطة العاصمة في لندن.
ولم تؤخذ قضيته – وأوضاع الآخرين بما فيهم البريطاني «أحمد زيدان» الذي لا يزال محتجزا من قبل الإمارات – على محمل الجد، بسبب الأولويات التجارية بين البلدين.
ويقول «هاي»: «بصفتي بريطانيا، أتوقع المزيد من بلدي، وبصفتي إنسانا، أتوقع المزيد من المجتمع الدولي، وما حدث لي قد أبلغت عنه للمحاكم الإنجليزية والإماراتية والأمم المتحدة ووزارة الخارجية البريطانية».
وقد وصف «هاي» ما يحدث بـأنه «يتعلق بالتجارة أكثر من التعذيب».
وستخضع دولة الإمارات لاستعراض دوري شامل، وهو إجراء من إجراءات الأمم المتحدة، ستدعو خلاله الدول الأعضاء الإمارات إلى المساءلة عن سجلها في مجال حقوق الإنسان.
وكانت الأمم المتحدة قد أشارت بالفعل لإساءة معاملة الإمارات للمعتقلين، كنقطة شائكة قبل المراجعة.
والإمارات العربية المتحدة من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب، لكن ناشطين قالوا لـ«ميدل إيست آي» إن الإمارات قد تستفيد من وجود مصر – الحليف المقرب – كعضو في الترويكا، وهي مجموعة من ثلاثة بلدان ستقوم بتجميع تقرير التوصيات الصادرة عن الدورة.
وفي كلمته في المؤتمر، قال «توبي كادمان» – المحامي الدولي لحقوق الإنسان – إنه يأمل في أن تقدم الدول – التي ستشهد المراجعة الدورية الشاملة – توصيات «لإصلاح نظام حقوق الإنسان بشكل أساسي».
وأضاف: «من المأمول أن نشهد بداية أفق جديد تنتهي فيه ثقافة الإفلات من العقاب والاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري».
لكن «كادمان» – الذي يمثل «هاي» – حذر من أن الدول تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان لصالح التجارة.
وقال: «لدى الحكومة البريطانية عدد من الاتفاقيات التجارية مع الإمارات، ومع الخروج الوشيك لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يعد تطوير التجارة مع تلك الدول أكثر أهمية من الدعوة للإصلاح».
المصدر | الخليج الجديد+ميدل إيست آي .