منسقة مشاريع أطباء بلاحدود تتحدث عن انهيار النظام الصحي في اليمن والآثار المدمرة للحصار السعودي
متابعات | 12 يناير | مأرب برس :
أجرت صحيفة “بروفيل” النمساوية حوارا مع برناديتا شوبر، منسقة مشاريع منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، تحدثت فيه عن الأزمة في اليمن والآثار المدمرة
للحصار السعودي.
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجراه إينيس هولتسمولر :
بروفيل: تدور حرب أهلية في اليمن منذ ثلاث سنوات. وأنت تتواجدين هناك منذ مارس 2017، فما هي التطورات التي لحظتيها؟
برناديتا شوبر: النظام الصحي في اليمن يتدهور بصورة مستمرة منذ العام 2015. ويرجع ذلك إلى عمليات الاقتتال من جهة ومن الجهة الأخرى لأن الكادر الطبي لم يعد يتسلم أي رواتب منذ عام. ومن أجل البقاء على قيد الحياة، أخذ الموظفين ينتقلون إلى المدن الكبرى أو يعملون في عيادات خاصة مُكلفة لا يقدر السكان العاديون على تحمل تكاليفها.
بروفيل: يعيق التحالف العسكري بقيادة السعودية الجارة لليمن منذ نوفمبر على منع وصول الواردات إلى اليمن، فما الذي أحدثه هذا الحصار المفروض؟
شوبر: يعتمد اليمن إلى حد كبير على الواردات، وقد تسبب الحصار في ارتفاع سريع للأسعار. وبسبب الزيادة في أسعار المواد الغذائية، نشهد الآن زيادة كبيرة في سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة.إذ لم يعد بمقدور العديد من العائلات سوى طهي وجبة واحدة في اليوم، وبعض العائلات لم تعد قادرة على الحصول على أي شيء تماما.
وقد لاحظ فريقنا أن الحصار قد أثر بصورة خاصة على أسعار الوقود، لأن الإمداد بالطاقة الكهربائية لم يعد ممكنا إلا عبر المولدات الكهربائية. كما لم يعد يتمكن سوى قليل جدا من المرضى من الوصول إلى المستشفى للعلاج لعدم تمكنهم من السفر بسبب غلاء الوقود. كما أنه بسبب غياب الوقود أصبح توريد الأدوية ونقل الكادر الطبي يزداد صعوبة وبطبيعة الحال سيؤدي ذلك إلى نفاذ إمداداتنا في نهاية المطاف.
بروفيل: في العام الماضي، شهدت اليمن أسوأ حالة تفشٍ لوباء الكوليرا، فهل ازداد الوضع سوءا هناك؟
شوبر: في فترة تواجدي هناك كان وضع تفش الوباء قد وصل إلى الوضع “المثالي” إن جاز التعبير. لكن الآن انتهى موسم الأمطار وبدأت حالات الإصابة بالتناقص. ولكن بسبب عدم توفر مياه الشرب النظيفة، فإننا نتوقع أن يعود الوباء للتفشي الخطير مرة أخرى. فحتى الآن، هناك مليون حالة إصابة بالوباء. وفي المستشفى التابع لنا وحده تمت معالجة 8 آلاف حال. والآن انتشر في اليمن مرض الدفتيريا الذي كان أول انتشار له في اليمن عام 1982. وهذا وحده يدل على مدى تراجع و تدهور القطاع الصحي.
ونحن نحاول توفير دعم مستقر للعاملين الطبيين المحليين وتعزيز المستشفيات حتى يكون هناك اكتفاء ذاتي. فعلى سبيل المثال، تم توفير إمدادات مياه خاصة بهم. كما أننا كثفنا عمليات التنقل إلى القرى الصغيرة لرصد آثار الحصار والاستجابة لتفشي الأمراض وتوفير الاحتياجات في الوقت المناسب ومنع انتشارها.
بروفيل: هل كان تسليط الأضواء على الأزمة اليمنية غير كافٍ من قبلنا؟
شوبر: في رأيي، تُعد الأزمة اليمنية واحدة من أكثر الأزمات التي تم تجاهلها في العالم. ويجب على المجتمع العالمي أن يتحمل المزيد من المسؤولية هنا، ولاسيما بالنظر إلى آثار هذه الحرب. فكلما طال أمد الحصار على البلد، أصبح السكان أكثر اعتمادا على إمدادات الإغاثة لأن الاقتصاد قد دُمر. وإذا لم يُسمح بالدخول إلى البلاد، ونقل الإمدادات إليه ستتعقد الأمور بشكل أكبر.
المصدر | الميدان .