تحالف العدوان ومشروع ” المسلخ الكبير “
مقالات | 25 ديسمبر | مأرب برس :
بقلم / عباس السيد :
اللقاء الذي جمع قيادة حزب الإصلاح بوليي العهد السعودي والإماراتي في الـ 14 من الشهر الجاري في الرياض، لا يزال يثير العديد من التساؤلات والتكهنات حول الهدف من الاجتماع ، وعن سر التغيير المفاجئ لدولة الإمارات في موقفها من حزب الإصلاح ، وعلاقة ذلك بغياب صالح عن المشهد السياسي في اليمن .
ولعل السبب في تعدد الأسئلة والتحليلات حول ذلك الاجتماع يعود إلى غبار التضليل الذي ينثره تحالف العدوان بقيادة السعودية على استراتيجيته وتكتيكاته منذ إعلانه ” عاصفة الحزم ” التي اختفت أهدافها الحقيقية تحت غبار استعادة ” الشرعية ” التي لا يزال البعض مخدوعين ، ينتظرون عودتها .
ومثلما يغطي العدوان استراتيجياته ، يغطي أيضا تكتيكاته باستمرار. ولذلك ،علينا أن ننفض غبار التضليل كي نحصل على صورة أوضح وتحليل أقرب للواقع .
فالخلاف السعودي الإماراتي ، الذي ينعكس ـ بحسب رؤية الكثيرين ـ في انقسام المكونات السياسية الموالية للعدوان ، وفي تعدد الفصائل المسلحة التي تنشط في المناطق الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان .. هذا التعدد والانقسامات ، هو غبار تضليل يتم نثره على تكتيكات سياسية وأمنية ميدانية يستخدمها العدوان لتحقيق أهداف محددة .
بمعنى أخر : السعودية والإمارات لا تريدان أن يكون لحزب الإصلاح وجود أو تأثير في المحافظات الجنوبية ” لأسباب تتعلق بخطة فصل الشمال عن الجنوب ” . لكن العلاقة التاريخية للسعودية بالإصلاح ، تمنعها من القيام أو المشاركة العلنية المباشرة بمهمة ” اجتثاث الإصلاح من الجنوب ” ، ولذلك أوكلت المهمة للإمارات .
الأمر أشبه بالراعي الذي يشعر بصعوبة قيامه بذبح خروفه الذي رباه سنوات ، فيوكل المهمة إلى جاره أو للجزار ، ولا بأس في أن يحصل الجار أو الجزار على قليل من اللحم أو شيء من مخلفات الذبيحة .
إذن ، كان اجتماع الرياض ، روتينيا ، بين أطراف تعرف بعضها جيدا ، وكل له دوره وغايته ومكانته . ليس هناك تغيير في موقف الإمارات من الإصلاح يستدعي المفاجأة ، فما تقوم به الإمارات في عدن والجنوب ضد الإصلاح ، يتم برضى وتنسيق مع السعودية التي تقود تحالف العدوان .
والسؤال الذي ينبغي لنا طرحه هنا ، هو عن موقف قيادة حزب الإصلاح التي حضرت الاجتماع ، وهل بإمكانها أن تضع شروطا .. كأن تطلب وقف التصفيات والمضايقات التي يتعرض لها كوادر الحزب وقياداته في الجنوب ، أم ستكتفي بتذكير الراعي والجزار بالحديث ” إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ” ؟. وهل ستخضع قيادة حزب الإصلاح لرغبة السعودية والإمارات بأن يكون الحزب شماليا ويتناسى الجنوب ؟!.
أما في ما يتعلق بأهداف الاجتماع ، فلنا أن نسأل : ما الذي يمكن مناقشته في اجتماع بين ” جزارين ورعاة ” غير العلف والتسمين والسعي لتحويل اليمن إلى مسلخ كبير!.
مشروع تحويل اليمن إلى مسلخ كبير ، فشل في الرابع من ديسمبر 2017م بإرادة إلهية ـ حسب ما يعتقده اليمنيون ، الذين يرون في الزعيم صالح مثل كبش إسماعيل ـ.
وفي حين نجا اليمنيون من فتنة ديسمبر ، يواصل تحالف العدوان غرقه في دماء اليمنيين التي يسفكها في مجازر مروعة شبه يومية منذ ثلاث سنوات . ومع ذلك، يبدو اليمنيون واثقين بانتصار دمائهم على سيوف الطغاة والمستكبرين كما انتصر دم الحسين ، وهذا ما يخشاه تحالف العدوان الذي تقوده السعودية .
ولذلك ، يحاول هذا التحالف إنقاذ نفسه من خلال مشروعه لتحويل اليمن إلى مسلخ كبير ، فيه يذبح اليمنيون بعضهم ذاتيا .
ومثلما فشل مشروع التحالف السابق ، ستفشل مشاريعه اللاحقة بفضل الله وبفضل يقظة وتضحيات الأبطال في الجيش واللجان الشعبية ، وعلى قيادة حزب الإصلاح أن تدرك أنها ستغرق في دماء اليمنيين ، ولن تجد لها تبة أو جبلا يعصمها من طوفان الدم ، إن هي تعاملت مع الوطن والشعب كمسلخ وخرفان .