ضربات روسيا في سورية وتطورات المشهد العراقي جعل أمريكا وتحالفها في وضع مربك ومحرج ومتناقض
مارب برس [الثلاثاء 19/يناير – كانون الثاني/2016م]-محمد فايع -المسيرة نت
من يتابع المشهد على الساحة السورية يجدان ما حققته انجازات الضربات الروسية التي قضت على نسبة كبيرة من الوجود التكفيري على ارض سوريا بل فيما مثلته من كشف لحقيقة دور التحالف الأمريكي مما جعل أمريكا وتحالفها في وضع مربك من جهة ومحرج ومتناقض من جهة أخرى وخاصة إمام تطورات المشهد العراقي والذي اضطر أمريكا بان تتعاطى مع انجازات الجيش العراقي والحشد الشعبي وعلى الرغم من دفعها لنظام اوردوغان للدخول العسكري الى الأراضي العراقية لمساندة مجاميع داعش في الأراضي العراقية بحجة محاربتها ومنع تمددها إلا أن تلك الخدعة لم تستطع ان تقف على قدميها وسرعان ما سقطت وحينما نتابع مسار الأحداث وتطوراتها اليوم سنخلص إلى نتيجة مفادها ان حالة من التراجع القلق والارتباك وحالة من التناقض هو ما أصبح تعيشه أمريكا وتحالفها. إمام نجاحات التحالف الروسي.وأمام تطورات المشهد العراقي وهذا ما سنحاول كشفه.من خلال تناولنا وعرضنا واستنطاقنا واستنتاجنا الأحداث التي بدأت بزيارة تركية للسعودية إلى تفجيران اسطنبول وتداعياتها إلى تفجيرات جاكرتا إلى الإعلان عن تحرك متزامن للتحالف الأمريكي يبدأ من إعلان عن انعقاد مؤتمر لدول أعضاء التحالف الأمريكي في باريس الأسبوع المقبل فقبل أيام وبالتزامن مع تفجيرات جاكرتا وفي نفس اليوم أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان أن أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيجتمعون في باريس الأسبوع المقبل لتعزيز جهود التصدي لداعش حسب زعمه، مضيفاً أنه من الواضح أن التنظيم يتراجع في العراق.وأشار لو دريان إلى أن بلاده قصفت ليل الخميس في الموصل مركز اتصالات ومركز دعاية لداعش. وأضاف زير الدفاع الفرنسي بان اجتماع التحالف الأسبوع المقبل سيكون من اجل وضع إستراتيجية جديدة لمكافحة تنظيم. داعش . إذا انحن اليوم إمام تحرك جديد للتحالف الأمريكي والذي ياتي بعد أيام من تفجير انتحاري ضرب اسطنبول في تركيا كما أتى متزامنا في نفس اليوم مع تفجيرات جاكرتا وهو بالطبع. تزامنا لم تأتي به الصدفة بل هو تزامن مدروس ويرتبط ارتباط عضويا بتفجيرات جاكرتا…بل أننا حينما نعود إلى الأحداث التي سبقت سنجد ان تفجيرات جاكرتا حدثت بعد يومين من تفجير اسطنبول وقبل تفجير اسطنبول بيومين تقريبا كان الرئيس التركي في زيارة للسعودية بدعوة من الملك السعودي أما حينما نتابع تداعيات ما بعد تفجيرات تركيا فسنجد بأنه على الرغم من إن المعلومات أكدت بان منفذ العملية سعودي إلا إن اوردوغان خرج ليقول بان منفذ العملية انتحاري سوري ويدروها سارعت السعودية إلى تأكيد تصريحات اردوغان وبالتالي فان ما سبق تفجيرات اسطنبول مرورا بتداعياتها وصولا إلى الإعلان عن إقدام نظام اوردوغان على اعتقال ثلاثة من الرعايا الروس في تركيا بدت كحلقات متسلسلة ومترابطة كل منها مرتبط ببعض وفي النتيجة نجد أنها أفصحت بان وجهتها ومن البداية التحالف الروسي السوري الأمر الذي يكشف عن تخبط وقلق مبعثه نجاحات إستراتيجية التحالف الروسي المميتة لفيروسات داعش وخاصة الخوف من إمكانية انتقال الضربات الروسية إلى الفتك بخلايا وأوكار داعش على ارض العراق . وبالعودة إلى إعلان وزير الدفاع الفرنسي نجد انه قال بان داعش تتراجع في العراق. لكنه أكد أن الاجتماع لدول تحالف أمريكا هو من اجل وضع إستراتيجية جديدة للحرب على داعش حسب زعمه الأمر الذي يفرض تساؤلا مفاده ما هي حاجة التحالف الأمريكي إلى الإستراتيجية الجديدة فطالما وإستراتيجية الحرب على داعش المعمول بها في العراق تحقق نجاحا. بدليل أن داعش تتراجع في العراق الأمر الذي يكشف بان التحالف الأمريكي يبحث عن إستراتيجية أخرى بمعنى أن نجاحات ضربات التحالف الروسي في سوريا المميتة لفيروسات التكفير كما أن ما حققه الجيش العراقي من انجازات ضد التكفير على ارض العراق قد اسقط الأمريكان وتحالفهم في الكثير من التناقضات والإحراجات ويكاد يأتي على ما تبقى لأمريكا من تبرير وذرائع سياسية او أمنية او عسكرية حتى في العراق وهو ما جعل أمريكا وتحالفها يتحركون ويبحثون عن إستراتيجية جديدة للحفاظ على ما تبقى من داعش في إطراف سوريا وعلى ارض العراق وليس من اجل القضاء على داعش كما يزعمون. ومما سبق نخلص بان ما أعلن عنه وزير الدفاع الفرنسي من إستراتجية جديدة ليست سوى استراتيجبة مبعثها الخوف من أن تصل ضربات الدب الروسي الى أوكار وخلايا التكفير الداعشي على ارض العراق كيف لا وداعش وأخواتها تمثل قاعدة تبريرية لاستمرارية مشروع أمريكا وتحالفها الغربي ألتأمري ألتمزيقي للمنطقة والعالم الإسلامي كما تعتبر وسيلة الخداع والابتزاز الأمريكي الغربي لأغلب أنظمة الإعراب كما تمثل قاعدة الذرايع والشر عنة للتدخلات الأمريكية الغربية في شئون بلدان المنطقة والعالم كما ان داعش وأخواتها أيضا جسر السيطرة والتواجد الأمريكي العسكري في المنطقة ورأس حربة أمريكا والغرب التي يستخدمونها لضرب امن واستقرار المنطقة والعالم الإسلامي ولإدخال المنطقة والعالم الإسلامي في أتون أزمات تصرف الأمة عن قضيتها الأولى القضية الفلسطينية مما يفسح المجال أمام كيان العدو الإسرائيلي لضرب ما تبقى من صمود فلسطيني . ولقد عمل صناع التكفير القاعدي الداعشي على تحويل صناعة التكفير والتفجير الى قاعدة لخلق صراع اشمل واكبر في المنطقة والى وسيلة لخلق تحالفات فتحت في الآونة الأخيرة المجال وهيئت المناخان للعدو الإسرائيلي بان يصبح حليفا كامل الصلاحية للسعودية وليس أخرها أن يفتح له قنصلية في الإمارات ذلك أيها السادة هو سر حرص التحالف الأمريكي الصهيو غربي على بقاء وتكاثر فيروسات التكفير والتفجير والتدمير الداعشي القاعدي وأخواتهما في المنطقة . إن أي إستراتجية للتحالف الأمريكي ترفع شعار الحرب على مسمى داعش وأخواتها فليست سوى إستراتجية لتقديم المزيد من الدعم والتمكين والانتشار لفيروسات داعش وأخواتها وبالتالي المزيد من السيطرة والنفوذ الأمريكي الغربي والتغلغل الإسرائيلي في المنطقة. ولا شك بان أمريكا وتحالفها ان تمكنوا فلن يقتصروا استخدام التكفير والتفجير على مستوى المنطقة بل يسعون الى استخدام ذلك سلاحا لضرب مصالح قوى عالمية وعلى رأسها روسيا والصين ويرى مراقبون ان التحرك الروسي لضرب داعش في سوريا قطع الطريق على الكثير من الأهداف الأمريكية تلك مؤكدين ان الضربات الروسية قد فضحت ثم خنقت دور التحالف الأمريكي في سوريا وان اي تحركات أو رسائل أو هيلمة إعلامية او مناورات تسعى أمريكا وتحالفها الى القيام بها ليس لها اثر ولا يمكن أن ترفع عن التحالف الأمريكي حقيقة الخوف والقلق من توسع الضربات الروسية المميتة لداعش . الخلاصة بان تحركات التحالف الأمريكي تحركا مبعثه الخوف من توسع الضربات الروسية المميتة لداعش الفاضحة لأمريكا وحلفائها من ان تشمل العراق أيضا كما أن أمربكا وتحالفها أيضا يسعون في نفس الوقت إلى إيقاف أي انجازات جديدة للجيش العراقي ضد داعش حيث ستعمل أمريكا وحلفائها عبر عملائها على إبقاء أوضاع العراق بالشكل الذي يخدم بقاء داعش قوية على ارض العراق ويرى متابعون بان أمريكا وتحالفها قد تعمل على ضرب الوجود الروسي ومحاصرته فسيعملون مخا براتيا على تنفيذ أعمال تستهدف مصالح تحالف روسيا في المنطقة إلا أن الكثير من المراقبين يؤكدون بان وضع التحالف الأمريكي وضعا دفاعيا وبالتالي فان التحالف الأمريكي أصبح اليوم غير قادر على الجمع بين الكثير من المتناقضات التي أسقطه في مستنقعها نجاح الضربات الروسية وتطورات المشهد العراقي ويضيف مراقبون بأن هذه التحركات الأمريكية وتطوراتها لا يمكن أن تخفى على مخابرات الدب الروسي التي فضحت حقيقة داعش وأميرها في وقت مبكر ولا شك أن روسيا تعرف تفاصيل هامة وخطيرة عن الصناعة الأمريكية الصهيونية السعودية التركية لداعش ومن المتوقع أن روسيا ستفتح قريبا في هذا الجانب ملفات ستفاجئ الجميع بها هذا فضلا من امتلاك روسيا الكثير من ألأوراق ألتصعيديه السياسية والاقتصادية والعسكرية والمخابراتية ويصفها البعض بأنها أوراق قاتلة ومميتة لتلك الإستراتيجية الأمريكية برمتها مؤكدين بان اليد الروسية التي أتت على أوكار وقواعد داعش وأخواتها في سوريا وكشفت بضرباتها سوءة التحالف الأمريكي قادرة أيضا على القضاء على أوكار وقواعد دواعش التحالف الأمريكي خارج سورية وخاصة في العراق ..وهنا يلفت العديد من الخبراء الاستراتيجيين إلى أن توسع الضربات الروسية إلى العراق تعتبر من أهم الأوراق التي باتت تؤرق أمريكا وحلفائها لماذا ؟لان العراق هي آخر معقل رئسي لما يسمى داعش وبالتالي فان الضربات الروسية المميتة لتلك الفيروسات والمدمرة لخلاياها أوكارها ستقضي بقضائها على داعش على ما تبقى لأمريكا وحلفائها من مشروع تآمري في المنطقة والعالم الإسلامي وحتى على مستوى القارة الآسيوية والإفريقية ويؤكد مراقبون بان الاستهداف الروسي لداعش على ارض العراق بات متوقعا كون تداعيات الأحداث وتصعيداتها في سوريا ترتبط أيضا بوجود داعش في العراق الأمر الذي قد يدعوا إلى ضرورة توسع الضربات لتشمل خلايا وأوكار داعش على ارض العراق وأظهرت استبيانات داخل العراف للمعرفة نظرة العراقيين وتقييمهم للدور الأمريكي في الحرب على داعش في العراق وكان مما أكدته النتائج بأن الكثير من العراقيين سواء على مستوى الحكومة والجيش والقيادات الشعبية لا يطمئنون الى صدق أمريكا وتحالفها في القضاء على داعش وفي تفسيراتهم وأرائهم بان مباركة أمريكا وحلفائها لانتصارات الجيش لعراقي الأخيرة في الرمادي مجرد مباركة تضليلية ومؤقتة ولن تستمر وفي تعليقاتهم أظهرت الاستبيانات بان لكثير يرجع مساهمة التحالف الأمريكي بسبب الخوف الأمريكي من استقدام العراقيين للضربات الروسية ضد داعش مؤكدين بان الأمريكان اضطروا بان يباركوا وربما قد يسهموا وحلفائهم في ضرب بعض أوكار داعش من اجل أن يوصلوا العراقيين إلى قناعة بأنهم أصبحوا في غنى عن استقدام أي تجربة أو الاستعانة بأي طرف في القضاء على داعش وخاصة روسيا إلا أن كل مساعي أمريكا وإسهاماتها لم تتغير من نظرة العراقيين إلى الدور الأمريكي غير صادق و ان المباركة الأمريكية لما حققه الجيش والحشد الشعبي العراقي مؤخرا مجرد مباركة مرحلية اضطرارية ثم لا يلبث العراقيون حتى يسمعوا ويفاجئوا بعودة أوسع وافتك وأسرع انتشارا لفيروسات داعش وأخواتها وبرعاية ومباركة ودعم وإنعاش أمريكي سعودي صهيوني من هنا يرى المراقبون بان تلك النظرة العراقية المتوجسة والحذرة والغير مطمئنة إلى صدق أمريكا وحلفائها تمثل أرضية خصبة لقدوم ضربات روسية مميتة لداعش ومدمرة لأوكارها على ارض العراق.