صحيفة المسيرة تواصل نشر وثائق ومخططات مليشيات الخيانة
متابعات | 21 ديسمبر | مأرب برس :
إبراهيم السراجي ’’المسيرة’’ :
وفقًا للوثائق الرئيسية لمُخَطّط مليشيات الفتنة التي كشفت عنها وزارةُ الداخلية بعد العثور عليها في أوكار قيادات تلك المليشيات وعرضت في وسائل الإعلام الرسمية والخَاصَّــة، كانت هناك إشارةٌ إلى أن تلك القيادات وضعت طريقتين رئيسيتين للتواصل، الأولى عبر إرسال الرسل لنقل الرسائل شفويًّا، أَوْ عبر البريد الالكتروني، وتجنب الاتصالات الهاتفية والرسائل الورقية خشية وقوعها في يد طرف آخر أَوْ رصدها من قبل أجهزة الدولة، إلا أن الفوضى وعدمَ التنظيم النموذجي حال دون تطبيق ذلك بشكل رئيسي.
صحيفةُ المسيرة ضمن وسائل الإعلام اليمنية التي حصلت على جُملة من الوثائق الخَاصَّــة بمُخَطّطات مليشيات الفتنة والتخريب، والتي وضعت للدراسة والتدقيق لتوضيح ما حدث وأسباب ذلك السقوط المدوي الذي مثّل أكبر صفعة لقوى العدوان، ومن بين تلك الوثائق ما يتعلق بمقترحات القيادات المتوسطة للقيادات العليا تتعلق بوضع آلية للتحَـرّك في أمانة العاصمة ومناطق القبائل في طوق العاصمة والمحافظات تحت غطاء “معسكر الشهيد الملصي”، والغرض بوضوح هو التغلغل في الحارات والقرى والقُبُل؛ للنيل من أَنْصَـار الله وتقديم رسائلَ لقوى العدوان تُظهِرُ حجمَ حضورهم وإمكانية الرهان عليهم.
وفي الوثائق الأخرى تبدأ برسالة يوجِّهُها رئيسُ ما يسمى “التكتل الشبابي” إسماعيل أبو الرجال إلى زعيم مليشيات الخيانة تطلعه على كشوفات بأسماء 308 أشخاص من أبناء قبائل طوق العاصمة تم استقطابُهم للتدريب تحت غطاء معسكر الشهيد الملصي، وبعد ذلك يتولّى من يسمى “المشرف العام” وهو محمد محمد عبدالله صالح، الإشرافَ على العملية والتمويل الذي يصل -بحسب الوثائق- إلى عشرات الملايين.
وقبل عرض مضامين تلك الوثيقة الأولى يمكن التطرُّق لعدة ملاحظات إجمالية عن الواقع الذي عاشته تلك المليشيات، ومنها عدم وجود تنظيم نموذجي بسبب تطلع العناصر بشكل رئيسي إلى الحصول على الأموال، وكذلك وجود شكوك كبيرة بعدم استجابة قيادات المؤتمر لتلك التحَـرّكات أَوْ المشايخ المحسوبين على المؤتمر، بالإضَافَة لملاحظة هامة تتعلق بوجود ضغط كبير من قبل قوى العدوان على تلك المليشيات للبدء بتنفيذ المُخَطّط رغم أنها لم تكن قد وصلت للجاهزية الكاملة.
الوثيقة تعود لما قبل نحو 40 يومًا أَوْ أكثر من بدء تنفيذ المُخَطّط، ولوحظ ذلك من خلال التوجيه المكتوب عليها طلبًا للإفادة في 7 نوفمبر الماضي؛ باعتبار أن الوثيقةَ التي هي عبارة تقرير عن بعض الأعمال والمقترحات تمت صياغتها قبل أيام من استلامها من قبل المختص واطلاعه عليها ومن ثم التوجيه بها لمن سُمِّيَ “قائد المجموعة الثانية”.
رئيسُ ما يسمى التكتل الشبابي، الذي رفع التقرير إلى المشرف العام محمد محمد عبدالله صالح، أراد أن يوضحَ له الصورةَ حول “اجتماعات مع رؤساء المربعات في أمانة العاصمة ومناطق قبائل الطوق الأمني للعاصمة والمحافظات”؛ بهدف ما يصفه “الحفاظ على الشباب بتوحيد الصف وفاءً للأب الزعيم علي عبدالله صالح”.
وفي الاجتماع وفقًا للوثيقة تم الاتفاق على “إقامة وقفات احتجاجية يقومُ بها شبابُ القبائل، حيث تقوم كُلّ قبيلة بإرسال أبنائها للمشاركة في الوقفات لترى قوى التحالف وأتباعها حجم المشاركة وتكون أول رسالة قوية للطرف الثاني”، وهُنا يقصدُ بالطرف الثاني الذي هو أَنْصَـار الله، وَعندما “يرون كُلّ يوم تقوم قبيلة بعمل وقفة احتجاجية في مقدمتها مشايخ وأعيان القبل وجمع بأطقم قتالية على شكل دائري، وبهذا سنخضع المتنصّرين من كُلّ القبل” ومرة أخرى يقصد بـ “المتنصرين” القبائل والمشايخ المنتمية لأَنْصَـار الله.
في نقطة أخرى من الوثيقة تواصِلُ تلك المليشياتُ وضْعَ أَنْصَـار الله وهم يواجهون العدوان هدفًا للنيل منهم، حيث تقول إنه “سيتم عملُ مراكز في كُلّ قبيلة كفروع لمعسكر الشهيد الملصي، وهكذا يكون هناك تصريح رسمي للمشايخ بأنهم سيرسلون أبناءهم لتلك المراكز”، ويضيف بشكل صريح الهدف من ذلك بقوله “الغرض زعزعة الطرف الثاني وإخضاعه في العاصمة صنعاء وضواحيها وفي المحافظات”، ومرة أخرى يقصد بالطرف الثاني أَنْصَـار الله.
وكما يظهرُ في الوثيقة أن صاحبَ التقرير والمقترحات هو المسؤول عما يسمى “التكتل الشبابي” الذي يضع عدة ملاحظات تظهِرُ دائماً الحرصَ على الحصول على المال، حيث يقترح أن يتم “بث إعلان في قناة اليمن اليوم يدعو لدعم معسكر الشهيد الملصي في المحافظات لأجل استقطاب الشباب واستقطاب الدعم المادي من التجار ورجال الأعمال من المؤتمر”.
ويطلب أَيْضاً أن يتم توزيعُ تعميم على كُلّ قيادات المؤتمر لدعم معسكر الشهيد الملصي لإرسال الشباب للتدريب في المعسكر، ويوضح أن “الغرض أن نتوصلَ لرؤية واضحة عن أي شخص محايد من المؤتمر أَوْ يكون مدسوساً أَوْ يدعم أَنْصَـار الله”، وهنا يظهر عدم الثقة بقيادات المؤتمر، سواء في ولائها للمؤتمر أَوْ في قبولها الانخراط في تلك المؤامرة.
ويقترِحُ أن يكونَ هناك تواجُدٌ لتلك المليشيات “في كُلّ قرية باسم المركز التدريبي لمعسكر الملصي والنزول في كُلّ القرى والعزل والقبل باسم المركز لاستقطاب الشباب باسم دعم الجبهات ويكون لدينا شباب قادرين على الاقناع باسم الميثاق الوطني”. هذه النقطة بالذات تكشف فشَلَ المليشيات في استقطاب المؤتمريين للانخراط في المؤامرة وبالتالي لجأوا أحيانًا لخداع المؤتمريين المناهضين للعدوان، الذين يعرفون أنهم سيرفُضُون المؤامرة، بأن الاستقطاب سيكونُ للجبهات، وهو ما يتأكد في النقطة الأخرى التي تقول بأن يكون النزول للقرى والعُزَل والقُبُل مترافقًا مع نزول مجاميع “ترصد تحَـرّكاتهم ومخازن أسلحتهم ورصد قيادات الطرف الثاني”، وهذه عمليةٌ استخباراتيةٌ تهدفُ بشكل واضح لرصد تحَـرّكات اللجان الشعبية ومخازن الأسلحة ورصد قيادات أَنْصَـار الله الذين يصفونهم بـ “الطرف الثاني”.
في الجانب الأمني تقترحُ الوثيقة إنزالَ مجاميع من القرى والعزل والقبل ونصب نقاط تفتيش لتقييد دخول وخروج اللجان الشعبية وقيادات أَنْصَـار الله، كما يؤكد الهدف الرئيسي من ذلك أن “يكون لنا يد إذا حصل خلافٌ بيننا وبينهم نقوم بقطع الطرق”، بالإضَافَة للتعاون مع أبناء القبائل لرصد أسماء “المشرفين وأماكن سكنهم”، ويقصد بالمشرفين قيادات ومسؤولي أَنْصَـار الله في القرى والعزل والمديريات.
ويختم صاحب الوثيقة مقترحاته بقوله “نرى أن يكون لدينا شباب إذا حصل خلاف معهم (اللجان الشعبية وأَنْصَـار الله) يقومون بالتمركز على مداخل القبل وأمانة العاصمة ومداخل الحارات فيها”.
وبالأخير يوجِّهُ المسؤولُ الذي استلم المقترحات لقائد المجموعة الثانية للإفادة أكثر حول ذلك ويوقّع بتأريخ 7 نوفمبر الماضي، وهو ما يؤكد أن قرارَ تنفيذ المُخَطّط في الثاني من ديسمبر الجاري كان تحت ضغطٍ من قوى العدوان، حيث يظهر أن تلك المليشيات لم تكُنْ قد وصلت للجاهزية الكاملة، حيث يصعب تطبيق تلك المقترحات خلال الفترة الوجيزة.
- زعيم المليشيات يمول عمليات التدريب
من بين ما حصلت عليه صحيفة المسيرة من وثائق عثرت عليها ال أجهزة الأمنية في أوكار مليشيات الخيانة وزعيمها، مِلَفٌّ متكاملٌ يتعلق بتدريب 308 أشخاص من أبناء مديريات طوق صنعاء تحت غطاء “معسكر الشهيد الملصي” وبأهداف معلنة في الوثائق بأن الغرض منها النيل من الجيش والأمن واللجان الشعبية وأَنْصَـار الله.
وفي البدء يرفعُ رئيسُ ما يسمى “التكتل الشبابي” وهو المدعو “إسماعيل أبو الرجال” مذكرةً تنص على “فخامة الأب المناضل الزعيم علي عبدالله صالح، نرفع إليكم بهذه المذكرة بأسماء الدورة الثانية من بعض القبائل المحيطة على طوق صنعاء، دورات تدريبية وتأهيلية لعدد 308 مقاتل. تم الرفع حسب النظام”.
ضمن مرفقات المذكرة أسماء الذين تم تسجيلُهم في الدورة بينهم 98 من العسكريين تتفاوت رُتَبُهم العسكرية من رتبة مقدم إلى جندي، وينتمون في معظمهم إلى مديريات سنحان وبني مطر والحيمة.
بعد ذلك وضمن ملف الدورة التدريبية تأتي الموازنةُ المالية لتنفيذِ الدورة التي تستمرُّ لمدة شهر ويصرف عليها بمعدل أكثر من مليون ريال يوميًّا تُصرَفُ من قبل زعيم المليشيات الذي كان يتظاهَرُ بأنه ضد العدوان ويشترطُ في خطابه الذي ألقاه في ميدان السبعين بتأريخ 24 أغسطس صرْفَ المرتبات وصرف أسلحة؛ كي يتم الدفع بالشباب لمواجهة العدوان في ما كان في ذلك الوقت يموّل تلك الدورات التدريبية بعشرات الملايين كمصروفات يومية للأهداف التي تكشفها هذه الوثائق.
ووضع رئيسُ ما يسمى التكتل الشباب الموازنةَ التقديريةَ لتدريب أولئك المقاتلين لمدة شهر، بمبلغ قدره 31.060.000 واحد وثلاثون مليوناً وستون ألف ريال نظير تدريب 300 مقاتل، فيما الكشوفات تشير إلى 308 مقاتلين، ما يعني أن الميزانية وُضعت بفائض كبير وليست هناك خشية من تعثرهم في تمويل عملية تدريب الـ8 مقاتلين الباقين.
وفي تفصيل الموازنة وضع مبلغ 57000 سبعة وخمسين ألف ريال كتغذية لكل فرد لمدة شهر بإجمالي 17 مليون ريال ومائة ألف كتغذية لكل المقاتلين في الدورة، أما المدربون وعددهم 30 مدربًا فيحصل كُلُّ واحد منهم على 3000 ريال يوميًّا كتغذية بإجمالي 2.700.000 مليونين وسبعمائة ألف ريال شهريًا.
أما الملابسُ فقدرت قيمتها بمبلغ 9700 ريال للفرد الواحد وبإجمالي 2.910.000 مليونين وتسعمائة وعشرة آلاف ريال، بالإضافة إلى قيمة خيام وفرش للمقاتلين بقيمة 4.500.000 أربعة ملايين وخمسمائة ألف.
مصروفاتٌ أخرى لتجهيزِ مقرات التدريب، منها 4 مولدات كهرباء بقيمة 1600.000 مليون ستمائة ألف ريال، وإيجار مقرات فرعية للتدريب بمبلغ 800.000 ثمانمائة ألف ريال، وقرطاسية بقيمة 400.000 أربعمائة ألف ريال، وتكاليف تجميع 300 مقاتل بمبلغ 300.000 ثلاثمائة ألف ريال، وقيمة مشتقات نفطية بمبلغ 750.000 سبعمائة وخمسين ألف ريال، أي أن إجمالي المصروفات الأخرى هو 3.850.000 ثلاثة ملايين وثمانمائة وخمسون ألف ريال.
بعدَ تقدير وتفصيل الموازنة لعملية التدريب يأتي الدورُ على المدعو طارق محمد عبدالله صالح الذي يتولى الموافقةَ على صرف ذلك المبلغ المخصَّص للتدريب باسم معسكرات تدريب الشهيد الملصي الذي توضّح الوثائقُ الأولى في هذا التقرير ما كان الغرَضُ منه وأهدافُه وتم استخدامُ الاسم كغطاء للتحرك في أوساط الناس وشعار مواجَهة العدوان للتضليل أمام قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية.