السعودي يناور بأدوات جديدة ..ماذا عن مشروع تفكيك واستنزاف جبهة صمود الداخل اليمني !؟
مقالات | 20 ديسمبر | مأرب برس :
بقلم/ هشام الهبيشان – كاتب من الأردن :
ها هي الحرب السعودية على اليمن تقارب على نهاية عامها الثالث ، دون تحقيق أي من نتائجها ، سوى تسليم أجزاء واسعة من الجنوب واجزاء من الشمال اليمني لـ”لقاعدة” و “حزب الاصلاح الاخواني ” ، أن ما جرى باليمن خلال هذا العام الذي أوشك على نهايته يؤكد أن هناك أنماطا عدة واهدافا خبيثة وحربا شعواء تشنها السعودية وبعض من يدعمها بحربها على اليمن ، فاليوم هناك معلومات موثقة تقول إن السعوديين ومعهم الاماراتيين قد قرروا توفير غطاء سياسي وعسكري ومالي للجماعات السلفية وحزب الاصلاح الاخواني ليكونوا رأس حربه من جديد للعدوان على اليمن بعد فشل مجموعة خيارات وأدوات زج بها السعودي في اليمن وفشلت، فاليوم هناك معلومات شبه مؤكدة تشير إلى أن هناك ما بين 23 إلى 27 الف مسلح يستعد السعودي ومن معه لمزجهم في كيان واحد تحت عنوان توحيد “المجاميع السلفية ومجاميع الاصلاح” ،و تفيد المعلومات عينها ، بأن هناك مخططاً ما تحضره بعض قوى العدوان يستهدف إدخال الدولة اليمنية بكل أركانها بحرب استنزاف طويلة عن طريق الزج بآلاف المسلحين السلفيين ومجاميع الاصلاح إلى ساحات المعارك، وهؤلاء بمعظمهم هم عبارة عن أدوات في يد أجهزة استخبارات الدول الشريكة في الحرب على اليمن.
وهنا لا يمكن مطلقاً أنكار حقيقة إن أدوات الحرب الجديدة القديمة المذكورة اعلاه هدفها الابرز هو إسقاط اليمن في الفوضى العارمة..ولكن ومع كل هذه التطورات مازال واضحاً أن اليمنيين يملكون من الصمود جولات و جولات ، وما يدلل على كل ذلك هو صمود اليمنيين بشمال اليمن ..ومع استمرار فصول الصمود اليمني أمام موجات الزحف المسلح بمحيط العاصمة “صنعاء ” ، و انكسار معظم هذه الموجات سابقاً على مشارف مدينتي تعز و الحديدة ، فاليوم تسعى الدول الشريكة في الحرب على اليمن إلى الانتقال إلى حرب الاستنزاف لكل موارد وقطاعات انصار الله والجيش اليمني وحلفائه في محاولة أخيرة لإسقاطهم.
ورغم حجم الدمار الذي أفرزته حرب الاستنزاف ، ما زال انصار الله والجيش اليمني وحلفائه ممثلين بالقوى الوطنية ، قادرين على أن يبرهنوا للجميع أنهم قادرون على الصمود ، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش اليمني وحلفاؤه “أنصار الله” ، والتي انعكست مؤخرا بظهور حالة واسعة من التشرذم لما يسمى “أنصار هادي” و”المجاميع السلفية ومجاميع الاصلاح ” و “القاعدة“ ، بمناطق واسعة بشمال وشمال غرب وشمال جنوب اليمن .
ومن هنا نستطيع أن نقرأ ومن خلال ما جرى مؤخراً في العاصمة “صنعاء” ومقتل الرئيس صالح ، أن الأدوار والخطط المرسومة، في شن الحرب على اليمن، قد تغيرت وآخر الخطط التي ما زالت تعمل بفعالية نوعاً ما حتى الآن على الأرض هي محاولة تفكيك الحلف الاستراتيجي بين الجيش اليمني وحلفائه انصار الله ،ولكن إذا استطاعت القوى الوطنية اليمنية “مرحليا” أن تصمد وبقوة كما صمدت أمام خطط سابقة ، فان إستراتيجية اضعاف واسقاط الجيش اليمني وحلفائه انصار ستفشل ، و السبب أن خطة الاستنزاف والتفكيك للجبهة للداخلية التي تنتهجها أطراف العدوان على اليمن لها أمد معين وستنتهي بانتهاء مدة صلاحيتها، وبذلك تكون اليمن الدولة أمام آخر خطط الحرب المباشرة عليها .
ختاماً .. ان ما جرى في العاصمة صنعاء يحتم على القوى الوطنية اليمنية وبكل أركانها ، تمتين الجبهة الداخلية أكثر وأكثر، حتى وإن كان ذلك على حساب تنازلات مجتمعية ومصالحات وطنية كبرى وعقلانية تقوم بها هذه القوى الوطنية، للتخفيف من وطأة وآثار هذه الحرب على البنية المجتمعية الداخلية باليمن ، وإن نجحت في ذلك واستطاعت تجذير وبناء تحالفات جديدة مع قوى مجتمعية وسياسية في الداخل اليمني، من خلال تنازلات عقلانية ومهيكلة تقدم لهذه القوى ، فانها ستكون بلا شك قد قطعت شوطاً كبيراً في مشروع الانتصار الأكبر على حلف دولي كان وما زال يطمح إلى إسقاط الدولة اليمنية بكل أركانها ..وأقول لمن يحتفلون بالاحاديث عن تفكك جبهة الصمود والتصدي اليمنية ولمن يحتفلون بأنتصارات إعلامية بمحيط العاصمة صنعاء : لا تتسرعوا ، وانتظروا خواتيم المعركة ، فالحرب سجال صولات وجولات ولننتظر خواتيمها .