محلل سياسي إسرائيلي: غراميات الرياض وتل أبيب تخرج للعلن
متابعات | 23 نوفمبر | مأرب برس :
قال المحلل السياسي والمعلق الإسرائيلي، «بن كاسبيت» إن المقابلة الصحفية التي أجراها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي «غادي إيزنكوت» مع موقع إيلاف السعودي تبشر بـ«بداية خروج الغرام الإسرائيلي السعودي للعلن، والذي ظل متخفياً وراء الكواليس لفترة طويلة».
واعتبر «كاسبيت»، في تحليل له على موقع «ذا مونيتور» الثلاثاء 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، أن «الاختبار الرئيسي للعلاقة السعودية الإسرائيلية يتمثل في ما إذا كانت السعودية ستوافق على مشاركة (إسرائيل) في بطولة الشطرنج العالمية (وهو ما حدث بالفعل بعد كتابته المقال)، التي ستنظم في الرياض قريباً»، حيث رأى أنه «في حال موافقة السعودية على مشاركة (إسرائيل) فإن هذا يعد خطوة جديدة في رقصة «التانغو» المتواصلة لزوجين لم يقررا بعد أي نمط علاقة تلك التي يريدان».
كما اعتبر أن (إسرائيل) تعد «عضوا استثنائيا في التحالف السني» الذي يقوده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي بادر إلى تبني مسارات (مغامرة) في العامين الماضيين».
ونقل كاسبيت، في تحليله الذي نشره موقع «فلسطين اليوم» بالعربية، عن مصدر إسرائيلي توصيفه لما يقوم به «بن سلمان»، قائلا: «بن سلمان يظهر جرأة منقطعة النظير لدرجة أن خطواته تبدو مغامرة أكثر من اللازم، فهو يتخذ قرارات كان ينظر إليها حتى وقت قريب على أنها مجنونة، وينسف الدبلوماسية السعودية»، مشدداً على أن السياسات التي يتبناها «الثنائي» ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» و«بن سلمان» تلقى «اهتمامًا كبيرًا وتحظى بمراقبة وثيقة في تل أبيب».
لكنه أعرب عن «عدم ثقته بالنتائج التي ستنتهي إليها السياسات التي يتبناها بن سلمان تحديدا»، قائلا: «سيكون من المثير معرفة المآلات التي ستنتهي إليها هذه السياسات».
وأشار «كاسبيت» إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي «غادي إيزنكوت» بعد عودته من لقاء «رؤساء الأركان» الذي استضافته واشنطن في أكتوبر/تشرين الأول 2017، توجه إلى المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي «رونين منلسيس»، داعيا إياه لقبول الطلب الذي تقدم به موقع «إيلاف» الإلكتروني السعودي لإجراء المقابلة معه وتحديد موعد قريب لها.
ونقل «كاسبيت» عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن «إيزنكوت» تحمس لإجراء المقابلة مع «إيلاف» بعد أن فوجئ بمضمون الكلمة التي ألقاها أحد الجنرالات السعوديين في المؤتمر، بدلا عن رئيس الأركان السعودي لأنه لا يجيد اللغة الإنجليزية.
وبحسب المصدر، فقد قال «إيزنكوت» لـ«منليس»: لقد «جلست أثناء إلقاء الجنرال السعودي كلمته واستمعت للكلام الذي قاله، لقد بدت كلمته كما لو كانت كلمتي، هو ببساطة قرأ وجهة نظري».
وأعاد «كاسبيت» إلى الأذهان أن الجنرال السعودي تطرق في كلمته إلى «خطورة التأثير الإيراني المتعاظم في الشرق الأوسط وتوسع المحور الشيعي من طهران مروراً ببغداد ودمشق وانتهاءً ببيروت».
ونوه المصدر إلى أن «(إسرائيل) عملت على توظيف المقابلة مع «إيزنكوت» لنقل رسائل محددة بشأن إيران وسوريا وحزب الله، مشيراً إلى أن «(إسرائيل) حصلت على ردود فعل سعودية غير مباشرة على المقابلة.
وأوضح «كاسبيت» أنه «لم يكن من سبيل الصدفة أن تختار (إسرائيل) موقع «إيلاف» لنقل الرسائل التي أرادها «إيزنكوت»، مشيراً إلى أن مالك الموقع، عثمان العمير، يعد «من الأكثر قرباً لدوائر صنع القرار في الرياض».
يشار إلى أن الشهور الأخيرة شهدت تسارعا في وتيرة التطبيع بين الرياض وتل أبيب، بشكل علني؛ حيث بدأ الأمر بالزيارات السرية المتبادلة لمسؤولين من البلدين، مرورا بفتوى مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء في المملكة، الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ»، بعدم جواز قتال (إسرائيل).