تقرير أمريكي: الدفء في العلاقات السعودية الإسرائيلية «سر معلن»
متابعات | 17 نوفمبر | مأرب برس :
وصفت شبكة «إن بي سي» الأمريكية الدفء في العلاقات السعودية – الإسرائيلية بـ«السر المعلن»، معتبرة هذا التحالف «غير مريح» وقائما على مواجهة التأثير الإيراني بالشرق الأوسط.
وقالت كاتب التقرير «فيفيان سلامة» إنه «مع محاولات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الدفع باتجاه تحالف معاد لإيران تقدم إسرائيل نفسها على أنها حليف مستعد وبتشجيع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».
وأضافت «سلامة» أن الشهية لتطوير علاقات بين حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة زادت مع تلاقي المصالح الأمنية المشتركة بينها، فيما تنظر (إسرائيل) والسعودية إلى التأثير الإيراني على أنه تهديد وجودي، وتريدان محو جماعات إسلامية متشددة مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» وجماعات وكيلة لإيران مثل حزب الله.
وقال مسؤول أمريكي شهد اجتماعا وراء الأبواب المغلقة بين الإسرائيليين والسعوديين قبل فترة، إن لقاءات كهذه غير رسمية تجري «منذ خمس سنوات على الأقل».
تهور «بن سلمان»
ويقول المسؤولون إن الإسرائيليين متفائلون حول بناء علاقات صداقة مع النظام السعودي الجديد، لكن المراقبين يتحدثون عن عدد من المخاطر، فولي العهد الذي ينظر إليه على أنه «مصلح» يعتبر وبشكل واسع شخصية متهورة.
وأدت استقالة «سعد الحريري»، رئيس الوزراء اللبناني المفاجئة الأسبوع الماضي بعدما استدعاه السعوديون إلى الرياض لـ«سيطرة حزب الله وبشكل رئيسي».
حرب بالوكالة
ونقلت الكاتبة عن «دانيال شابيرو»، السفير الأمريكي لدى (إسرائيل) حتى يناير/كانون الثاني هذا العام قوله، إن الإسرائيليين وإن شجعتهم تحركات ولي العهد السعودي الحاسمة فإنه «غير مجرب وشاب من النوع المتهور، وفي حالة لبنان هناك حس بأنه يقوم بجر (إسرائيل) لكي تقوم بالعمل القذر» نيابة عن بلاده.
كما أن تحالفا إسرائيليا – سعوديا لن يحظى بشعبية في الشارع العربي، خاصة مع استمرار (إسرائيل) في احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبحسب «حسن حسن»، من «معهد التحرير» في واشنطن فإن «تحالفا مع (إسرائيل) سيضر بالسعوديين وحلفائهم»، و«قد يكون مفهوما على المستوى الجيوسياسي ولكن ليس على المستوى الداخلي والاجتماعي».
وأضاف: «التناقض الظاهري في كل هذا أن السعودية وغيرها تريد مواجهة إيران من خلال تحالف مع (إسرائيل)، ولكن الفشل بالوقوف أمام إيران ومن ثم الاصطفاف مع (إسرائيل) يخدم أهداف كل السياسة السيئة».
علاقة قديمة خلف الأبواب
وتقول الكاتبة «فيفيان سلامة» إن العلاقة السعودية – الإسرائيلية تعود للسبعينات من القرن الماضي، حيث بدأت الدول العربية تركز على مشاكلها المحلية، وتركت موضوع الدولة الفلسطينية ساكنا.
وبدأ المسؤولون السعوديون والإسرائيليون بالتعاون بسبب تلاقي مصالحهم وتحديدا بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 ولم يكونوا راضين عن التغير في طهران.
ويرى «سايمون هندرسون» من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أنه «كانت العلاقات الاستخباراتية السعودية موجودة.. وكان لها عمرها بسبب إيران وهي السبب».
وفي الوقت الذي اكتشفت فيه السعودية أهمية العلاقة مع (إسرائيل) بالمنطقة رفضت علاقات دبلوماسية مفتوحة مفضلة التحاور السري.
ويعلق «شابيرو»: «إنه سر معروف.. هناك تنسيق سري كبير وخلف الأبواب بينهما قنوات استخباراتية وأمنية ولا تزال سرية لأن (إسرائيل) لا تحظى بشعبية في هذه الدول».
ونقلت «إن بي سي» عن مسؤولين سابقين قولهم إن السعوديين والإسرائيليين تقدموا بنفس المواقف أثناء المفاوضات لتوقيع الاتفاقية النووية مع إيران، وتوترت علاقة البلدين مع الولايات المتحدة بسببها وقام الرئيس «دونالد ترامب» بالتنكر لها كجزء من استراتيجية متشددة تجاه إيران، وقامت إدارته بخطوات لتقوية التعاون بين البلدين، وأقام «جارد كوشنر»، صهره ومستشاره علاقات قوية مع ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، ويواصل الضغط على السعودية لمواجهة «حزب الله» الذي يعتبر مصدر قلق لـ(إسرائيل).
تعاون خليجي إسرائيلي
وتشير الكاتبة إلى أن هناك الكثير من الأدلة حول التقدم في التعاون بين دول الخليج وإسرائيل، ففي عام 2015 أعلنت (إسرائيل) افتتاح مكتب تمثيل لها في الإمارات العربية المتحدة، وفكرت دول الخليج برفع الحظر عن طيران الطائرات الإسرائيلية في أجوائها بشكل يوفر عليها الكثير من الساعات.
وعبر عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين عن رغبتهم بالتعاون مع السعودية كحليفة، ودعا «يسرائيل كاتز» وزير الأمن والنقل الملك «سلمان» لتوجيه دعوة لـ«نتنياهو» لزيارة الرياض وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة.
ودعا «أفيغدور ليبرمان»، وزير الدفاع الإسرائيلي لإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول العربية، ويرى المسؤولون الأمريكيون أن الطرفين يمكنهما إقامة علاقات بدون مشاركة أمريكية، خوفا من الكشف عنها، خاصة بعدما كشف الرئيس «ترامب» عن معلومات سرية لمسؤولين روسيين هذ العام.
وتظل الرهانات أعلى للسعودية التي ترددت بالاعتراف علنا بوجود علاقات وتطويرها، وتحت الطاولة «عدو عدوي صديقي»، ويقول «روبي باريت»، الخبير بشؤون ومؤلف يعمل في معهد الشرق الأوسط بواشنطن: «يريد الطرفان وقف التقدم الإيراني ويريدان وقف التدخل الإيراني ويريدان التخلص من حزب الله».