المهفوف وفوبيا حزب الله
مقالات | 6 نوفمبر | مأرب برس :
بقلم / عبدالفتاح البنوس :
عندما يصرح المهفوف محمد بن سلمان عبر وسائل الإعلام بأن العدوان والحرب العالمية التي تقودها بلاده على بلادنا بضوء أخضر وإسناد أمريكي ومباركة إسرائيلية ليست من أجل شرعية ، ولا من أجل ادعاءات حماية الأمن القومي السعودي ، ولا من أجل محاربة المد الفارسي المجوسي الإيراني على حد زعمهم ، وأن كل ما سبق ذكره عبارة عن هرطقات وفقاعات وخزعبلات وشعارات جوفاء لا تمت بصلة للهدف الإستراتيجي لهذا العدوان والقوى التي تقف إلى صفه ، هذا الهدف الذي أفصح عنه المهفوف والذي قال بأن كل هذه المليارات من الدولارات التي أنفقوها وما يزالون يهدرون المزيد منها هي من أجل عدم السماح بإنشاء حزب الله ثان في اليمن على غرار حزب الله اللبناني .
تصريح المهفوف الذي نسف من خلاله دعاوى وشعارات العدوان الزائفة ، يتناغم مع تصريحات مماثلة لرئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نيتنياهو التي أكد من خلالها على سعي كيانه المحتل للخلاص من حزب الله اللبناني باعتباره القوة الضاربة التي تهدد وجود هذا الكيان ، وقد سبق وأن دخل الحزب والكيان الصهيوني في مواجهات سابقة أبرزها الحرب على الجنوب اللبناني في العام 2006م والتي انتهت بهزيمة صهيونية مذلة ، ومن هذا المنطلق يسعى الصهاينة للخلاص من حزب الله ، ويحيكون من أجل ذلك المؤامرات ويدخلون في تحالفات الهدف منها ضرب واستهداف حزب الله، الخطر الذي يحول دون تمددهم في المنطقة ، ومن الطبيعي العداء الصهيوني تجاه حزب الله ، كونهما على خلاف وفي صراع مفتوح ومتواصل .
ولكن غير الطبيعي واللا منطقي هو تلكم التصريحات السعودية التي تفوه بها المهفوف والتي قال بأن حربهم على اليمن هي من أجل الحيلولة دون وجود حزب الله ثان في اليمن ، وهنا أتساءل مستغربا : ما الذي يضر آل سعود من وجود حزب الله ثان في اليمن ؟! وما هو الضرر والخطر الذي يتهددهم جراء ذلك ؟! ومن متى كان حزب الله اللبناني مصدر خطر على السعودية ؟! هل سبق وأن اعتدى حزب الله على السعودية أو أي دولة عربية ؟! كلنا نعرف بأن حزب الله اللبناني لا يمثل مصدر رعب وتهديد إلا على سلطات الكيان الصهيوني ، وهم فقط من ينبغي أن تسيطر وتطغى عليهم فوبيا حزب الله ، أما السعودية ومشيخاتها فلا خطر عليهم من حزب الله على الإطلاق ، ولكنها العمالة واليهودة السعودية الضاربة في الأعماق التي تجعل آل سعود يتسابقون على إرضاء أبناء عمومتهم الصهاينة وضمان الحصول على تأييد اللوبي اليهودي داخل المؤسسات والمنظمات الدولية والأممية والحقوقية .
حرف الأنظار عن العدو الرئيسي للعرب والمسلمين المتمثل في الكيان الصهيوني ، وتوجيه بوصلة العداء نحو إيران وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن وحركات المقاومة الفلسطينية وتصويرها على أنها الخطر الحقيقي الذي يتهدد المنطقة ، هي سياسة قذرة تعكف وسائل إعلام الوهابية السعودية ومشيخاتها على الترويج لها ونشرها ، وذلك بهدف التمهيد للتطبيع مع العدو الصهيوني والدخول في صراعات وحروب مع حركات المقاومة التي تمثل تيار الممانعة الرافض لمشاريع الهيمنة والتسلط والوصاية الأمريكية الصهيونية التي ينفذها ويمولها خدامهم آل سعود .
بالمختصر المفيد، العبد يظل عبدا ، والأجير يظل أجيرا ، وإن امتلك النفط والمال والجاه ، وهذا هو حال آل سعود وهذه هي نظرة أمريكا وإسرائيل نحوهم ، مهما حاولوا أن يظهروا لهم بأنهم بلغوا في اليهودة مراتب متقدمة ، وخوف السعودية من وجود حزب الله في اليمن ، ليس منفصلا عن خوف إسرائيل من وجود حزب الله في لبنان ، فـ (جد اليهود واحد) ، وما لا يعرفه المهفوف وأسياده هو أن اليمنيين لن يقبلوا بالوصاية من جديد ،ولن يساوموا على سيادتهم واستقلال قرارهم ، ولن يسمحوا بعد اليوم بالتعامل مع بلادهم ووطنهم على انه حديقة خلفية له ولأسرته ولجنتهم الخاصة ، وإذا كان لا يريد حزب الله ثانياً في اليمن ، فإننا لا نريد قرن الشيطان إلى جوارنا ، وفي المحصلة يأبى الله إلا أن يتم نوره ، وعلى الباغي تدور الدوائر .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .