دراسة سرية للجيش الألماني تتنبأ باحتمالية انهيار الاتحاد الأوروبي خلال السنوات العشرين المقبلة
متابعات | 6 نوفمبر | مأرب برس :
قامت وزارة الدفاع الألمانية، لأول مرة في تاريخها، بعمل وثيقة تحليلية لدارسة الأحداث السياسية والاجتماعية المحتملة التي سوف تحدث في أوروبا والعالم خلال السنوات العشرين القادمة. ووفقا للمعلومات التي نشرتها الصحيفة الأسبوعية الألمانية “سبيغل”، فلقد رجح مصممي الاستراتيجيات العسكرية في وزارة الدفاع الألمانية في هذه الوثيقة التحليلية، باحتمالية أنهيار الدول الأوروبية خلال العقود القادمة. وتجدر الإشارة هنا بأن هذه الوثيقة التحليلية المعنونة بـ”الرؤية الاستراتيجية لعام 2040″ قد بحثت المصير المحتمل لأوروبا والعالم. ولقد تمت الموافقة على هذه الوثيقة التحليلية التي تسمى “الرؤية الاستراتيجية 2040” من قبل كبار المسؤولين في وزارت الدفاع الألمانية في أواخر فبراير / شباط 2017، ولكنها ظلت سرية منذ ذلك الحين.
وفي سياق متصل تناولت هذه الوثيقة التي تضم 102 صفحة، والتي صدرت لأول مرة في التاريخ العسكري الألماني، مسألة كيف ستستطيع الأحداث الاجتماعية والصراعات الدولية أن تؤثر على أمن جمهورية ألمانيا الاتحادية في العقود المقبلة. ووفقا لما صرحت به إذاعة صوت ألمانيا “دويتشة فيله” في تقرير أعدته مسبقا، فإن هذه الدراسة خرجت بخطة ونموذجاً، من المرجح أن يستفيد منها الجيش الألماني في المستقبل، غير أن هذه الوثيقة لا تزال تفتقر إلى الاستنتاجات والاقتراحات النهائية بشأن القدرة العسكرية للجيش الألماني.
ولقد ناقش أحد السيناريوهات الستة المبينة في هذه الوثيقة، احتمالية “انهيار الاتحاد الأوروبي” ورد الفعل الألماني تجاه ذلك. فكاتبوا هذه الوثيقة يعتقدون بأنه أذا حدث ذلك الانهيار داخل الاتحاد الأوروبي، فإن ألمانيا ستواجه الكثير من التحديات.
ولقد حدد كاتبوا وثيقة “الرؤية الاستراتيجية 2040″ معالم العالم المستقبلي الذي “سيختفي فيه النظام العالمي، بعد عقود من حالة عدم الاستقرار التي ستنتابه، وستنهار القيم الاجتماعية في جميع أنحاء العالم وستتوقف عملية العولمة“.
وفي سياق متصل ذكر المصممين الاستراتيجيين بوزارة الدفاع الألمانية، قائلين : “لقد تم التخلي عن فكرة توسيع الاتحاد الأوروبي، ولقد طالبت بلدان أخرى بالانسحاب وترك هذا الاتحاد الأوروبي. لقد فقدت أوروبا قدرتها التنافسية العالمية. أن الاضطراب المتزايدة في العالم والازدواجية والتوترات بين البلدان، قد غيرت بشكل كبير البيئة الأمنية في ألمانيا وفي كل أوروبا أيضا “.
ومن جهة اُخرى ذكر كاتبوا هذه الوثيقة في سيناريو آخر مرتبط بمستقبل الاتحاد الأوروبي بعنوان “الغرب ضد الشرق”، حيث قالوا: لم يُسمح لبعض دول أوروبا الشرقية بالانضمام إلى هذا الاتحاد الأوروبي ولهذا السبب فأن تلك الدول اتجهت للانضمام إلى الكتل الشرقية الأخرى.
ولقد قيل في سيناريو آخر، جاء تحت عنوان “المنافسة متعددة الأقطاب”، بأن التطرف في حالة تزايد مستمر، وهناك بعض شركاء الاتحاد الأوروبي، الذين يبدو بأنهم يبحثون لأنفسهم عن نهج جديد ومحدد، مثل نموذج “الرأسمالية الحكومية الروسية“.
وفي الأخير يقول واضعو وكاتبوا هذه الوثيقة التحليلية والاستراتيجية الخاصة بوزارة الدفاع الألمانية، بأنهم ليس لديهم نية بالتنبؤ بالأحداث المستقبلية، ولكن كل هذه السيناريوهات المذكورة في هذه الوثيقة، من الممكن حدوثها خلال العشيرين السنة القادمة.
*موقع الوقت .