وزير الأمن الصهيوني السابق يحذر من اغتيال سياسي ويدعو نتنياهو للاستقالة
متابعات | 1 نوفمبر | مأرب برس :
في مقابلة مع موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، حذر وزير الأمن الصهيوني السابق، موشي يعالون، من احتمال تنفيذ اغتيال سياسي في كل لحظة، كما اتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وأعوانه بالمس بالديمقراطية، وتفضيل “حفنة من الأموال على المصالح الأمنية للدولة”.
وهاجم يعالون توجيه الانتقادات لقادة الجيش، وقال إنه تجري محاولة تجميع أصوات أو مراكمة قوة سياسية على حساب الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى تراشق الاتهامات بين رئيس “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت، وبين وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان.
وقال يعالون إنه لم ير أي اعتذار في تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عندما أعلن أن استهداف النفق جنوب قطاع غزة لم يكن بهدف تصفية قياديين في الأجنحة العسكرية للجهاد الإسلامي وحماس، الأمر الذي اعتبره بينيت بمثابة اعتذار عن القتل.
وانتقد يعالون موقف المجلس الوزاري الإسرائيلي من المصالحة الفلسطينية التي اعتبر أن مصيرها الفشل، وقال إنه يجب التركيز على حماية المصالح الإسرائيلية دون الدخول في شؤون المصالحة، وذلك حتى لا يوجه أحد الاتهامات لإسرائيل عندما تفشل. مضيفا أن الأمر نفسه ينسحب على الشمال. وبحسبه فإنه “حان الوقت لكي يفكر كل عضو في المجلس الوزاري المصغر أو المسؤول عن أمن الدولة، بمصلحة الدولة، وليس بمصلحته السياسية”. على حد تعبيره.
وبحسب يعالون، فإنه لا يرى احتمالات مصالحة حقيقية بين حركتي فتح وحماس. وقال “من مصلحة إسرائيل أن يدفع محمود عباس الرواتب للقطاع العام. حاولنا تحقيق ذلك بعد حرب 2014، ولكنه رفض. وعندها نشأ وضع جديد، بسبب الموقف المصري وبسبب الضغوط التي تواجهها حركة حماس والضغوط التي يواجهها عباس”.
وتابع أنه “في نهاية المطاف لا يرى أن المصالحة ستنزع أسلحة حماس، أو أن تتخلى طواعية عن سلاحها. ولذلك فإن المصالحة مصيرها الفشل”.
وهاجم يعالون رئيس الحكومة، وقال إنه كان يجب عليه أن يستقيل، مضيفا أن “كل عاقل يدرك أن هناك مشكلة خطيرة تهدد أسس الديمقراطية في إسرائيل”، وأن “من يفشل في اختبار نظافة اليد عليه أن يدفع الثمن”.
وردا على تساؤل بأن القضايا لا تزال رهن التحقيق، وأنه لا يوجد توصيات بتقديم لوائح اتهام، قال يعالون إن كل مواطن يعلم أن هناك “نارا”. وأضاف أنه يعرف تفاصيل “الملف 3000″، وبناء على ذلك فإن نتنياهو قد “انتهى” بالنسبة له.
وفي حديثه عن المسّ بالديمقراطية، استذكر يعالون قول وزير الاتصالات “إذا كانت القنوات التلفزيونية موضوعية، ستحصل على مساعدة مالية”، ثم استذكر تصريح سارة نتنياهو “يجب على الحكومة أن تسيطر على الإعلام”، وقول أحد أعضاء الليكود “يجب أن يسيطر الليكود على الإعلام”.
وتابع يعالون أن نتنياهو “يخوض صراع بقاء سياسي، ولتحترق الدولة”، مشيرا إلى أنه كان بإمكانه وقف الهجوم على المفتش العام للشرطة، وعلى رئيس الشاباك وكبار ضباط الجيش وهيئة الأركان العامة، ولكنه لم يفعل.
وقال أيضا إنه يأمل ألا يدخل نتنياهو السجن، ولكنه يدعوه إلى تقديم استقالته. وبحسبه فإن نتنياهو كان يجب أن يستقيل منذ فترة طويلة.
وأضاف أنه يعرف المجلس الوزاري المصغر منذ العام 1995، وكانت هناك دلائل في العام 2013، حين فشل بيني بيغين ودان مريدور وميكي إيتان في الانتخابات التمهيدية. وتفاقم الأمر قبل سنتين، مشيرا إلى أنه “لم يكن يعتقد أن نتنياهو سيفضل حفنة من الأموال على المصالح الأمنية، إلى حين تفجرت قضية الغواصات أمام ناظريه”.
وأشار في هذا السياق إلى أنه منع الصفقة في شباط/فبراير من العام 2016، عندما أشغل منصب وزير الأمن، وذلك بسبب الشبهات، وتبين لاحقا أن دافيد شيمرون متورط، واعتقل دافيد شيران وأفرئيل بار يوسيف، وعندها، لم يعد بإمكانه (يعالون) أن يدافع عن نتنياهو، الذي “فضل حفنة من المال على أمن الدولة”، على حد تعبيره.
وفي ذكرى مرور 22 عاما على اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاك رابين، حذر يعالون من “اغتيال سياسي آخر بعد 22 عاما”. وقال إن هناك عملية تحريض، ويظهر ذلك في شبكات التواصل الاجتماعي.
وردا على سؤال بشأن المخاوف على أمن رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، قال يعالون “من الواضح تماما أن اغتيالا سياسيا قد يحصل في كل لحظة.
إلى ذلك، قال يعالون إنه من الناحية السياسية – الأمنية يعتبر نفسه “صقرا” مثل رابين. وفي هذا السياق كال المديح لرابين، وقال إنه تعرف عليه خلال خدمته العسكرية كقائد لدورية “متكال”، مشيرا إلى أنه “يعرف كيف يسأل الأسئلة الصحيحي، وينشغل بالتفاصيل الصغيرة مقابل الصورة الكبيرة، ويتحمل المسؤولية”.
وردا على سؤال بشأن “اتفاقية أوسلو”، قال يعالون إن “رابين أيضا لم يحب أوسلو، لأنه كان يدرك الثقوب في الاتفاقية”، على حد تعبيره.
وتابع يعالون أنه يدأب على العودة إلى خطاب رابين الأخير، والذي جاء فيه أن “الكيان الفلسطيني يجب أن يكون أقل من دولة، ولا عودة إلى حدود 67 لأنه لا يمكن الدفاع عن هذه الحدود. رابين كان رئيس أركان الجيش في الحرب عام 1967، وتحدث عن كتل، وعن الأغوار بالمعنى الواسع، وعن القدس الموحدة”، على حد قوله.