بن سلمان يستحدث عقوبة جديدة في المملكة تطال أهالي المعتقلين
تقارير | 1 نوفمبر | مأرب برس :
تنوعت وسائل القمع التي تمارسها الأجهزة الأمنية السعودية ضد اي صوت معارض لاستمرار “آل سعود” في الحكم، بين الوسائل التي باتت “كلاسيكية” كالتغييب القسري وخطف الطائرات التي تقل أمراء معارضين، وصولاً الى استحداث وسائل جديدة من بينها اصدار قرارات منع السفر لأهالي المعتقلين.
الاختلاف بين تلك الوسائل القمعية يعزى الى اختلاف منهجية محمد بن سلمان في ادارة وزارة الداخلية عن المنهجية التي سارت عليها الوزارة في ظل قيادة الأمير محمد بن نايف لها، اذ قام ولي العهد السعودي الجديد ضمن مساعيه لتأسيس منظومة قمع أكثر شمولية باستحداث وسيلة المنع من السفر لأهالي من جرى اعتقالهم، وكسر بن سلمان تقاليد منظومة القمع التي وضع بذور تأسيسها ابن عمه، عبر سلسلة إجراء اعتقالات واسعة في حق شيوخ ومفكرين، مثل الداعية المعروف، الشيخ سلمان العودة، عوض القرني، فضلًا عن اعتقال الداعية الدكتورة رقية المحارب، والدكتورة نورة السعد، وكلتاهما من ذوات التوجه الإسلامي المحافظ وتعملان أستاذين جامعيين، وامتدت موجة الاعتقالات إلى شخصيات غير إسلامية، ومغردين من المؤثرين على تويتر، مثل المحلل الاقتصادي عصام الزامل، والكاتب والمؤلف عبد الله المالكي.
حيث نشر المغرد السعودي الشهير باسم “مجتهد”، ، تغريدةً من حساب “معتقلي الرأي”، قال فيها إن الإعلامي السعودي أحمد الشقيري واحدٌ من كثيرين طالهم قرار المنع من السفر خارج المملكة، رغم أن الاخير لم يبدي معارضة واضحة للنظام السعودي.
وأضاف “مجتهد” أن للحرية ثمنها، فرضته السلطات على عدد من علماء الدين والدعاة المعتقلين، دون تحديد أسمائهم، وهو أن “يشهدوا علناً ضد بقية المعتقلين، وأن يعلنوا أنهم أخذوا في وقت سابق دعماً من قطر”.
وسبق قرار النظام السعودي بمنع سفر الاعلامي أحمد الشقيري، قرار مماثل طال الإعلامي جمال خاشقجي الذي كان مقربًا من الأمراء السعوديين قبل أن يصير من المغضوب عليهم، ويُمنع من الظهور في الفضائيات أو الكتابة في الصحف و المنصات الصحافية، ولكن خاشقجي تمكن من الهروب خارج المملكة والفسر الى أمريكا وبدأ من هناك الحديث عن أجواء التهديد والاعتقالات في بلاده، مشيرا الى أنه ومنذ أن أصبح محمد بن سلمان ولي العهد في البلاد بعد الاطاحة بالأمير محمد بن نايف، زادت موجه الاعتقالات والقمع وذلك استباقًا لصعود ولي العهد إلى سدة الحكم وازداد التنكيل العلني بالمثقفين والقيادات الدينية، الذين تجرؤوا على التعبير عن رأي يخالف رأي قادة البلاد.
قرارات الأجهزة الأمنية السعودية بمنع السفر لم يقتصر على الاعلامين فقط بل طالت حتى عائلات بعض المعتقلين ومن بينهم عائلة الداعية السعودي سلمان العودة ، المعتقل لدى السلطات السعودية ، اذ قال عبد الله العودة ابن الشيخ المقيم حاليًا في أمريكا على حسابه الشخصي على تويتر “بكل أسف، خبر المنع من السفر صحيح لأخواتي وإخواني، وكان أيضا غير مسبّب ولا موضّح.. فرج الله عن الجميع”، وأضاف :” إخواني الصغار، فقدوا أمهم في حادث قبل أشهر.. ثم اعتُقِل والدهم..وهم الآن ممنوعون من السفر!”.
بن سلمان وعد بالاصلاح وليس بالتسامح!!
بدورها كشفت شبكة بلومبرج الأمريكية السبب الأساسي لتصاعد حملة الاعتقالات وصدور قرارات منع السفر ضد اي سعودي يشك في ولائه للأمير محمد بن سلمان، كي لا يتحول الى معارض خارج وطنه ويبدأ بفضح الممارسات القمعية في بلاده، مشيرة الى أن رغبة محمد بن سلمان في القفز عاليًا للجلوس على العرش، تدفعه إلى تحقيق انتصارات سريعة، والقت نظرة على الحياة المهنية لولي العهد السعودي والتي وصفتها بأنها سريعة المسار، ففي أقل من ثلاث سنوات أصبح الأمير وزيرًا للدفاع، وأدخل البلاد في حرب مكثفة في اليمن، وأطلق برنامج الإصلاح، رؤية 2030، وأصبح وليًا للعهد، من خلال مؤامرة كلاسيكية دبرت في وقت متأخر من الليل، كما سارع لحصار قطر، وأخيراً الاعلان عن مدينة نيوم، وبالتالي فانه من المنطقي ارتفاع وتيرة الاعتقالات وتنوع أطيافها، فولي العهد الطامح في العرش، قد وعد الغرب بالإصلاح، اصلاح يستدعي أن يسمح ببعض المحظورات السابقة، كقيادة النساء للسيارات، وإلغاء عمل هيئة الأمر بالمعروف، والسماح رويدًا رويدًا بالاختلاط، ودخول السينما والموسيقى إلى المملكة، ولكن الاصلاح لا يشمل التسامح مع المعارضين.
*موقع الوقت .