مبادرة قديمة بثوب جديد
مقالات | 26 اكتوبر | مأرب برس :
بقلم / زيد الغرسي :
مؤخرا حاول العدوان السعودي الامريكي احتلال الحديدة عسكريا لكنه فشل فعاد لتحقيق ذلك بالابتزاز السياسي عبر الأمم المتحدة من خلال تسليم الحديدة مقابل المرتبات وفشل ايضا ، ثم حاول عبر ولد الشيخ في زيارته الأخيرة التي رفض أنصار الله اللقاء به بينما عقد لقاءات بقيادات من المؤتمر الشعبي العام ليخرج بتصريحات عن وجود طرف ثالث لتسليمه صنعاء وتعز والحديدة وأسلحة الجيش واللجان الشعبية لكنه فشل كذلك .
انتقل إلى الميدان وحدد من نصف هذا العام إلى نهايته موعدا لحسم الأمور عسكريا لكنه خسر ولم يحقق شيئا في مختلف الجبهات .
بعد كل هذه المحاولات يعود الأمريكيون بتحركات دولية لإعادة المفاوضات السياسية وانعاشها بتحرك روسي لافت حيث زار ملك السعودية سلمان جمهورية روسيا وبعد الزيارة وصل وفد طبي روسي لصنعاء بتسهيل من السعودية لإجراء عملية جراحية لعفاش ليخرج الأخير بإعلان دعوته من قبل روسيا حضور ندوة هناك وهي دعوة للتغطية على سعيهم لحضوره الاجتماعات التي ستعقد في روسيا بمشاركة أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات وعمان وممثلين عن هادي وحكومته لمناقشة الملف اليمني واجراء تسوية سياسية بشروط أمريكية أعلن عنها السفير الأمريكي في اليمن لصحيفة الشرق الأوسط وهي «وقف القتال، وعدم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ومرحلة انتقالية تمثل كل اليمنيين ” كما سربت بعض الصحف البريطانية عن بعض تفاصيل مشروع الاتفاق منها التخلي عن هادي وانسحاب الجيش واللجان الشعبية من المدن وتسليم السلاح لحكومة توافقيه وتشكيل مجلس رئاسي و إعلان اليمن الاتحادي المقسم إلى ستة اقاليم وغيرها من النقاط التي تصب في تحقيق مطالب العدوان وسبق للوفد الوطني أن رفضها في مؤتمري جنيف والكويت .
تلا ذلك زيارة وزير الخارجية الأمريكي للرياض ولقاءه بالمسئولين فيها ولقاء مساعده بهادي وبعض قيادات المرتزقة بالتزامن مع تحركات ولد الشيخ ولقاءاته بقيادات دول العدوان وأمين عام المجلس الخليجي وهادي وبن دغر وغيرهم معلنا عن وجود مبادرة جديدة لإحياء المفاوضات السياسية .
مع كل التصريحات التي صرح بها كل الأطراف الدولية نجد انهم لم يذكروا العدوان نهائيا ولم يتم الأخذ بالمطالب اليمنية المتمثلة في وقف العدوان وفك الحصار ثم البحث عن الحلول السياسية وهذا التجاهل يكشف استمرار العدوان في عدم جديته للتوصل لحلول سياسية .
الجديد في هذه التحركات بروز الدور الروسي والاهتمام بالملف الجنوبي كخطوة لتقسيم اليمن بعنوان جمهورية اليمن الاتحادية واستدعاء كل الاطراف اليمنية بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي ما عدا مكون أنصار الله ” حتى الآن ” لحضور ما سمي بالطاولة المستديرة في موسكو في خطوة تحاول ازاحة هذا المكون الذي يتصدر الدفاع عن اليمن في وجه العدوان ويرفض تقديم التنازلات التي تمس السيادة اليمنية وتضحيات الشعب اليمني العظيم لاسيما وهو المكون الوحيد الذي رفض تسليم الحديدة لدول العدوان مقابل صرف المرتبات ووقف في وجه كل مؤامرات العدوان السياسية والاقتصادية والعسكرية ولازال .
وحول رأي انصار الله تجاه ما أعلن عنه ولد الشيخ من مبادرة أكد محمد عبدالسلام الناطق الرسمي لأنصار الله لصحيفة الاتحاد اللبنانية عدم استلامهم أي مبادرة جديدة من قبل ولد الشيخ معتبرا أنه يمارس التضليل للرأي العام مطالبا بوقف العدوان وفك الحصار ومرحبا في نفس الوقت بأي مساع جادة للوصول إلى حلول جدية ومتهما أمريكا بعرقلة كل مسارات السلام ووضع العوائق أمام الحلول لإيقاف العدوان على اليمن .
تصريح الناطق الرسمي لأنصار الله كشف كل التضليل الإعلامي الذي مارسته دول العدوان حول مبادرتهم وموافقة جميع الأطراف اليمنية عليها بل ويوضح أن التحركات السياسية الخارجية تدور حول نفسها بعيدا عن القوى الوطنية في الداخل .
وحول الوضع الداخلي أعلن المؤتمر الشعبي العام في رسالة أمينه العام عارف الزوكا لرئيس المجلس السياسي لأنصار الله عن استعداد الحزب التخلي عن الشراكة الوطنية مع أنصار الله فيما تعمل الإمارات على تفكيك الجبهة الداخلية حيث نشرت صحيفة الخليج الإماراتية تقريرا عن ما وصفته بدعوة عفاش لقبائل محيط صنعاء لمواجهة الحوثيين مع سعي حثيث وجهد إعلامي كبير من الطابور الخامس للعدوان لتشويه إنصار الله وتحميلهم مسئولية استمرار العدوان وأنهم يرفضون السلام، بينما صعدت دول العدوان اقتصاديا برفع سعر الدولار مقابل الريال اليمني حتى وصل الى اربعمائة ريال الامر الذي انعكس على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية كوسيلة ضغط على الشعب اليمني لتركيعه وإخضاعه .
محاولة جديدة لدول العدوان للالتفاف على تضحيات الشعب اليمني وفرض شروطها بأدوات وأساليب جديدة نجحت إلى حد ما في استقطاب بعض المكونات السياسية للموافقة على المبادرة الجديدة التي تم تغييرها شكلا بينما لا تزال تحمل شروط دول العدوان.