كربلاء الأمس وكربلاء اليوم ؟! بقلم/ زيد البعوه

مقالات | 24 اكتوبر | مأرب برس :

كانت كربلاء ولا تزال معركة مفصلية في تاريخ الأمة الإسلامية حوت في كل تفاصيلها دروساً كبيرة لانزال نستذكرها إلى اليوم وبقيت كربلاء معنا بمظلوميتها وطرفي النزاع فيها ونسبة الصدق والوعي في أصحاب الحسين ونسبة الزيف والخداع والانحراف في أصحاب يزيد ولأن كربلاء ليست مجرد معركة عادية فنحن نعيش اليوم وكل يوم كربلاء في مختلف الأمصار والدول العربية والإسلامية معارك مستمرة بين الحق والباطل ومظلوميات كبيرة وانعدام للوعي في صفوف جنود الباطل كما حصل في الماضي يواجهون أهل الحق والوعي والبصيرة كما حصل في الماضي أيضاً فلا الحسين مات ولا ثورته انتهت ولا يزيد انتصر ولا طغيانه انتهى.. كربلاء الحسين في أطراف العراق معركة بين الحق والباطل بقيادة حفيد رسول الله وابن آكلة الاكباد بدأت في صباح العاشر من محرم ولم تغرب شمس ذلك اليوم إلا وقد انتصر دم الحسين على سيف يزيد لكن المعركة لم تنته بعد لا تزال مستمرة إلى يومنا الحاضر بين أحفاد يزيد وأحفاد الحسين وهذا يعني أن كربلاء هي معركة لم تتوقف ولن تتوقف بين الحق وأهل الحق وبين الباطل بكل أشكاله واتجاهاته ومسمياته من مختلف الأجناس من اليهود والنصارى والعرب ومن ينتمون إلى الإسلام شكلاً لا مضموناً ولا يزال الدم الحسيني يسيل في العراق واليمن وسوريا ومختلف أنحاء المعمورة ليصير نهراً يجرف الطغاة والمستكبرين ويؤذن رأس مقطوع بسيف محسوب على الإسلام على رأس رمح بفجر النصر للمستضعفين وهزيمة المستكبرين في صباح وعد الله الذي لا يتخلف..
يوم عاشوراء بالنسبة للمسلمين كألف سنة من الأيام الأخرى فيوم العاشر من محرم كان نقطة تحول حال بينها خذلان الناصر وطغيان المجرمين إلا أن ثورة الحسين لم تهزم ولم تنته بعد غروب شمس ذلك اليوم فهي مستمرة في وجه يزيد وأشباه يزيد إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة وفي اليمن عاشوراء لكنها ليست مجرد يوم واحد فقط بل أكثر من 900 يوماً من العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني الذي أهلك الحرث والنسل وارتكب الجرائم وانتهك الحرمات وأوغل في الحصار والدمار وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والمسافرين ..
عاشوراء الحسين بدأت في ذلك العصر لكنها لم تنته إلى اليوم فهي لا تزال تواجه يزيد وأمثال يزيد على مر السنين يزيد العربي ويزيد اليهودي ويزيد الأمريكي وغيرهم يواجههم الإمام الحسين بثورته وأهدافها الإئتمانية النابعة من ثقافة القرآن بتضحيات الحسين وآل البيت عليهم السلام ليس في العراق فحسب بل في مختلف الأمصار والأوطان العربية والإسلامية ولو لم يتخاذل أهل العراق يوم عاشوراء ولم يقف عمر ابن سعد وابن زياد إلى صف يزيد لكانت عاشوراء مجرد معركة واحدة إلى يوم القيامة تفصل بين الحق والباطل ولكنهم جعلوا عاشوراء تلاحقنا إلى اليوم …
عاشوراء الإمام الحسين حصلت في اليمن في كربلاء مران في عام 2004 مع السيد حسين بدر الدين الحوثي حفيد الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام واستشهد الحسين كما استشهد جده وكما بقيت عاشوراء كربلاء بقيت أيضاً كربلاء مران ظن الطواغيت أنهم قد قضوا على الحق وأهله فأراد الله أن يثبت العكس الذي يقول: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون}، وهكذا حروب تلو الحروب ومظلوميات ودماء تسيل على مدى سنوات حتى قرر يزيد اليهودي أن يشن عدواناً على اليمن وتحالف معه عبيده وخدامه أمثال الشمر وابن زياد وغيرهم من ملوك وزعماء العرب ضد الشعب اليمني …
عدوان سعودي أمريكي صهيوني عربي تحالف فيه كل مجرمي وطواغيت العالم ضد الشعب اليمني وارتكبوا أبشع الجرائم قطعوا رؤوس النساء والأطفال والشيوخ وحتى المرضى والمكفوفين بل ذهبوا إلى استهداف المقابر والطرقات ودمروا المنازل واستهدفوا الأسواق والمدارس والمساجد وفعلوا أكثر مما يتصوره إنسان بمعنى كلمة إنسان، حاصروا الشعب اليمني في لقمة عيشه وفي الأدوية والمستلزمات الطبية، ولو كان باستطاعتهم أن يحجبوا الشمس ويمنعوا الهواء لفعلوا ذلك، فكانت عاشوراء اليمن تعانق عاشوراء كربلاء على مدى عامين تمر ذكرى عاشوراء الحسين فنرى الحسين وأصحابه في مجزرة في سوق مستبا بحجه، أو في مدرسة أطفال بجمعة آل فاضل بصعده، أو في مستشفى عبس بحجة، أو في صالة العزاء الكبرى بصنعاء، فنتذكر الإمام الحسين وأصحابه، ونرى دمائنا تختلط بدمائهم، وإن اختلف الزمان والمكان والأعداء والأصحاب إلا أن الموقف واحد والأهداف واحدة…
وهكذا كربلاء عاشوراء على مدار الساعة قصف ودمار وقتل وحصار ودماء ودموع على مدى عامين وأكثر منذ بداية العدوان إلى اليوم ولكن كربلاء اليوم في اليمن كانت مروعة جداً اقدم فيها يزيد على استهداف المدنيين بالطائرات في الأسواق والطرقات والمساجد والمستشفيات والمدارس واستعان يزيد بـ »داعش« و»الجنجويد« و»بلاك ووتر« و»أمريكا« و»إسرائيل

« وعدد كبير من دول النفاق والطغيان فصارت كربلاء يومياً في اليمن تختلط ألوان الدخان السوداء التي أحترقت فيها خيام الحسين بدخان الغارات التي شنتها طائرات العدوان في اليمن واختلط الدم بالدم والمظلومية بالمظلومية والذكرى بالذكرى…
ورغم كل هذا الطغيان والإجرام بقيت صرخة المستضعفين هي الأقوى وجهادهم وتضحياتهم هي الأجدى والمثمرة إلا أن كربلاء اليمن تختلف نوعاً ما من حيث التكافؤ العسكري ليس بالقوة ولا بالعتاد ولا بالعدد ولكن بالعزيمة والصمود والنفس الطويل في مواجهة المعتدين من خلال رجال الله أبطال الجيش واللجان الشعبية من أبناء اليمن الذين ألحقوا بالعدو خسائر فادحه في الأرواح والعتاد رافعين شعار »هيهات منا الذلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى