ترامب سيطرح قريبًا جدًا خطّة سلامٍ جديدةٍ ومُختلفةٍ عن سابقاتها تشمل السلام الإقليميّ وعبّاس إنسان جدّيٌ ونتنياهو يؤيّدها
متابعات | 23 اكتوبر | مأرب برس :
رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، إنسان جديّ جدًا، ومعنيٌ بالسلام مع الإسرائيليين، بهذه الكلمات وصف مصدر أمريكيّ رفيع المُستوى في البيت الأبيض الموقف الفلسطينيّ من الخطّة الأمريكيّة الجديدة للمُبادرة الأمريكيّة التي سيقوم الرئيس دونالد ترامب بطرحها على الطرفين، الإسرائيليّ والفلسطينيّ، هذا الكشف جاء أمس الأحد في النشرة المركزيّة للقناة الثانية بالتلفزيون العبريّ، من قبل مُحللة الشؤون السياسيّة، دنانّا فايس، التي اعتمدت في تقريرها الحصريّ على مصادر وصفتها بأنّها رفيعة جدًا في الإدارة الأمريكيّة.
المصادر عينها شدّدّت، بحسب التلفزيون العبريّ، على نقطتين هامتين في المُبادرة الأمريكيّة الجديدة: الأولى، أنّها تختلف كليًّا عن جميع المبادرات الأمريكيّة التي طُرحت في السابق على الأطراف، بما في ذلك المبادرة التي كان قد طرحها الرئيس الأمريكيّ الأسبق، بيل كلينتون.
أمّا النقطة الثانية، فهي أنّ واشنطن لن تُجبر الأطراف على قبولها أوْ رفضها، كما قالت المصادر بالإنجليزيّة: TAHE IT OR LEAVE IT، الأمر الذي يسمح للإدارة الأمريكيّة وللأطراف المعنيّة بالنقاش والتفاوض حول بنود المبادرة الجديدة، والتي تمّ وضعها، بحسب المصادر ذاتها، بعد أشهر من زيارات طاقم ترامب لتل أبيب برئاسة مبعوثه إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات ومستشاره جاريد كوشنر.
علاوةً على ذلك، يتبيّن من النشر في القناة الثانية أنّ المُبادرة الأمريكيّة التي سيعرضها ترامب بنفسه تشمل أيضًا عقد اتفاقيات سلامٍ بين إسرائيل ودولٍ عربيّةٍ، لم يُكشف النقاب عن أسمائها، من هنا يُمكن القول، لا الفصل، إنّ الحديث يدور عن السلام الإقليميّ، الذي طالما تشدّق به رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو ووزير أمنه المُتشدّد والمُتطرّف، أفيغدور ليبرمان، الذي يتواجد في هذه الأيام بزيارةٍ رسميّةٍ إلى واشنطن.
وتابعت المُحللة الإسرائيليّة قائلةً إنّ مسودّة المُفاوضات تشمل عدّة نقاط أهمّها: ينوي الطاقم الأمريكيّ طرح اقتراح لتسويةٍ إقليميّةٍ شاملةٍ ستجلب إلى الطاولة دولاً عربية على أمل إنجاز تطبيع مع إسرائيل وسيكون مختلفًا تمامًا عن كل ما رأيناه في الماضي البعيد وغير البعيد مثل مسودة كلينتون وبوش وووزير الخارجيّة الأمريكيّة السابق، جون كيري.
علاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر نفسها، بحسب التلفزيون العبريّ، على أنّ الاقتراح سيكون مفتوحًا لمفاوضات بين الطرفين دون القول “الكل أوْ لا شيء”. كما أنّ واشنطن، زادت المصادر الأمريكيّة، ستعمل على أنْ تكون الأمور سريعةً وواضحةً، وعدم وضع جدولٍ زمنيٍّ رسميٍّ للمحادثات، ولا فرض لاتفاق على الأطراف.
بالإضافة إلى ذلك، نقلت القناة الثانية الإسرائيليّة عن مصدرٍ مقربٍ من الحزب الديمقراطي الأمريكيّ قوله إنّه سمع من البيت الأبيض أنّ إسرائيل ستكون مسرورة جدًا من التحرك الأمريكيّ عبر هذه المسودة، وربمّا هذا هو السبب الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى القول مرارًا وتكرارًا في الفترة الأخيرة إنّه يدعم وبكلّ قوّته المُبادرة الأمريكيّة التي ستُطرح، وهو بذلك، قال التلفزيون العبريّ، يُفضّل الاختلال مع اليمين واليمين المُتطرّف حول المُبادرة، ولكنّه يرفض رفضًا قاطعًا أنْ يتشاجر مع الرئيس الأمريكيّ ترامب، الذي يعتبره الأكثر تأييدًا لإسرائيل.
وأكّدت مصادر البيت الأبيض، بحسب المُحللة فايس، على أنّ فرضية العمل بالنسبة للأمريكيين هي أنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس “جدّي ومعنيّ بالتسوية وإلا ما كان قد تمّ صرف كل هذا الوقت”، على حدّ توصيف المصادر.
وأشارت المُحللة الإسرائيليّة أيضًا في تقريرها إلى أنّ الطاقم الأمريكيّ يُصغي بشكلٍ جيّدٍ جدًا للاحتياجات الأمنيّة التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذا ما دفع الأخير للقول لوزرائه: صحيح أنّ ترامب أعلن أنّه وسيط فقط وأنّ الاتفاق مرتبط بالطرفين، لكن من ناحية ثانية هو رجل أعمال ولذلك من الممكن أن يجبي ثمنًا من كل من يقول له لا، بحسب تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، رحّب وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق عمير بيرتس بالخطة الأمريكيّة الجديدة للمفاوضات، قائلاً إنّ المبادرة لتسويةٍ إقليميّةٍ والانفصال عن الفلسطينيين تخدم المصلحة الإسرائيليّة ويتعين دراستها بكامل الجدية، ووردت هذه الأقوال في تغريدة نشرها بيرتس على تويتر مساء أمس بعد الكشف عن المسودّة الأمريكيّة.
من الجدير بالذكر أنّ الكشف في التلفزيون العبريّ يأتي بعد أيامٍ على المبارزة بين وزير الأمن السابق، موشيه يعلون، ورئيس حزب العمل، آفي غبّاي، حول استمالة اليمين، فقد صرحّ يعلون في محاضرة، أوّل من أمس السبت إنّه لا يجب إخلاء المُستوطنين الإسرائيليين من الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وأنّ الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين واسعة جدًا، ولا يُمكن جسره المواقف بين الطرفين. وقالت صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر رفيعة في تل أبيب، إنّه في محادثاتٍ مُغلقةٍ قال غبّاي إنّه لا يوجد أيّ فرقٍ بين مواقفه وبين مواقف يعلون.
*رأي اليوم .