الرئيس السابق لديوان رابين: إذا اندلعت مواجهة عسكريّة مع إيران فإنّ إسرائيل ستخسر الحرب وعلى حكومة نتنياهو البحث عن طرقٍ للسلام معها
متابعات | 23 اكتوبر | مأرب برس :
كان المقال الذي نشره اليوم الاثنين، المُحلل المُخضرم، إيتان هابر، في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، لافتًا للغاية وليس مألوفًا بالمرّة في الأجندة الإسرائيليّة، علمًا أنّ هابر تبوأ العديد من المناصب الحكوميّة، وشغل منصب مدير ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، يتسحاق رابين، وله العديد من المؤلفات حول الصراع العربيّ-الإسرائيليّ، ومن الأهمية بمكان التشديد على أنّ هابر، ليس حمامة سلام، لا بل بالعكس، يُعتبر صقرًا من صقور ما يُسّمى في إسرائيل الوسط.
هابر دعا في مقاله الحكومة الإسرائيليّة إلى إجراء مفاوضاتٍ مع إيران، لأنّ هذه الدولة، على حدّ تعبيره، باتت الدولة الأشّد عداءً لإسرائيل، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الحديث عن أنّ الشعب الإيرانيّ لا يستمع إلى زعماء الجمهوريّة الإسلاميّة ولا تهمه إسرائيل، هو حديث فارغ ولا يمتّ للحقيقة بصلةٍ، الشعب الإيرانيّ، يؤكّد هابر، متعطّش للحرب مع الدولة العبريّة، وعلى استعدادٍ للتضحية من أجل محوها عن الخريطة، ومن هنا، أضاف رئيس ديوان رابين السابق، فإنّ إمكانية اندلاع حرب هجوجٍ ومجوجٍ باتت قائمة اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وبالتالي لدرء هذا الخطر المُحدّق، طالب هابر صنّاع القرار في تل أبيب بتغيير سياساتهم بالنسبة لهذه الدولة، والولوج معها في مفاوضاتٍ لحلّ الخلافات القائمة بينهما، بحسب تعبيره.
إيران، شدّدّ هابر، أخطر وأقوى من جميع الدول العربيّة مُجتمعةً، كذلك، فإنّ الحديث يدور عن عدوٍ راقٍ وحضاريٍّ، والذي يبحث ع طريقةٍ للانتقام من إسرائيل، على ما فعلته إبّان حكم الشاه في إيران، والذي اتسّم بالقمع والعقوبات وقتل الأبرياء لأنّهم كانوا من معارضيه، مُضيفًا أنّه على الرغم من ديكتاتوريّة الشاه، فقد كان الأمر مُريحًا لإسرائيل، التي تغاضت عن هذا النظام القمعيّ والاستبداديّ، وواصلت التعامل معه حتى كنسه من قبل الثورة الإسلاميّة في العام 1979.
هابر، كان صريحًا للغاية في مقاله، الذي يُعتبر في الدولة العبريّة، تغريدًا خارج عن سرب ما يُطلق عليه الإجماع القوميّ الصهيونيّ، علاوةً على ذلك، لم يُخفِ الرجل مخاوفه من نتائج الحرب بين إسرائيل وإيران في حال اندلاعها. وبحسبه، فإنّه في حال نشوب مُواجهةٍ عسكريّةٍ بين الدولة العبريّة والجمهوريّة الإسلاميّة، فإنّ يدّ إيران ستكون العليا، بحسب توصيفه.
بناءً على ما تقدّم، أضاف رئيس ديوان رابين السابق، يتحتّم على المُستوى السياسيّ في تل أبيب أنْ يعمل كلّ ما في وسعه من أجل إيجاد الطرق والوسائل لإجراء مفاوضات صلحٍ وسلامٍ مع إيران، مُشدّدًا على أنّ الدولة العبريّة فعلت ذلك مع مصر ومع الأردن، وتُحاول أنْ تمضي قدمًا نحو السلام مع الفلسطينيين، وعليه، تابع هابر قائلاً، إنّه يجب التوصّل لسلامٍ مع إيران الأكثر قوّةً.
ولفت في سياق تحليله إلى أنّ الحديث عن عدم وجود إمكانية للسلام مع إيران هو عارٍ عن الصحّة، فقبل السلام مع مصر في السبعينيات من القرن الماضي، آمن السواد الأعظم من الإسرائيليين بأنّه لا يُمكن التوصّل لاتفاق سلامٍ مع مصر، ولكن في نهاية المطاف، تمّ التوقيع على اتفاق “كامب ديفيد”، الذي ما زال ثابتًا وراسخًا حتى بومنا هذا.
وخلُص هابر إلى القول إنّ إيران هي دولة مُتقدّمةً جدًا، وتمتلك الأسلحة والصواريخ، وربمّا قريبًا سيكون بحوزتها سلاحًا نوويًا، وبالتالي يجب على الحكومة الإسرائيليّة البدء فورًا في البحث عن قنوات اتصالٍ مع طهران، حتى بدون موافقة الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ أمريكا لا يُمكنها أنْ تُخاطر بأرواح مواطنيها، كما تفعل إسرائيل مع إيران في هذه الأيّام، على حدّ قوله.
*رأي اليوم .