صحيفة ألمانية: “إسرائيل” تمارس ضغوطاً على ألمانيا من أجل إتمام صفقة الغواصات النووية
متابعات | 13 اكتوبر | مأرب برس :
نشرت صحيفة دي تسايت الألمانية أن حكومة تل أبيب تمارس ضغوطا على ميركل من أجل إتمام صفقة بيع ثلاث غواصات ألمانية كان قد تم تجميدها على خلفية شبهات فساد.
وكشف تقرير خاص أعدته الصحيفة الألمانية ونشر أمس الخميس أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تلقت طلبا من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين خلال زيارته برلين مطلع أيلول/سبتمبر الماضي.
وقالت إن ريفلين برر طلبه لميركل بأنه لا غنى عن هذه الغواصات لأمن بلاده، وأن الفساد لا يشكك في أهمية الصفقة في ذاتها. ويُذكر أن ديوان المستشارية الألمانية قد أوقف صفقة بيع الغواصات الألمانية التي من إنتاج شركة تيسن كروب للأنظمة البحرية بمدينة كيل شمال ألمانيا بسبب شبهات رشاوي.
وألقى المحققون الإسرائيليون، المعنيون بمكافحة الفساد، القبض على عدد من المسؤولين الإسرائيليين في إطار التحقيق في الفضيحة من بينهم وكيل مجموعة تيسن غروب في إسرائيل، ميكي جانور، رجل الأعمال الإسرائيلي، ووافق على أن يدلي بشهادته.
وكانت القضية، التي يطلق عليها في وسائل الإعلام الإسرائيلية «قضية الغواصة»، تصدرت عناوين الأخبار لأول مرة، عندما تم الكشف عن أن، ميكي جانور، الممثل الإسرائيلي للشركة الألمانية العملاقة، تيسن كروب، تعاقد مع المحامي الخاص لنتنياهو والقريب له من بعيد، شيمرون.
ويشار إلى أن نتنياهو كان قد وقع اتفاقا في تشرين أول/أكتوبر من عام 2016، لشراء الغواصات الثلاث من الشركة، في خطوة مخالفة لرأي وزير الدفاع آنذاك، موشي يعلون ومسؤولين عسكريين آخرين. ولم يتم الاشتباه في نتنياهو في التحقيق، إلا أن ماروم وشاران وشمرون نفوا ضلوعهم في أي مخالفات.
وبينما لم يعد نتنياهو ينظر إليه كمتهم في إطار الفضيحة إلا أن وزير الدفاع السابق موشيه يعالون يواجه اتهامات جديدة، ونشرت صحيفة دي تسايت الألمانية مقتطفات من مقابلة أجرتها مع موشيه يعالون والذي قال للصحيفة الالمانية «أخشى أني أصبحت شاهداً على قضية فساد». وقال يعالون إنه كان ضد شراء المزيد من الغواصات الحربية من ألمانيا إلى أن صوت نتنياهو غلب صوته.
وكانت إسرائيل قد تلقت حتى الآن ست غواصات ألمانية تم تمويل جزء من تكلفتها من أموال الضرائب الألمانيةوكانت وزارة الاقتصاد الألمانية قدرت قيمة الغواصات بحوالي 600 مليون يورو. ويقوم القطاع البحري بمجموعة «تيسن كروب» الألمانية في مدينة كيل الساحلية ببناء هذه الغواصات.
وتبلغ تكلفة صفقة الغواصات الألمانية لإسرائيل إجمالا مليار يورو تحصلها الشركة الألمانية.
وتحل هذه الغواصات بداية من العام 2027 محل الشريحة الأولى من الغواصات الألمانية التي سلمت لإسرائيل بين عامي 1999 و2000، وتدعم الحكومة الألمانية تسليم تلك الغواصات إلى إسرائيل بدافع من الشعور بمسؤوليتها الخاصة عن أمن الدولة الإسرائيلية من خلال منح تصل إلى مئات الملايين من اليورو وقد بلغ هذه الدعم في الصفقتين الأخيرتين ثلث تكلفة كل منهما
وكانت الحكومة الألمانية قد أصدرت تصريحا قالت إنها ماتزال تقر كما أقرت من قبل بمسؤوليتها الخاصة عن أمن دولة إسرائيل»، مضيفا القول «إن التزود بقطع بحرية ذات كفاءة جزء من تحقيق المصلحة الدفاعية المشروعة لإسرائيل». إلا أن تسليم هذه الغواصات لإسرائيل أمر يثير الجدل لأنها وفقا لتقديرات الخبراء يمكن نظريا أن تحمل بأسلحة نووية.
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى تقرير صحيفة معاريف الإسرائيلية ذكرت فيه أن توقيع إعلان نوايا لشراء الغواصات الألمانية سيتم في السابع من تشرين الثاني / نوفمبر المقبل بين الجانبين الألماني والإسرائيلي ـ في حال سارت المفاوضات بلا مشاكل. وكانت ذات الصحيفة كشفت النقاب عن أن الغواصات التي ستتسلمها إسرائيل من طراز «دولفين»، أكثر تطورا من الغواصات الست من نفس الطراز الموجودة حاليا بحوزة سلاح البحرية الإسرائيلي.
ولا يقتصر استيراد الأسلحة الألمانية على السعودية وحدها بل يشمل دولا أخرى كالإمارات العربية المتحدة، قطر، الكويت، العراق، الأردن، الجزائر وإسرائيل. فحسب مؤشر مركز التسلح العالمي (GMI) فإن بلدان الشرق الأدنى والشرق الأوسط تندرج في قائمة المناطق الأكثر تسلحا في العالم.
المصدر: «القدس العربي»