ضابط إسرائيلي كبير: منشغلون بمنع حيازة العدو ’’حزب اللة’’ على قدرات
متابعات | 6 اكتوبر | مأرب برس :
تفاخر قائد قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، العميد يتسحاق ترجمان، إن قسمه خطط وأوعز بتنفيذ مئات العمليات في السنة الأخيرة، وهي إحدى الفترات المعروفة باللهجة العسكرية باسم “الحرب التي بين حربين”، أي العمليات العسكرية التي لا تكون خلال الحرب.
وقال ترجمان، في مقابلة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الجمعة، إن “’الحرب التي بين حربين’ تدور الآن. والمسؤولان عنها هما أنا وقائد قسم تفعيل القوات (في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية). أنا أقرر وأوصي أمام رئيس هيئة الأركان العامة بموجب ما نبنيه ونخططه. و’الحرب التي بين حربين’ هي عمليات متواصلة طوال 24 ساعة وعلى مدار سبعة أيام في أي مكان وأي زمان. الناس لا تعرف، لكن الحديث يدور عن مئات كثيرة من العمليات العسكرية التي جرت في السنة الأخيرة فقط. وهذا يمكن أن يكون، على سبيل المثال، قنبلة تسقط في مكان ما، أو أمور أخرى”.
واعتبر أن “’الحرب التي بين حربين’، في نهاية الأمر، تمنع الحرب القادمة. ونحن مشغولون خلالها في منع قدرات لا نريد أن تكون لدى العدو. وهذه القدرات، لو لم نعمل ضدها، كانت ستستوجب منا الدخول إلى حرب. الصواريخ الدقيقة (لدى حزب الله)، مثلا. كان بإمكاننا الانتظار، وعندما تصبح لديهم القدرات نشن حربا. ’الحرب التي بين حربين’ هي عملية عسكرية، مجموعة عمليات… وإذا كان لديهم صواريخ دقيقة، لكنا قد خضنا حرب لبنان الثالثة”.
ورأى ترجمان أن حزب الله يشكل التهديد المركزي على إسرائيل، بينما حماس تشكل تهديدا داهما أكثر، رغم أنه اعتبر أن لا أحد يرغب بالدخول في صدام عسكري مع إسرائيل. “من حيث القوة، فإن التهديد المركزي هو من لبنان، في الجبهة الشمالية. لكن التهديد ذا الاحتمالية الأعلى هو من غزة. وهذا ما يوجّهنا من حيث جهوزيتنا. ونحن لا نرى الآن انفجارا في الجبهة الشمالية، ولكن عندما يحدث هذا، فإنه سيكون التهديد الأخطر الذي يمكن أن يكون على دولة إسرائيل من حيث قوته”.
وأضاف ترجمان أنه “في نهاية المطاف يوجد هدوء أمني غزة. وبرأيي، هذا نابع من الردع. ولا يوجد هنا اليوم عدو يريد مواجهة معنا. يمكن أن ننجر إلى مواجهة عسكرية من خلال انعدام الرغبة في ذلك في الجانبين. هكذا انجررنا إلى الجرف الصامد وعامود السحاب والرصاص المصبوب (أي الحروب الإسرائيلية على غزة)”.
وتابع أن حزب الله تحول إلى جيش، وأن هذا الأمر يكشف نقطة ضعفه. “نحن نرى أطرا لديهم، سرايا وكتائب. وفي نهاية المطاف نحن نريد أن نركز النيران، وأن تكون بنوعية عالية… وعندما نواجه مجموعات، ونواجه سرايا، فإن القدرة على توجيه ضربة فعّال أكثر”.
يشار إلى أن مقر قسم العمليات يقع عدة طبقات تحت الأرض في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب. وهذا المكان يسمى “البئر”، وتدار منه العمليات العسكرية والحروب. وقال ترجمان إنه “نضع كافة الخطط، ونتعامل بالتزامن مع جميع الجهات، وفي النهاية تصدر تعليمات على شكل أمر عسكري”.
وأعطى ترجمان مثالا من خلال عملية الطعن التي وقعت في مستوطنة “حلميش”. “نعرف أنه يوجد تقرير عن مخرب في المستوطنة. وأنا لا أطرح أسئلة. وعلى الفور أفتح ’جيش السماء’ (المقصود أنه يوجد احتجاز رهائن). وأتعامل مع أكثر السيناريوهات تعقيدا التي يمكن أن تحدث في حدث كهذا. ونطلق طائرات ومروحيات مقاتلة ووحدات خاصة”.
وأضاف ترجمان أنه في قسم العمليات العسكرية “نعمل بين المستوى السياسي والتكتيكي. نحن الوسطاء. المستوى السياسي يعطي مهمات أو تعليمات ونحن نترجم ذلك إلى أوامر عسكرية. ونحن متعددو الجبهات، ولا حدود لمناطق لدينا. كل شيء يصب لدينا تقريبا. ومحور العمليات العسكرية يصل إلى رئيس هيئة الأركان العامة عن طريق قسم العمليات فقط”.
وقال ترجمان إن حجم العمليات التي ينفذها فلسطينيون من الضفة الغربية تراجع. “عدد العمليات قليل قياسا بالعام الماضي. أعياد تشري (شهر الأعياد اليهودية الحالية) هي الحدث (من الناحية الأمنية). وهذا يبدأ بعيد الأضحى، قطف الزيتون وأعمال الشغب (من جانب المستوطنين) بإحراق وقطع أشجار. في العام الماضي كانت موجة عمليات، وهذا العام نحن محكومون لقيود إستراتيجية أكثر تعقيدا. والتنسيق (الأمني) مع السلطة الفلسطينية ناقص، ومحدود، وليس مشابها أيدا لما شهدناه قبل العملية في جبل الهيكل” في إشارة إلى الاشتباك في المسجد الأقصى في تموز/يوليو الماضي واستشهاد ثلاثة شبان من أم الفتح ومقتل شرطيين إسرائيليين.
وتطرق ترجمان إلى التدخل العسكري الروسي المكثف في سورية. وقال إنه “عندما تنحرف طائرة أو عندما نرى نيرانا طائشة فإننا نبلغ الروس أننا لن نسكت. ففي نهاية المطاف هم أصحاب البيت هناك في سورية. والآلة الروسية بالنسبة لقواتنا يمكن أن تكون عدوا لكننا لا نرى الأمور هكذا. ونحن نفعل كل شيء من أجل أن نستوضح وألا نحتك مع الروس في عمليات ’الحرب التي بين حربين’. ونأخذ بالحسبان أن الآلات المتقدمة الروسية لا يشغلها الأسد، وإنما هي تحت صلاحية روسيا. بل أننا متميزون في جمع المعلومات الاستخبارية وعندما اطلعنا على تحذير محدد لعملية ضد القوات الروسية، حولنا هذا التحذير إليهم ومنعنا هجوما ضد الروس. وهم يقدرون هذا كثيرا”.
*عرب 48 .