فريق ترامب أعد خطة لعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران
متابعات | 4 اكتوبر | مأرب برس :
كشفت مجلات أميركية بازرة أنّ “مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفقوا على خطة لعدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران”، وأشارت في الوقت نفسه الى “إعداد استراتيجية أميركية جديدة تركز على التصعيد ضد إيران في مجالات أخرى غير الاتفاق النووي”.
هذا ونقلت مواقع أميركية معروفة عن مصادر مطلعة بأنّ” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يغير موقفه من إيران من أجل تحقيق رغبات السعودية، وذلك تزامناً مع زيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الى موسكو، أما في ملف الاستفتاء الكردي في العراق، فقد شدّد باحثون أميركيون صهاينة على ضرورة أن تحافظ واشنطن على العلاقات مع أكراد العراق من أجل مواجهة ما أسمته “النفوذ الايراني” بهذا البلد.
خطة أميركية تنص على عدم انسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران
نشرت مجلة “Politico” تقريراً كشفت فيه نقلاً عن ستة مصادر أميركية مطلعة بأنّ” فريق الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب أوصى الأخير بالإجماع “بسحب الثقة” من الاتفاق النووي مع إيران، لكن دون أن يدفع الكونغرس باتجاه إعادة فرض عقوبات قد تؤدي الى “تفكك” الاتفاق”.
وأوضح التقرير “أنّه وبحسب استراتيجية قام بإعدادها مستشار الأمن القومي “H.R McMaster” ضمن عملية مراجعة السياسة المتبعة حيال إيران، ينوي فريق ترامب العمل مع الكونغرس والحلفاء الأوروبيين من أجل ممارسة ضغوط جديدة على الجمهورية الاسلامية، غير أنه أشار في الوقت نفسه الى أن “الاستراتيجية تفترض عدم المس بالاتفاق النووي في الوقت الراهن”.
كما قال التقرير “إن الهدف هو السماح للرئيس الاميركي بأن يظهر معارضته للاتفاق النووي، إضافة إلى “مستوى جديد من الصرامة” تجاه ايران، لكن دون الانسحاب من الاتفاق النووي”.
ولفت التقرير الى أن” المسؤولين الأميركيين نبهوا من أنه لم يتم إنهاء الاستراتيجية حتى الآن، وإنها قد تتغير قبل أن يدلي ترامب بإعلان رسمي”، غير أنه أشار في الوقت نفسه الى أن “وزير الحرب “James Mattis” “ألمح” الى المقاربة المذكورة أمس الثلاثاء عندما قال إن الاتفاق النووي يصب في مصلحة الامن القومي الاميركي وإن على ترامب أن ينظر في البقاء بالاتفاق”.
هذا وأضاف التقرير “إن ترامب قد يعلن موقفاً الاسبوع المقبل، وإنه من المتوقع أن يضغط مسؤولو الإدارة الأميركية على أعضاء الكونغرس الجمهوريين من أجل عدم إعادة فرض العقوبات، وذلك بعد أن يعلن ترامب موقفه”.
وأوضح التقرير أن “مسؤولي إدارة ترامب بقيادة “McMaster” ينوون في المقابل طمأنة أعضاء الكونغرس الجمهوريين من خلال حملة تكثيف الضغوط على إيران”، كما أوضح بأن حملة الضغوط هذه تأتي في صلب عملية المراجعة السياسية التي يقوم بها “McMaster” حول إيران والتي من المتوقع أن تصدر في الحادي والثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر الجاري”.
كذلك قال التقرير “إنّ السياسة الجديدة هذه التي يعدها “McMaster” من المتوقع أن “تستهدف جماعات تدعمها ايران مثل حزب الله والشبكة المالية التي تسهل عملها”، بحسب تعبير التقرير.
كذلك تابع التقرير بأن” استراتيجية “McMaster” ستركز بشكل خاص على قوات حرس “الثورة” الايرانية وبأن ادارة ترامب ستصنف الأخيرة منظمة ارهابية، وهو ما لم يسبق حصوله”.
موسكو لن تغير موقفها من إيران من أجل تحقيق رغبات السعودية
نشر موقع “Bloomberg” تقريراً سلط الضوء على نمو الدور الروسي في الشرق الاوسط، حيث قال “إن مختلف الاطراف كالصهاينة والاتراك والمصريين والاردنيين يقومون بزيارات الى الكرملين على أمل أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتأمين مصالحهم وحل مشاكلهم”.
وأشار التقرير الى أنّ” الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز هو الآخر سيقوم بزيارة الى موسكو اليوم الاربعاء”، قائلاً “إن أهم ملف على أجندة سلمان سيكون “كبح ايران” وفق قوله.
التقرير أضاف “إنّ قوة أميركية تتراجع في المنطقة، وإنّ ذلك يدل على نجاح الدور العسكري الروسي في سوريا”، ونقل عن الدبلوماسي الأميركي الصهيوني السابق المعروف “Dennis Ross” إشارته الى أن الدور العسكري الروسي في سوريا “غيّر الواقع وكذلك ميزان القوة على الارض”، كما نقل عنه بأنّ بوتين نجح في جعل روسيا “عنصراً في الشرق الاوسط” وبأن ذلك يفسر تدفق الزائرين الى موسكو.
التقرير تابع بأن” السعوديين يتعاونون مع روسيا بإقناع ما تُسمى “المعارضة السورية” بتوحيد صفوفها من أجل محادثات السلام”، كما أشار الى أنه” وبينما رحب حلفاء أميركا الشرق أوسطيون بمجيء ترامب وكلامه التصعيدي تجاه ايران، الا أن الاخير يتبع استراتيجية شبيهة باستراتيجية سلفه في سوريا حيث يركز على محاربة “داعش” وليس محاربة الرئيس بشار الأسد”.
كذلك قال التقرير “إنّ الأولويات تبدلت مع تراجع هدف تغيير النظام في سوريا، وإن السعوديين ودولا عربية خليجية أخرى يحثون روسيا الآن على تقليص دور ايران في سوريا”، الا انه” نقل عن مصدر مقرب من الكرملين بأن بوتين لن يغير موقفه حيال ايران من أجل تحقيق رغبات السعوديين”.
ونقل التقرير عن مصدر مطلع بأن روسيا رفضت طلب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بإنشاء منطقة عازلة في سوريا تبقي قوات ايران وحزب الله على بعد 60 كيلومترًا على الاقل من الحدود بين سوريا وفلسطين المحتلة، وانها وافقت في المقابل على انشاء منطقة “خالية” مسافتها فقط 5 كيلومترات.
كذلك ذكّر التقرير بأنّ” روسيا رفضت طلباً أميركياً بجعل نهر الفرات خطاً فاصلاً بين قوات الجيش السوري والقوات التي تدعمها أميركا في شرق سوريا”.
وعاد التقرير ليتطرق الى الدور الروسي المتنامي في المنطقة، مشيراً الى دور الوساطة الذي تلعبه موسكو الى جانب مصر لإجراء مصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، كما لفت الى أن بوتين وجه دعوة الى الفصائل الليبية المتخاصمة للمجيء الى موسكو.
أميركيون صهاينة يشددون على الحفاظ على علاقات جيدة مع أكراد العراق من أجل مواجهة “نفوذ ايران”
كتب “Michael Knights” مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى الصهيوني تناول فيها الاستفتاء في إقليم كردستان في العراق، حيث حذّر من أن بعض الاجراءات العقابية التي تنسق لاتخاذها إيران وتركيا والمسؤولين العراقيين قد تضر بالمصالح الأميركية وتعزز نفوذ ايران.
وحذر الكاتب من أن أي حصار اقتصادي على اقليم كردستان قد يكون له أثر سلبي جداً على المصالح الاميركية، وإن هكذا حصر سيعزز نفوذ طهران، كما شدد على أن قدرة حكومة اقليم كردستان على أخذ الخطوات “المستقلة” قد تكون مهمة جداً في حال صعود “وكلاء ايران” في العراق بعد الانتخابات البرلمانية العراقية في شهر نيسان/ابريل العام المقبل.
كما أضاف “إن بغداد و”فيما لو أصبحت بالكامل في المدار الايراني”، فإن الأكراد هم الذين يكتبون الخطة “ب” لأميركا”، وقال “إن الاكراد هم الوحيدون الذين “وقفوا بوجه قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني”، على حد تعبيره.
وعليه أوصى الكاتب إدارة ترامب بضرورة اتخاذ خطوات فورية من أجل “الحفاظ على الثقة الدولية بحكومة اقليم كردستان وايضاً الحفاظ على الروابط معها”.
كما تحدّث الكاتب عن ضرورة أن تلعب الولايات المتحدة دور الوساطة وأن تركز بهذه الوساطة على تركيا، مشدداً على أنه ليس من مصلحة أميركا أن يتم السماح لروسيا وايران بأن تهيمن على الموقف التركي حيال استفتاء اقليم كردستان.