لوحةٌ رسَمَها دمُ الحسين…لحسن المرتضى
أدب و شعر | 2 اكتوبر | مأرب برس :
تمنيتُ أنّي لو كتبتُ مقالا
ولا قُلتُ شعراً لو يطيقُ لقالا
فراودتُ شعري قالَ لي:هيتَ طائعاً
لكَ الآنَ قُلْ بي ما استطعتَ مجالا
لأرسمَ وَجْهَ الخُلدِ يرنو وَوَاقفاً
حواليهِ يحبو منْ يخافُ زوالا
ألا إنهُ بالموت يسقي جذورَهُ
ولو لمْ يمتْ يوماً أضاعَ نوالا
ولو أنّهُ ما ماتَ عَطْشَانَ ما روى
بآلامهَ الظّمْأَى وصبَّ زُلالا
أيسقي حلوقَ السُحبِ من ماءِ نحرِهِ
لتبقى سحاباً أو تصيرَ رمالا
فمن نحرهِ أبقى دمَ النّهرِ جاريا
ولولاهُ أضحى للجفافِ مسالا
ترنّحَ كفُّ الخوفِ لمّا رآهُ لا
يبدّلُ قولاً إنْ أرادَ وقالا
ولو شاءَ سلّ الصبحَ سيفاً وحينما
لهُ الليلُ غمدٌ .. ما أخافَ هلالا
بعينيهِ معنى كيفَ للّفظِ حملَهُ
فيضربُ بالأفعالِ منهُ مثالا
أرادوهُ أنْ يلقى مماتاً لذكرهِ
فيضحكُ ممنْ قدْ أرادَ مُحالا
وبالسّلمِ ألقى حينَ ألقوا بحربهم
وأسيافُهمْ عطشى تريدُ نزالا
أَمَا يا حِبالَ الزيفِ ألقى عصيّهُ
ليأفَكَها… تبقى الحِبالُ حِبالا
فهل يُجعلُ الحنّاءُ بالذّلِ عِمّةٌ
لمنْ سيفُهُ حنّى العداةَ نصالا
فلا تُشعلُ النيرانَ إلا قلوبُ من
بها حَطَبُ الأحقادِ نالَ ذبالا
إذا تعجزُ الأسيافُ عنْ نيلِ مقصدٍ
تُجنّدُ ناراً لا تخافُ قتالا
أفي النُّبلِ أنْ تُشوى خِيامٌ لصحبهِ
وفيها نساءٌ قدْ حَمَلنَ عيالا
فما الحرقُ إلا حيلةُ العجزِ منهم
ستملأُ من لاقى الحريقَ كمالا
وما مَنْعَهمْ عنهُ الفُراتَ وماءَهُ
سيروي ظمى حقدٍ عليهِ توالى
تبدّتْ أُلوفٌ للحسينِ ووحدَهُ
تَلَقى رجالاً ما صَدَقَنَ رجالا
إذا الرّمحُ أنهى مهنةَ الحربِ غادراً
فما نفعُ نصرٍ قد يعودُ وبالا
وللسيفِ أنفٌ لا تطيقُ امتهانَهُ
إذا التقت الأسيافُ سادَ حلالا
على أنّ سيفَ الأدعياءِ رماحُهم
ونصرُهمُ بالغدرِ صارَ ظلالا