أنفاق “إسرائيل” بالقدس تواصل تمزيق الوجود الفلسطيني بالمدينة

متابعات | 29 سبتمبر | مأرب برس :

 

ضمن تصورها العام لمدينة القدس المحتلة، تواصل سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” سعيها لتثبيت سيطرتها على المدينة عبر إقامة شبكة أنفاق، تهدف بحسب خبراء فلسطينيين بارزين، إلى تطوير الاستيطان “الإسرائيلي” وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني.

 

منطقة القلب

 

وصادقت بلدية الاحتلال بالقدس الخميس الماضي، على مخطط لإقامة شبكة أنفاق حول مدينة القدس المحتلة، لتسهل حركة انتقال المستوطنين من مستوطنات شرق المدينة وشمالها في “معاليه أدوميم”، و”نيفي يعقوب” و”بسغات زئيف” إلى قلب القدس، متذرعة بوجود ازدحام مروري شرقي وشمالي القدس.

 

وبيّن خبير تخطيط المدن والديمغرافيا الفلسطيني، البروفيسور راسم خمايسي، أن “التصور العام الإسرائيلي فيما يتعلق بموضوع مدينة القدس، هو بسط وتأكيد وتثبيت سيطرتها على مدينة القدس، وضمان التواصل مع محيطها ومنطقة القلب الواقعة في يافا وتل أبيب”.

 

وأوضح في حديثه لـ”عربي21″، أن مخططات الاحتلال ترمي إلى “إخراج حاضرة القدس من حالة العزلة أو حالة الجزيرة، حيث يحيط بها من الجهة الجنوبية والشرقية والشمالية وجود فلسطيني”.

 

ولفت خمايسي، إلى أن “إسرائيل تتعامل مع القدس وفق استراتيجية تشمل؛ أولا؛ تعزيز الوجود الإسرائيلي داخل القدس، ثانيا: تعزيز وتوسيع الاستيطان داخل الضفة الغربية المحتلة والذي يؤدي علميا إلى تقطيع الوجود الفلسطيني، ثالثا: تأمين انسيابية الحركة بين المركبّات الثلاثة”.

 

عملية الضم

 

وأشار الخبير البارز في تخطيط المدن والديمغرافيا، إلى أن “إسرائيل تقود تطوير كبير يجري بشأن المواصلات العامة حيث تشمل؛ شبكة الطرق، القطار الخفيف، إضافة للأنفاق والجسور وذلك لاعتبارات سياسية، أمنية، بيئية واقتصادية”، مؤكدا أن عملية شق الأنفاق، “تأتي ضمن فلسفة تطوير الاستيطان الإسرائيلي وتوصيله بمدينة القدس المحتلة”.

 

من جانبه، أكد خبير الاستيطان والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، خليل التفكجي، أن مشروع الأنفاق المزمع إقامته حول مدينة القدس المحتلة، “يأتي ضمن مخطط ومشاريع كبيرة تستهدف مدينة القدس المحتلة، وخطط البنية التحتية الإسرائيلية لتسهيل حركة المستوطنين، والتي يليها في المستقبل عملية الضم”.

 

وأوضح أن “شبكة الأنفاق هذه لها مجموعة من الأهداف منها؛ ربط المستعمرات الإسرائيلية الواقعة خارج حدود بلدية القدس مع المستعمرات الواقعة داخل حدود البلدية، وفي ذات الوقت عزل القرى والمناطق الفلسطينية”.

 

وأضاف التفكجي: “كما يأتي لإقامة القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي، والتي تعادل 10 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة، عبر ربط هذه المستعمرات بأخرى داخل مدينة القدس المحتلة”.

 

شبكة أكبر

 

وعلى هذا الأساس، “تتيح شبكة الأنفاق هذه؛ سهولة تنقل المستوطنين الإسرائيليين من هذه الكتل الاستيطانية إلى داخل مدينة القدس، دون أن تشكل أزمة سير”، وفق خبير الاستيطان والخرائط الذي نوه إلى أنه “كلما كانت عملية الحركة والتنقل أسهل كانت عملية الاستيطان أسهل”.

 

وأشار إلى أن “هذه الشبكة هي جزء من شبكة أكبر سيستمر العمل في جزء منها حتى 2020، والجزء الباقي سيستكمل عام 2050، وهو العام الذي يتم الحديث فيه عن شبكة طرق، أنفاق، وقطارات، جسور وإقامة أكبر مطار في الدولة العبرية بمنطقة النبي موسى”، لافتا إلى أن “جزءا من شبكة القطارات سينتهي العمل بها عام 2018، وهي التي تربط بين تل أبيب والقدس”.

 

ولفت التفكجي إلى أن “هذا المخطط  يدلل على أن الجانب الإسرائيلي، لا يفكر إلا في أن تكون القدس عاصمة لدولة واحدة”، مؤكدا أن خيار أن “تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتين، أمر غير وارد على الإطلاق بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي”.

 

وافتتحت الحكومة الإسرائيلية في كانون الثاني/ يناير الماضي، نفقا يربط بين مدينة القدس المحتلة و”تل أبيب”، حيث عمل على تقليص مدة السفر لنحو 30 دقيقة بدلا من 60، وهو ما اعتبره رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، “حدثا تاريخيا، وانطلاقة هامة جدا من أجل تطوير القدس وتطوير الدولة وطنيا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى