حشود السبعين المليونية تفاجئ العدو وتسقط المؤآمرة..
مقالات| 27 سبتمر | مأرب برس :
بقلم /علي القحوم :
العظمة كل العظمة تجلت في 21 من سبتمبر في ميدان السبعين في يوم احياء ذكرى انتصار الثورة الشعبية.. حيث كان يوما مشهودا وحشودا امتلأت بها الساحات.. وكتب التاريخ ما كتب عن عظمة وارادة هذا الشعب العظيم المعطاء والكريم.. الذي ابهر العالم كل العالم بشموخه وعنفوانه وصموده الذي قل نظيره في المعمورة.. كيف لا وهو ذاك الشعب الذي إن قلنا عنه إنه أحدث معجزة في تحركه ووعيه صوب التحرر والاستقلال ورفض التبعية والارتزاق والعمالة.. فهذا قليلا في حقة بل نقول انه المعجزة بحد ذاتها في قرنٍ باتت الشعوب فيه راكدة ومحتارة لا تعي حجم الخطورة.. ولا تعي حجم المؤامرات تركت كتاب الله وراء ظهرها وظلت تركض نحو ركاب الغرب حتى افقدوها أمنها واستقرارها.. وزرعوا في أوساطها من يعمل المنكرات باسم الاسلام وأعطوا لها عنوانا تسمى به بين هلالين عناصر الإجرام (القاعدة وداعش ).. لتكون بعد ذلك ذريعة لأمريكا وإسرائيل لأن تحتل الشعوب والبلدان وتنهب الخيرات والمقدرات.. وأصبح واقعا للأسف مخزي ومهين وباتت الشعوب تنادي لمن يحتلها ويظلمها ويقتلها وينهب خيراتها انقذونا انقذونا.. وتطالب من أعدائها السلام وهم ليسوا أهل سلام.. والسلام كل السلام هو في التمسك بالقرآن الكريم وحمل السلاح.. والوعي والبصيرة في معرفة العدو الحقيقي لهذه الأمة.. وسترى الشعوب كيف ستتغير الأحداث وكيف يتغير الواقع الذي أرادته دول الاستكبار لهذه الشعوب..
فاذا ما تحدثنا عن الشعب اليمني الذي تحرك ولازال يتحرك صوب الحرية والخلاص من الذلة والمهانة والاستعمار والخنوع والتبعية والعمالة والارتزاق.. وفِي ظل العدوان وللعام الثالث على التوالي من الصمود والثبات انه فعلا حقق هذه الأهداف.. وأسقط المؤامرات وأفشلها وحطم المشروع الصهيوأمريكي.. وانتصر على أعتى التحالفات والتكالبات الدولية التي لم يحصل مثلها في التاريخ.
ففي صبيحة يوم 21 من سبتمبر احتشدت الملايين من كل أبناء الشعب في ميدان السبعين ميدان الثورة استجابة لدعوة قائد الثورة الشعبية سماحة السيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله.. حيث تجلت العظمة لإرادة هذا الشعب العظيم والمعطاء التي لم ولن تنكسر.. وبرهن هذا الشعب ذلك من خلال الحضور المليوني والقوافل الكبيرة التي قدمها كل ابناء الشعب بكل أطيافه ليثبت الشعب ان هذه ثورته.. وليست مستوردة من الخارج وإنه الداعم الأول والأخير لهذه الثورة من خلال القوافل الغذائية التي يقدمها بشكل مستمر منذ انطلاق شرارة هذه الثورة حتى اليوم..
فالشعب اليمني العظيم رسم صورة فوتغرافية رائعة في ميدان السبعين في يوم إحيائه ذكرى انتصار الثورة وانتصار إرادته.. فكان حقا شعبا عظيما ومعطاء يتحرك بزخم شعبي كبير أشعل للثورة جذوتها من جديد وأعاد لها رونقها ووهجها ونورها الذي أضاء كل البلاد.
في المقابل كان العدو يظن من خلال عدوانه على بلدنا أنه سيستطيع أن يخضع الشعب.. ويثنيهم من المضي في مشوار التحرر والثورة.. لكنه تفاجئ بهذا الزخم الشعبي الكبير وهذا الحضور الغير مسبوق.. الذي أرسل الرسالة البالغة للعالم أجمع مفادها: (أن هنا شعب يمني عظيم وهذه ثورته وهذه إرادته وعليكم احترام هذه الإرادة وهذه الثورة الشعبية) التي ليس لها أي امتداد لأي أحد ولا لأي طرف في المنطقة والإقليم.. أهدافها شعبية وطموحاتها وطنية تخطت كل الاطر المذهبية والمناطقية والطائفية.. وجمعت الشعب كل الشعب في هدف واحد هو (الحرية والاستقلال والتخلص من التبعية والارتهان) والمضي صفا واحدا لتحقيق هذا الهدف.. وقد تحقق بفضل الله حتى وإن استمرت امريكا وإسرائيل وعملائهم في عدوانهم الظالم على اليمن أرضا وإنسانا..
الزخم الشعبي المليوني في ميدان السبعين أسقط كل الرهانات والمؤامرات.. وأكد ان الشعب صفا واحدا لا يفرقه أي مفرق حتى وأن صبيتم أيها الغزاة والمحتلين جم حقدكم وقصفتم بالآلاف من الغارات وقتلتم من قتلتم ودمرتم ما دمرتم وفرضتم حصاركم الاقتصادي الجائر.. ووجهتم كل أبواقكم الاعلامية الظلامية صوب الداخل.. لتعمل على التأثير على الوعي الشعبي والثوري وتشقوا الصفوف وتتأثر جبهة الصمود الداخلية.. واستجلبتم ما استجلبتم من عناصر الاجرام من القاعدة وداعش.. وشركات القتل والاجرام والمرتزقة الجنجويد وغيرهم من شذاذ الآفاق.. وأنفقتم ما أنفقتم من الأموال الطائلة في شراء الولاءات وصفقات الأسلحة.. وكل هذا تحول حسرات عليكم وندم وخيبة آمال وفشل وأيما فشل.. واصبحتم تبحثون عما يحفظ ماء الوجه لكي تخرجوا من هذا العدوان وترسموا ماهية سيناريو النهاية..
لكن السنة الإلهية الحتمية هي نهاية الطغاة والمجرمين لما اقترفته أياديهم الإجرامية من قتل وإجرام وتدمير وتكبر وغرور.. وما يحصل في واقع العدو الداخلي من التفكك والتشرذم والضعف والوهن.. وانعكاس عدوانهم على اليمن وارتداداته على واقعهم الداخلي خير دليل على انتصار إرادة الشعب اليمني العظيم..