ثورة السيادة الوطنية
مقالات | 20 سبتمبر | مأرب برس :
زين العابدين عثمان
منذ مطلع 2011م العام الذي تفجرت فيه ثورات في العديد من بعض البلدان العربية والتي عرفت حينها باسم” الربيع العربي “ كان الهدف الرئيسي منها هو إسقاط الأنظمة الحاكمة واستبدالها بأنظمة جديدة تلبي تطلعات وطموحات شعوبها.
فعندما كانت موجه الربيع العربي بدأت تأخذ مجراها في سياق التصعيد والتغيير كانت أمريكا والى جوارها الكيان الإسرائيلي وبعض من دول حلف شمال الأطلسي منها (بريطانيا-فرنسا) يترقبون هذه الثورات بعين الرأس مالية والمؤامرة وأثناء دخول هذه الثورات عنفوانها وذروتها ركبت أمريكا هذه الموجه وقامت بضرب الأنظمة السابقة منها ما سقط برسائل تهديد مثل مصر وتونس ومنها ما سقط بالتدخل الأمريكي والأوروبي المباشر مثل ليبيا ومنها لازال عصيا على الإسقاط إلى اليوم كسوريا . عملية إسقاط ما تم إسقاطه من الأنظمة العربية كانت أمريكا مجهزة أنظمة دكتاتورية جديدة صنعت لتكون بديلة عن الأنظمة السابقة .
فمصر وتونس وغيرهما من البلدان التي أطيح بأنظمتها قامت أمريكا بالإشراف على وضع أنظمة لتلك الدول وفقا لما كانت تصبو إليه الطموحات والمخططات الأمريكية التي تصب في قالب تعزيز هيمنتها والتحكم بعمق أكثر في الشؤون العربية.
كان ملف الثورة باليمن على رأس سلم أولويات الاهتمام الأمريكي والصهيوني .
فبعد أن تم إزاحة النظام السابق دفعت أمريكا بعملائها بالداخل من حزب الإصلاح إلى تقلد عرش السلطة وإطفاء شعلة الثورة، لأن الخطة كانت تتضمن إطاحة نظام صالح وتغييره بنظام عبد ربه هادي والإصلاح الذي تتحكم به أمريكا حتى نخاعه وإنهاء الثورة .
كان من المفترض وفق الخطة المرسومة أن تكون ساحة الثورة خالية فور تسلم هادي وجماعته مفاصل الدولة إلا أن هذا لم يحصل فكانت ساحة الثورة لازال يقطنها المكون الذي رفض ترك المسار الثوري “وهم أنصار الله” كون أهداف الثورة لم تحقق غير زيادة الطين بلة بعد تولي هادي حكم اليمن.
هنا أمريكا حاولت أن تتغاضى عن هذا الشرخ الذي أصاب خطتها، إلا أن تصعيد أنصار الله لم يتوقف بالساحة الثورية فكان التصعيد يتدرج شيئا فشيئا إلى أن بدأت تكتلات سياسية وشعبية معارضة بالالتفاف حول أنصار الله وتأييدهم وهذا ما كان يهيئ الوضع لأن تعود الثورة إلى مسارها وقوتها الصحيحة .
استمر تصعيد أنصار الله بالثورة ملتحفا بكتلة شعبية هائلة في ظل قيام هادي وحكومته بالإجهاز على مقومات الشعب الاقتصادية والترسانة الدفاعية للجيش فكان يوم 21 سبتمبر من العام 2014م نقطة الانطلاق الأولية للثورة اليمنية الكبرى التي اكتسحت الشارع وأطاحت بنظام هادي وزمرته وأجليت خلالها السفارة الأمريكية وتحولت الثورة تدريجيا إلى قوة مسلحة أطاحت بمشاريع الهيمنة الأمريكية من داعش والقاعدة بالجنوب.
أمريكا انصدمت بالوضع وبدأت تعكف على كيفية إحباط هذه الثورة بأي طريقة إلى ان وصل بها الأمر إلى اللجوء للقوة والتدخل فكانت عاصفة الحزم التي تقودها السعودية هي نواتج سياسات أمريكا ومخططها لاحتواء ثورة 21 سبتمبر.
اليوم ونحن في الذكرى الثالثة لهذه الثورة ومازالت أمريكا تعد المخططات للاطاحة بثورة 21 سبتمبر .ويمكن القول هنا واختصار جميع التفصيلات بجملة واحدة وهي أن ثورة 21 سبتمبر هي الثورة الوحيدة من بين كل الثورات العربية التي كانت بمثابة انقلاب على أمريكا وجحيم حقيقي لمشاريعها باليمن والمنطقة وتهديد داهم للكيان الإسرائيلي وأمنه القومي ..