بعد تهديد روسيا باستخدام الـ”فيتو” إذا قرر مجلس الأمن إدانة حزب الله الكشف عن توبيخ مُستشار الأمن القوميّ الأمريكيّ للوفد الأمنيّ الإسرائيليّ وعدم الاستجابة لمطالبه
متابعات | 14 سبتمبر | مأرب برس :
بعد أنْ تمّ الكشف عن تهديد روسيا بعدم التصويت في مجلس الأمن الدوليّ لصالح القرار الذي يزيد من قوّة الـ”يونيفيل”، التابعة للأمم المُتحدّة والعاملة في جنوب لبنان، للعمل على تنفيذ القرار 1701 التي وضع أوزار حرب لبنان الثانيّة في العام 2006، ولفتت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة، كما أفادت (هآرتس) العبريّة، إلى أنّه خلال النقاشات بشأن صيغة القرار جرى استبعاد العبارات التي طالبت الولايات المتحدة وإسرائيل بإدخالها، التي تتحدّث عن النشاطات العسكريّة الممنوعة التي يقوم بها حزب الله في جنوب لبنان وتعتبر خرقًا للقرار 1701.
فقد أعرب الدبلوماسيون الروس الذين شاركوا في النقاشات، حسب المصادر عينها، عن معارضتهم للاقتراح الأمريكيّ، وأوضحوا بشكلٍ حازمٍ أنّه إذا تضمنّت صيغة القرار أيّ إدانة لحزب الله، فإنّ روسيا ستُعارض القرار وستستخدم الفيتو.
الموقف الروسيّ يُمكن أنْ يكون مفهومًا بسبب علاقات موسكو مع محور المُقاومة والمُمانعة، ولكنّ القناة العبريّة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ، كشفت النقاب عن تعرض وفد يضم مسؤولين كبارًا بـالجيش الإسرائيليّ ورئيس الموساد، يوسي كوهين لتوبيخٍ شديدٍ، من جانب مستشار الأمن القوميّ الأمريكيّ، خلال زيارة الوفد إلى واشنطن، لعرض تفاصيل المناورة الضخمة التي تجريها إسرائيل حاليًا على مستوى الجبهة الشمالية، تحسبًا للحرب مع حزب الله.
وبحسب تقرير للقناة العاشرة فقد التقى الوفد الإسرائيلي العسكري بمسؤولين أمريكيين كبار، من بينهم مستشار الأمن القومي الجنرال هيربرت ماكماستر، والذي تولى هذا المنصب مؤخرًا عقب استقالة الجنرال مايكل فلين.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، منذ الرابع من الشهر الجاري، واحدة من أكبر المناورات العسكرية على الإطلاق، والتي يفترض أنْ تستمر 11 يومًا، وتغطي شمال البلاد بالكامل، بمشاركة آلاف الجنود النظاميين والاحتياط، وهي المناورات التي تحمل اسم رئيس الموساد الأسبق مئير داغان، وتستهدف محاكاة سيناريو الحرب مع حزب الله، وهي واحدة من أكبر المناورات منذ قرابة 20 عامًا.
وأشارت القناة العاشرة إلى أنّ الوفد الإسرائيليّ الذي زار واشنطن رفض مشاركة أحد الخبراء الأمريكيين التابعين للإدارة الأمريكية في النقاش، لا سيما وأنّه كان قد وصف في الماضي حزب الله بأنه ليس منظمة “متشددة”، في حين بدأ الجنرال ماكماستر الصراخ وقام بتوبيخ الوفد الإسرائيليّ العسكريّ بشدّةٍ، رافضًا مزاعم الوفد بشأن خطورة حزب الله التي يُشكلّها على إسرائيل.
وأشار موقع القناة العاشرة إلى أنّ تلك الزيارة أجريت قبل أسبوعين، أي قبيل بدء المناورات بأيام، وأنّ الوفد الإسرائيليّ عرض على المسؤولين الأمريكيين تفاصيل تلك المناورة وأسباب إجرائها، وخلال النقاش، عرض أحد المسؤولين الإسرائيليين أمام مستشار الأمن القومي الأمريكي تفاصيل حول المخاطر التي يشكلها حزب الله على أمن إسرائيل.
وتابع أنّ الجنرال الأمريكي استوقف المسؤول الإسرائيليّ وقطع النقاش، وطالب باستدعاء خبيرٍ أمريكيٍّ في مجال مكافحة الإرهاب، يعمل في مكتبه، ويدعى مصطفى جواد علي. ويقول الموقع: إنّ الوفد الإسرائيليّ رفض مشاركة الخبير الذي يبدو من اسمه أنّه من أصولٍ عربيّةٍ أوْ فارسيّةٍ، بحجة أنّه كان قد صرح في الماضي أنّ حزب الله ليس منظمةً متطرفةً.
وأكّد الموقع أنّ مستشار الأمن القومي الأمريكي صرخ في وجه المسؤولين الإسرائيليين ورفض مزاعمهم بشأن خطورة المنظمة اللبنانية، لافتًا إلى أنّ ثمة مخاوف حالية من أنّ موقف ماكماستر ربما يعكس الموقف العام السائد داخل الإدارة الأمريكية في هذا الصدد.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد نقلت عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين في الأيام الأخيرة أنّ تزايد نفوذ حزب الله والخبرات التي اكتسبها في سوريّة ولبنان هو ما دفع المؤسسة العسكرية لإجراء تلك المناورات التي يشارك فيها عشرات الوحدات العسكرية المختلفة، تحسبًا لما أسموها حرب لبنان الثالثة، حيث إنّ ترتيبات جديدة وضعتها المؤسسة العسكرية بالحسبان، من بينها التدريب على إخلاء عشرات المستوطنات الشمالية التي قد تتعرض للقصف أو الغزو بواسطة المنظمة اللبنانية.
ونقل محلل الشؤون الأمنيّة في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية يوسي ميلمان عن مصدرٍ إسرائيليٍّ مطلعٍ أنّ اللقاء مع المسؤولين في مجلس الأمن القومي والبنتاغون وأجهزة الاستخبارات الأمريكيّة كان مثل المشاركة في جنازة أوْ تقديم تعازي، لكن بأدوار معاكسة بحيث أنّ المعزّين هم الأمريكيون، والثكلى هم الإسرائيليون، فيما الجنازة كانت مراسم دفن السياسة الأمريكيّة في سوريّة.
كما نقل ميلمان عن مصادر إسرائيلية مطّلعة أنّ الوفد الإسرائيلي الذي زار واشنطن وموسكو فشل في مهمته مشيرًا إلى أنّ الإدارة الأمريكيّة قررت التخلّي عن دورها في سوريّة بمجرد هزيمة “داعش” التي من المرجح أنْ تحصل في غضون أشهر قليلة، كما قال.
كما نقل عن مصادر عسكريّةٍ إسرائيليّةٍ اعترافها بأنّ مطالبها بشأن حضور إيران وحزب الله عند الحدود مع الجولان المحتل جرى تجاهلها، مشيرةً إلى أنّ التقديرات تشير إلى وجود 300 عنصر من حزب الله في تلك المنطقة على بعد ما لا يزيد عن 5 كيلومترات عن الحدود.
ولفت ميلمان إلى أنّ مكامن القلق الإسرائيليّ عبّر عنها تقرير استخباراتي سريّ جرى تسريبه حديثًا، يُقدّر أنّ روسيا تحتاج حضورًا إيرانيًا أكبر وأقوى في سوريّة من أجل إنهاء سيطرة داعش في الشرق الذي يؤدي إلى العراق.
*رأي اليوم .