إسرائيل تصف حزب الله بالجيش الثاني بالشرق الأوسط وتُجري مناورةّ كبرى لأوّل مرّة منذ 19 عامًا للقضاء عليه وطرده من المناطق التي سيحتلّها بحرب لبنان الثالثة

 

متابعات | 6 سبتمبر | مأرب برس :

بدأت إسرائيل مناورة فيلقية هي الأولى من نوعها، منذ 19 عاماً، على حدودها الشمالية، والتي ستستمّر 11 يومًا. ومع أن المناورة تأتي في سياقٍ مهنيّ عسكريّ، وترجمة لإحدى مراحل خطط رفع مستوى الجاهزية والاستعداد، إلّا أنّه يغلب عليها التوظيف السياسيّ، وهو ما حضر في مقاربة وسائل الإعلام الإسرائيلية، بشكل بارز. في هذا الإطار، حرص العديد من التقارير الإعلامية على تقديم المناورة كما لو أنّها تعبير عن انتقال الجيش من مرحلة الردع إلى الحسم في أيّ مواجهة قد تنشب بين الجيش الإسرائيليّ وحزب الله.
وفي هذا السياق، نشر موقع “ديبكا” الاستخباراتيّ الإسرائيليّ تقريرًا عن المناورة الأضخم منذ 19 عامًا التي بدأها الجيش الإسرائيليّ أمس الثلاثاء بمشاركة عشرات الآلاف من جنود القوات البرية والجوية والبحرية والوحدات الاستخباراتية بمن فيهم الاحتياط، كاشفًا أنّها مستقاة من الدروس التي تعلمتها تل أبيب جراء هزيمتها في عدوان تموز 2006، أيْ حرب لبنان الثانية.
ولفت الموقع إلى أنّ المناورة ستحاكي احتلال بلدتين إسرائيليتين في طبريا والجولان على يد “حزب الله”، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الجيش الإسرائيلي سيشن عمليات دفاعية وهجومية في عمق “خطوط العدو”.
وأوضح الموقع أنّ خطة المناورة تقضي بعدم السعي إلى التوصل وقف إطلاق النار وعدم إفساح المجال أمام “حزب الله” للاستعداد لجولة أخرى، أيْ مثلما انتهت الحرب في العام 2006.
وتابع الموقع كاشفاً أنّ استراتيجييّ إسرائيل يسعون إلى هزيمة “حزب الله” وبالتالي تحطيم معنوياته والقضاء على بنيته التحتية ووضع حدّ لإيمانه بأنّه قادر على تدمير إسرائيل في الجولة المقبلة.
في هذا السياق، عدّد الموقع أهداف المناورة الـثلاثة: أولاً، سيتدرب الجنود الإسرائيليون على إخراج “حزب الله” من البلدات والقرى التي “سيحتلها” بالاعتماد على عنصر المفاجأة في أغلبية الأحيان. وفي التفاصيل أنّ إسرائيل تتوقّع أنْ يتجه “حزب الله” إلى المطلة-ميسغاف عند الحدود اللبنانية وإلى طريق بوابة فاطمة التي تصل تلال طبريا الواقعة شمال مستوطنة كريات شمونة بالحدود اللبنانية-الإسرائيلية. كما تتوقع إسرائيل أنْ يصل “حزب الله” برًا وعبر الأنفاق إلى مُستوطنتي زارعيت وشتولا بمحاذاة الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.
ثانيًا، ستقتحم قوة كبرى من الجيش الإسرائيليّ الحدود وتدخل إلى لبنان في محاولة منها إلى هزيمة “حزب الله” بشكل سريع وحاسم في أرضه، علمًا أنّ إسرائيل مصممة على تكبيد الحزب خسائر فادحة على مستوى الأرواح والبنى التحتية والأرض، وفقاً للموقع.
ثالثًا، سيتدرّب سلاح الجو الإسرائيليّ على لعب دورٍ مختلفٍ في المواجهة، وذلك بعدما فشلت إسرائيل خلال العام 2006 نتيجة مبالغتها في الاعتماد عليه. وعليه، سيعمل سلاح الجو الإسرائيليّ خلال المناورة على التنسيق مع منظومات إسرائيل الدفاعية الجوية الأخرى، التي ستواجه صواريخ “حزب الله” التي يُقدّر عددها بمائة ألف بالإضافة أسطول الطائرات من دون طيار (الدرونز) التي يعتمد عليها الحزب لجمع المعلومات الاستخباراتية وتوصيل الصواريخ والطائرات من دون طيار الموجهة المحزمة بالمواد المتفجرة.
هذا وستيحضّر الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى لإخلاء نحو 75 آلاف مدني من البلدات والقرى القريبة من نيران “حزب الله”.
في السياق عينه، نقل موقع (YNET) التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) عن أن هناك في الجيش الإسرائيليّ مَنْ يصف حزب الله بأنّه الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيليّ، موضحًا أنّ حزب الله قادر على إدارة معركة على مستوى لواء، مع استخدام الطائرات المسيّرة الهجومية، وجمع المعلومات الناجعة عبر الدمج مع الأنفاق والكهوف الهجومية، وتفعيل نيران مدفعية إلى جانب استخدام الدبابات وكذلك تجميع قوات مدربة بسرعة بحجم 4000 مقاتل خلال فترة زمنية قصيرة في منطقة التجمع، كما فعل في إحدى عملياته الأخيرة ضدّ داعش.
وكشف الموقع بذلك عن حجم متابعة الجيش الإسرائيليّ للمعركة التي خاضها حزب الله ضدّ داعش، والدلالات التي انطوت عليها على المستويين العملاني والتكتيكي. ويأتي هذا التقويم امتدادًا لتقديرات سبق أنْ كشفها قادة عسكريون وخبراء إسرائيليون لفتوا فيها إلى أنّ حزب الله تحول بعد مشاركته في القتال على الأراضي السورية إلى جيشٍ أكثر احترافًا وقوّةً وخبرةً.
من ناحيته، أكّد المحلل للشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) عاموس هرئيل، أنّ حزب الله يعلم باستعدادات الجيش للمناورة، ومن المتوقع أنّه سيُحاول بكلّ ما يستطيع حلّ ألغاز خطط الجيش واكتشاف قدراته، وتابع قائلاً إنّ إسرائيل تريد استغلال المناورة من أجل توجيه رسالة ردع لحزب الله. على هذه الخلفية، بات واضحًا وجليًّا أنّ دولة الاحتلال وقعت في فخّ المبالغة في الدعاية على حساب المهنية التي كان يفترض أنّ الجيش الإسرائيليّ يتمتع بها، لكن بهدف تحسين الصورة، وتحصين مناعة الجمهور الاسرائيلي، يصبح كل شيء في إطار المُباح.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى