مؤتمر بالقدس لدراسة تطبيق الخيار الأردنيّ بمُشاركة مضر بدران وسامر أبو لبدة يُنظّمه اليمين الإسرائيليّ المُتطرّف الذي يؤمن بأنّ الأردن هي فلسطين
متابعات | 31 اعسطس | مأرب برس :
لا تنفّك إسرائيل، وتحديدًا قوى اليمين واليمين المتطرف بطرح الخيار الأردنيّ، بمعنى أنْ تكون الدولة الفلسطينيّة في المملكة الأردنيّة الهاشميّة. وفي هذا السياق أعلن مركز تراث بيغن عن تنظيم مؤتمر في السابع عشر من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) القادم لمناقشة الخيار الأردني على مختلف المستويات، وستكون، بحسب الإعلانات التجاريّة التي تمّ نشرها في الإعلام العبريّ، برامج عديدة لمناقشة خيار حلّ القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
هذا المؤتمر الذي ينظمه معهد بيغن الاستخباري يضم أردنيان (مضر زهران وسامر مصطفى أبو لبدة)، إلى جانب كوكبة من المفكرين الإسرائيليين لبحث فرص فرض الخيار الأردني على الأرض، ويتطرق المؤتمر لمفاهيم انقلابية على الدستور الأردني والهوية الوطنية، وهو بالمحصلة رسالة استفزازية من الحكومة الإسرائيلية، لن تجد لها أي صدى في الواقع، ولن تحرك في سنديانة الوطن الراسخة التي تمتد جذورها في هذه الأرض وارض فلسطين منذ الآلاف السنين.
واللافت أنّ المدعو يصف مضر زهران، الذي يصف نفسه باللاجئ السياسي الفلسطيني-الأردني، هو من أبرز المُشاركين في هذا المؤتمر، وهو الذي يجاهر دومًا بعداوته للنظام الأردني، ولكن هذه العداوة ليست نابعة عن فكر سياسي معين أوْ ظلم أحل به في يوم من الأيام، فهذا اللاجئ كان موظفًا رفيعًا في السلك الدبلوماسي الأردني، ولا يستطيع كثيرًا أن يتشدق عن الحقوق المنقوصة كما يفعل العديد من أقنان هذه الفكرة العنصرية، على العكس، كل ما نسمع خطابات هذا الشخص فإنه يركز دائمًا على نقطتين، فإذ كان يتحدث لوسائل إعلام عربية، الموضوع، محاطًا بحقده العنصري، يصب دائمًا في أنّ النظام لا يمثل أغلبية الشعب الفلسطيني، (والتي حددها –وهي غير صحيحة- بأنها أكثر من 90% من السكان)، وإنْ كان يتحدث لوسائل إعلام أجنبية (عادة إسرائيلية) فالموضوع يتأصل دائمًا أنّ الأردن هو الدولة الفلسطينيّة التي يجب عليها أنّ تعيش بسلام مع جارته إسرائيل الديمقراطية.
زهران، الذي يصفه الإعلان الإسرائيليّ عن المؤتمر بأمين سر الائتلاف الأردنيّ للمعارضة، أبدع في آخر مقال له نشره في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في غزل “الجيران” الإسرائيليين واستمالة قلوبهم، واصلاً الدرك الأسفل في حقده على الأردن وولعه بإسرائيل. ففي مقاله الصادر يوم 22-10، قال زهران بوضوح إنّ الأردن لم يحترم تقسيم عصبة الأمم لفلسطين، والذي يدعي فيه زهران أنّه تخلى فيه اليهود عن 78% من الأراضي من أجل السلام مع جيرانهم العرب، على الرغم من عدم التزام العرب بذلك. مضيفا أنّ الأردن دولة هاشمية احتلت جزءً من الأراضي المخصصة من قبل بريطانيا لليهود، مشككًا أنّ اللاجئين الفلسطينيين هم فعلاً لاجئين كون تلك الأراضي لم تكن فلسطينية بالأصل.
ويبدأ المقال عينه بهجوم شديد على سمو الأمير الحسن لأنّه أدلى بأنّ الضفة الغربية كانت جزءً من المملكة الأردنية الهاشمية وعبّر عن أمله بأنْ يتحد شعبي الضفتين من جديد ويستعيد الأردن الأراضي التي احتلتها إسرائيل، والمُثير أنّ زهران لم يستخدم مصطلح قوات الاحتلال بل فضل مصطلح قوات الدفاع الإسرائيلية.
زهران يتابع المقال بتحليل جيوسياسي غريب، لا داعي لذكره كاملاً لسذاجته، ولكنه ركز على الإدعاء أنه يُمنع للأردنيين من أصل فلسطيني الالتحاق بالتعليم العالي، أوْ أيّ وظيفة حكومية أوْ حتى الحصول على الرعاية الصحية، زاعمًا أيضًا أنّ جريدة (الغد) قالت إنّ عدد المشاركين في مسيرة الإخوان الأخيرة تعدت 250000 فردًا (أي ربع مليون).
ولكون ختامه مسك، نصيحة زهران الأخيرة في مقاله هي أنْ يتخلى الهاشميون عن أيّ حلم بسيادة على أراضي إسرائيلية، والمقصود هنا بأراضي إسرائيلية هي الضفة الغربية.
وتنحصر رؤية زهران في القضايا التالية: لا لوم على إسرائيل في مأساة الفلسطينيين، وعلى الفلسطينيين أنْ يقبلوا بوضعهم كلاجئين ويتكيفوا في الدول العربيّة التي يعيشون فيها، ويُشكّل الفلسطينيون 80 بالمائة من سكّان الأردن ولذا عليهم أنْ يعتبروا الأردن هويتهم ووطنهم البديل، على حدّ تعبيره.
*رأي اليوم .