إسرائيل ستتسلّم 17 مقاتلةً أمريكيّةً من طراز (إف35) لصدّ التهديد الإيرانيّ والخشية من تحوّل مصر لعدوٍ
متابعات | 28 اغسطس | مأرب برس :
في الحروب الأخيرة التي شنّتها دولة الاحتلال على كلٍّ من لبنان وفلسطين ثبُت بالدليل القاطع أنّه على الرغم من التفوق النوعيّ والكميّ لسلاح الجوّ الإسرائيليّ إلّا أنّه وباعتراف أركان تل أبيب عجز هذا السلاح عن حسم المعركة، الأمر الذي يُثير السؤال المفصليّ عن جدوى تعاظم قوّة إسرائيل الجويّة.
وفي هذا السياق، وضعت دولة الاحتلال اللمسات الأخيرة على صفقة شراء 17 مقاتلة أمريكيّة من طراز “اف 35″، والتي يُطلق عليها لقب “الشبح”، ستُضاف إلى 33 قاذفة مماثلة كانت قد طلبتها، وفق ما أعلنت وزارة الأمن الإسرائيليّة، أمس. ونقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن قادة كبار في سلاح الجو الإسرائيليّ قولهم إنّ تزود الدولة العبريّة بهذه الطائرات يعتبر قفزة دراماتيكيّة فيما يتعلّق بقدرات سلاح الجو، كما أنّ قيادة الأركان العامّة أيدّت هذه الصفقة، بحسب المصادر ذاتها.
وإسرائيل التي سبق أن تسلمت خمس قاذفات من الطراز المذكور، أدرجت هذه الطائرات ضمن الرد على التهديد الإيرانيّ لأنّ الدفاعات الجوية تعجز عن رصدها، وخصوصًا بطاريات صواريخ من طراز (S300) التي تسلمتها طهران من روسيا.
الباحث الإسرائيليّ، في مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، يفتاح شابير، وهو ضابط مُتقاعد من سلاح الجوّ الإسرائيليّ، رأى في مقالٍ نشره على موقع المركز، أنّ المُقاتلة الأمريكيّة الجديدة من طراز (F35) ستُصبح عملياتيّة بشكلٍ كاملٍ فقط بحلول العام 2019.
وقال وزير الأمن أفيغدور ليبرمان إنّ هذه القاذفات ستكون عنصرًا مركزيًا لضمان الدفاع عن إسرائيل على طول حدودنا، وما بعد هذه الحدود، وذكر في بيانٍ أنّ هذه الطائرات تُشكّل عنصراً آخر في الحفاظ على التفوق الجويّ الإسرائيليّ في منطقتنا، فسلاح جو قوي يعني أنّ إسرائيل قوية، وسيكون أكثر سرية وكفاءة، فيما أوضحت وزارته أنّ المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق على طلبية جديدة للحصول على 17 قاذفة، أتاحت خفض كلفة كل طائرة من 110 ملايين دولار إلى أقل من مئة مليون.
يُشار إلى أنّ سعر الطائرة الواحدة يصل إلى 122 مليون دولار، فيما تصل سرعتها القصوى إلى 1930 كم في الساعة، ويبلغ طولها 16 مترًا، و طول الجناح يصل إلى 11 مترًا.
من ناحيته قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنّ الذراع الطويلة لإسرائيل أصبحت الآن أطول وأعظم، مُشيرًا إلى أنّ القوّة فقط هي التي تصنع الردع والاحترام والحلول والسلام. وأضاف: أريد أن أوضح أنّ كلّ من يفكر في مهاجمة إسرائيل سيهاجم ويضع نفسه في خطر الانقراض، وهذا شرط أساسي لضمان مستقبلنا. كذلك أشار إلى أنّ إسرائيل هي ثاني دولة في العالم تحوز هذا النوع من الطائرات المتطورة بعد الولايات المتحدة، الأمر الذي يؤكّد متانة التحالف القائم بين الجانبين، على حدّ تعبيره.
وعلى الرغم من كلّ ما ورد، لا يُمكن التغاضي عنّ أنّ الطائرة الجديدة تُكرّس تفوق إسرائيل الجويّ على الجيوش العربيّة مُجتمعةً. والسؤال: هل ستتمكّن إيران من إيجاد الردّ؟ ولماذا قادة تل أبيب ما زالوا يَخشَونْ من تحولّ مصر من صديقة إلى دولة عدو؟، هذه الخشية، كانت في أساس اتخاذ الحكومة الإسرائيليّة القرار بشراء هذه المُقاتلات.
ومن الجدير بالذكر أنّ مجموعة “لوكهيد مارتن” الأمريكيّة تتولّى صنع هذه الطائرة. ويتوقع أنْ تدخل أولى القاذفات الإسرائيليّة من هذا الطراز حيز العمل هذا العام، أوْ على الأكثر العام المُقبل. وما يميّز هذه المقاتلات هو قدرتها على تجنب الرادارات الأكثر تطورًا مع سرعة تحليق تناهز 1900 كلم في الساعة. وهي أكثر فاعلية بست مرات من المقاتلات وطائرات المراقبة الحالية، وأقوى بثماني مرات على صعيد الهجمات الأرضية.
وستموّل دولة الاحتلال شراء القاذفات من المساعدة العسكرية الأمريكيّة التي ستبلغ 38 مليار دولار (36 مليار يورو) للفترة الممتدة من 2019 حتى 2028.
في السياق عينه، قال موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادر أمنيّة إسرائيليّة وصفها بالرفيعة، إنّ وزير الدفاع الأمريكيّ صادق على تزويد الجيش الإسرائيليّ بأسلحةٍ أمريكيّةٍ حديثةٍ ودقيقةٍ، ومواصلة الدعم الأمريكيّ لمشاريع خاصّة وشراء أسلحة من إسرائيل خلال العام المقبل، وبينها منظومات الدفاع الجوي (القبة الحديدية) و(العصا السحرية) وصاروخ (حيتس) لاعتراض الصواريخ، إضافةً إلى دعم أمريكيّ لإسرائيل في إنتاج مدرعات من طراز (نمر)، على حدّ قول المصادر الأمنيّة في تل أبيب.
* رأي اليوم .